أصيب عدد من المواطنين الفلسطينييين بجروح مساء الثلاثاء في اعتداء نفذه مجموعة من المستوطنين، على أهالي خربة المفقرة و قرية التوانة بمسافر يطا جنوب الخليل ، وسط مناشدات للمواطنين بالتوجه للقرية والمساعدة في الدفاع عن أهلها.
وأفادت مصادر محلية أن مجموعة من المستوطنين اعتدوا بالحجارة والآلات الحادة على المواطنين ومركباتهم ومنازلهم في خربة المفقرة.
وأوضحت أن عددا من المواطنين أصيبوا بجروح مختلفة بالسلاح الأبيض "السكاكين" والحجارة.
كما حطم المستوطنون عددا من السيارات ورشقوا المنازل بالحجارة وعاثوا فساداً في المنطقة.
وقال منسق اللجان الوطنية والشعبية جنوب الخليل راتب جبور، إن الأهالي حاولوا صد هجوم المستوطنين ومنعهم من الاعتداء عليهم وتخريب ممتلكاتهم ما أدى الى إصابة عدد منهم برضوض وكدمات مختلفة، من بينهم طفل من عائلة الحمامدة، حيث أصيب برضوض وكدمات في رأسه وظهره، كذلك المواطن عثمان أبو قبيطة برضوض مختلفة في أنحاء جسده، نقل على إثرها الى المستشفى.
وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي التي وفرت الحماية للمستوطنين قنابل الصوت والغاز المسيل للدموع، صوب المواطنين، ما أدى الى إصابة العشرات منهم بالاختناق.
وذكر شهود بأن قوات الاحتلال اعتقلت مسنّين من خربة المفقرة هما: نعيم شحادة الحمامدة (62 عاما)، وسليمان عيد الهذالين (75 عاما).
وتقع خربة المفقرة بين ثلاث مستوطنات، الأقرب إليها مستوطنة "أفيغال" التي تتميّز بمبانيها العصرية والحديثة والتي تمتد وتتوسع على حساب أراضي المواطنين بالتالي، فإنّ سلطات الاحتلال تطمع بالخربة وتسعى إلى طرد أهاليها والسيطرة على أراضيهم وسرقتها لصالح تلك المستوطنات.
وتسعى سلطات الاحتلال إلى طرد أهالي الخربة والاستيلاء على أراضيهم لمصلحة المستوطنات، بالتالي يجدون أنفسهم ملاحقين من قبل جمعيات اسرائيلية مهمتها مساعدة عناصر الإدارة المدنية التابعة لقوات الاحتلال وتصوير أيّ عملية بناء جديدة في الخربة أو أيّ إضافة هناك.
كما أن أهالي المفقرة يعيشون في الكهوف بسبب القيود المشددة التي تفرضها عليهم سلطات الاحتلال، وتمنعهم من البناء والتوسع، ففي الكهوف يتجنّب الفلسطينيون إخطارات الهدم ووقف العمل والبناء.
وقد حرمت سلطات الاحتلال أهالي خربة المفقرة من التزوّد بالكهرباء عند محاولتهم مدّ شبكة خاصة من خربة التوانة القريبة، فخلعت أعمدة الكهرباء ودمّرتها.
وتلقى جميع سكان الخربة إخطارات هدم وترحيل، ومنازل عدّة تمّ ترميمها مهدّدة في الوقت الحالي بالدمار تحت عجلات الجرافات.
كذلك تُسجّل اعتداءات من قبل المستوطنين على رعاة الأغنام، ويُلاحقون في مراعيهم في حين تُحرَق محاصيلهم الزراعية وتُقطع الأشجار، كون تربية المواشي هي عصب الحياة هناك. هكذا، تسهّل قوات الاحتلال المهمة أمام المستوطنين لشنّ هجمات على نحو 60 شخصاً يعيشون هناك وتهديد حياتهم وملاحقتهم في أدقّ التفاصيل.
ومسافر يطا هي عبارة عن 19 تجمعا فلسطينيا في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وخصصت سلطات الاحتلال منذ الثمانينات معظم أراضيها وضمنها 14 تجمعا كمناطق عسكرية مغلقة لأغراض التدريب العسكري أو ما يُسمى مناطق إطلاق النار.
ونتيجة لذلك أصبحت التجمعات التي تعيش فيها عرضة لسلسلة من السياسات والممارسات التي قوضت أمن السكان وزادت من تردي ظروف معيشتهم وارتفعت مستويات الفقر والاعتماد على المساعدات الإنسانية.
وباتت هذه التجمعات عرضة لخطر التهجير القسري، حيث طرد الاحتلال في عام 1999 معظم السكان من المنطقة ودمر أو صادر معظم منازلهم وممتلكاتهم.
ويحاول الاحتلال ومستوطنوه تهجير 16 خربة في مسافر يطا، تقع في نهاية سلسلة جبال الخليل باتجاه هضبة النقب، ويقطنها نحو "2200" فلسطيني يصرون على الصمود والبقاء على أراضيهم.