- كتب: رامي الغف*
يواجه الوطن الفلسطيني مجموعة من الازمات والتحديات والصعوبات، والتي ستحدد إلى حد بعيد طبيعة المستقبل السياسي للدولة الفلسطينية في طورها المعاصر. فإذا تمكنت الفصائل والاحزاب والقوى الوطنية السياسية والإسلامية والتي تدير دفة الأمور في فلسطين، من مواجهة هذه الازمات والتحديات بفعالية مستديمة، فإنها ستتمكن من إنهاء خطر هذه الازمات وبناء مستقبل سياسي مختلف عن الأوضاع الراهنة التي يعيشها الشعب الفلسطيني، أما إذا لم تحسن قوانا وفصائلنا الوطنية من بلورة صيغ وأطر التعامل مع هذه الأزمات، فإن الوطن الفلسطيني سينتقل من أزمة إلى أخرى أكثر خطورة وصعوبة على راهن فلسطين ومستقبلها.
ان الازمة التي يمر بها وطننا الفلسطيني وهو يحاول الخروج من مازق الإنقسام وإنهاء الاحتلال وتحقيق السيادة الوطنية الكاملة يدعو الى اعتماد الاجماع الوطني في القرارات المصيرية واللجوء الى الخيارات الشعبية المباشرة عن طريق التصويت في القضايا المصيرية وتحقيق الرضا الشعبي الكامل بانتقاء الاكفاء الاوفياء في عملية الانتخابات المقبلة الذين يمكنهم الحفاظ على الثوابت الوطنية وصيانة المصالح العليا للجماهير.
ان الديمقراطية التي يحتاجها شعبنا، هي الديمقراطية المنفتحة عليهم والتي تحقق الخيارات الوطنية وتحافظ على حقوق الشعب، ولن تتحقق الاحلام بتضييع اصوات المواطنين الذين لا يثقون اليوم بالمشهد السياسي الهزيل. ان الإنتخابات القادمة تمر بمرحلة عسيرة وهي بين خيارين، اما ان تنجح او ان تنحسر فان ارادت خيار النجاح فعليها ان تحسن الاداء وتخرج من دائرة الصراع على السلطة والمغنم وليس لها اي خيار غير الشراكة الحقيقية والتعايش داخل الاسرة الفلسطينية بعيدا عن المزايدات والمساومات التي تجري على حساب المبادئ الوطنية ولابد لممثلي الشعب ان يذوبوا في حب فلسطين والحفاظ على مصالحه العليا.
ان الرغبة الحقيقية الصادقة لانجاز المهمات الوطنية العادلة لا تتحقق الا بنكران الذات وتذكر حساب التاريخ الذي لن يرحم المسيئين ولن يغفر للظالمين. علينا أن نتابع بمسؤولية وذكاء ما يدور على أرض الوطن الفلسطيني، في السياسة وسواها، فهذا الوطن يحتاج الى دعمنا جميعا ووقوفنا معه بكل ما نمتلك من قدرات، حتى تقف فلسطين على قدميها، فهي وطن الشهداء الأطهار والجرحى الأبطال والأسرى الأحرار والشعب المغوار، ولذلك فهي مستهدَفة من أعداء كثيرين لا يريدون الخير لها، وهذا يحتّم علينا أن نراقب ونتابع ما يجري في وطننا فلسطين بذكاء ودقة ومسؤولية عالية.
إن المسؤولية الوطنية واسعة ومتعددة الأهداف والجوانب، والقليل القليل عندما يتراكم يكون مفيدا، كما لذلك (يجب علينا أن نقوم بدور مسؤولية بناء فلسطين وتنميتها وإعمارها، فإن مسؤوليتنا كبيرة وواسعة وبحاجة إلى جهود كثيرة وكثيرة، فكل مواطن من الممكن أن يكون شمعة في هذا المجال، وكل كلمة لها قيمتها، وكل عمل، فإنها مثل قطرات المطر، فإذا كثرت القطرات يتولّد عنها السيل الجارف). كل مواطن يمكنه أن يكون (شمعة) لغيره من المواطنين في مجال حمل مسؤولية دعم فلسطين وبنائها، لاسيما في هذه المرحلة العصيبة التي تمر فلسطين، وهي معبّأة بالمخاطر التي تحدق بالوطن وجماهيرة وقضيته المركزية، وبالمصاعب الجمة التي تلتف حول حياة جماهيرنا البطلة، ولسنا هنا في صدد ذكرها بالتفصيل حيث تبدأ من الخدمات الأساسية ولا تنتهي عند الحاجة الى توفير الأمن والصحة والتعليم والإعمار والتنمية وتطوير الثقافة والوعي للعيش في أجواء السلم والتقدم والإبداع. وفي الاخير فاننا اذ نقيم الحالة السياسية داخل فلسطين لاجل اصلاح العملية الديمقراطية وتحقيق رضا الشعب ندعو الى التمسك بالوحدة الوطنية وتمتين البت الفلسطيني الداخلي ونؤكد على جملة من الامور منها:
اولا: الاهتمام بمصالح الوطن الفلسطيني العليا، ورعاية حقوق الجماهير، وتحقيق وحدة المواقف السياسية لممثلي الشعب وبالاتجاه الذي يراعى ويرعى المبادئ والقيم الوطنية.
ثانيا: اصلاح الوضع الديمقراطي واعادة النظر في شكل الديمقراطية ومحاولة رسم خطوط جديدة لها.
ثالثا: بناء الدولة الفلسطينية على اسس انسانية وتقليص التشعبات السياسية والتكتلات الفائضة داخل الوطن.
رابعا: ضرورة الانفتاح على الجماهير لانها الاهم في عملية بناء الدولة.
خامسا: تنشيط الحركة الجماهيرية بالاتجاه الذي يعمل على صيانة العملية الديمقراطية وحماية الوطن ومؤسساته.
آخر الكلام: حفظ فلسطين وشعبها وقيادتها وسدد خطى حكومتها من اجل فلسطين حره مستقلة ومزدهرة لتحقيق العدل التام ورعاية مصالح الجماهير في جو من السلم والسعادة.
*الإعلامي والمفوض السياسي
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت