- متابعة: رقية العلمي[i]
يعتبر الأول من أكتوبر من كل عام مناسبة سنوية عالمية حددتها الأمم المتحدة بموجب قرار الجمعية العمومية للأمم المتحدة الصادر نهاية عام 1990 وبدأ الأحتفال بهذا اليوم لأول مرة في 1 أكتوبر 1991.
نشاطات عالمية وإقليمية ومحلية للمناسبة تهدف لرفع نسبة الوعي بالمشاكل التي تواجه المسنين وأيضاً لتسليط الضوء على إنجازاتهم التي ساهمت في تنمية مجتمعاتهم وقصص نجاحاتهم وتعزيز أهمية مشاركتهم في الحياة العامة.
أهداف اليوم العالمي للمسنين
حسب المؤسسات الأممية تتمحور فعاليات هذا اليوم حول رفع الوعي بحقوق كبار السن والتوعية بأهمية الرعاية الصحية والوقائية العلاجية لهم وتعزيز الخدمات الصحية ورفع كفاءة برامج الوقاية من الأمراض.
تدريب كوادر في مجال رعاية كبار السن من الفرق العاملة المتخصصة أو لجهة المتطوعين.
توفير المرافق المناسبة لتلبية احتياجات كبار السن الصحية مثل دور الإيواء .
التعاون بين المؤسسات الحكومية والأسر والأفراد وأصدقاء المسنين لتوفير بيئة جيدة لصحة ورفاهية المسنين.
يتم كل ما تقدم من خلال حث المنظمات غير الحكومية والأهلية لدعم المسنين لإتباع أسلوب صحي جيد. كما يركز على ضمان رفاه المسنين وضمان الحماية الاجتماعية كفالة حياة كريم للمسن وإمكانية حصول الفرد على دخل بعد التوقف عن العمل حيث يعاني الكثير منهم من الحرمان المادي بسبب ضعف منظومة رواتب التقاعد وضمانات الشيخوخة خاصة في الدول النامية.
أما من الناحية الاجتماعية يجب إتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لظاهرة أهمال هذه الفئة في المجتمع وإيجاد حلول للحد منها.
مؤكدا على أهمية دور الحكومات الأخذ بعين الاعتبار أوضاع المسنين عند وضع الاستراتيجيات الوطنية بكل جوانبها بما فيها النشاطات الرياضية والنزهات والأشراف والرقابة الصارمة من قبل الوزارات المتخصصة بالتنمية الاجتماعية ومتابعة أوضاع المسنين في كل جوانب حياتهم.
حقوق وأهداف الملكية الرقمية لجميع الأعمار
حقوق الملكية الرقمية لجميع الأعمار هو موضوع 2021 يؤكد على المساواة الرقمية لجميع الأعمار وعلى الحاجة لتمكين المسنين من الوصول إلى العالم الرقمي والمشاركة الهادفة فيه. وعلى الحاجة إلى الوصول والمشاركة الهادفة في العالم الرقمي من قبل كبار السن.
وحسب التقارير الصادرة عن الاتحاد الدولي للاتصالات في الأمم المتحدة يشير إلى أن المسنين يعانون من غياب المساواة الرقمية مقارنة مع غيرهم من فئات المجتمع الأخرى لإفتقارهم الى المعرفة التكنولوجية ولعدم مواكبتهم التطور والتقدم التقني مما يدعي إلى الوقوع في القرصنة الالكترونية.
أما أهداف حقوق الملكية الرقمية لجميع الأعمار فهي تنص على التوعية بأهمية الإدماج الرقمي للمسنين لكفالة الحقوق الاجتماعية والثقافية والتمتع بالحق في الاستقلال الذاتي.
تسليط الضوء على سياسات الاستفادة من التقنيات الرقمية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة بشكل كامل ولتشمل كبار السن مرتكزاً على المحور الرئيس وهو عدم ترك أي أحد خلف الركب وذلك يتم تحت محور الشمول الرقمي للجميع.
رسم سياسات القانونية لضمان خصوصية وسلامة المسنين في العالم الرقمي وتسليط الضوء على الحاجة إلى صك ملزم قانونيا بشأن حقوق المسنين ونهج حقوق الإنسان متعدد الجوانب محوره الإنسان من أجل مجتمع لجميع الأعمار.
الشمول الرقمي للجميع
لا تزال الفجوة الرقمية قائمة بين البلدان والمجتمعات والأشخاص الذين يتزايد عددهم وأقل ارتباطًا بهم. فما زالت هناك عوائق تواجه المسنين من الوصول إلى التقنيات الرقمية واستخدامها وسد الفجوات الرقمية وهذا يمثل تحديًا يجب معالجته لتحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة .
الشمول الرقمي هو الأنشطة التقنية التي تضمن وصول جميع أفراد المجتمع بما في ذلك المسنين إلى استخدام تقنيات المعلومات والاتصالات والمهارات الرقمية التي تمكنهم من استخدام الأدوات الرقمية لتحقيق اندماجهم الاجتماعي والاقتصادي. ويتم الشمول الرقمي عن طريق:
تأمين أجهزة مزودة بخدمة انترنت للمسنين وبأسعار معقولة تلبي احتياجات المستخدم.
تسهيل دورات محو الأمية الرقمية بما في ذلك تأمين كوادر فنية تساعد المسنين على الوصول الى آليات التواصل مع العالم الخارجي للحد من عزلتهم الاجتماعية.
عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة
عقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة من 2021 -2030 خطة مدتها 10 سنوات من التعاون المنسق والحافز على العمل المستدام. وسيكون كبار السن أنفسهم في صميم هذه الخطة، خطة تجمع الحكومات والمجتمع المدنية والوكالات الدولية والمهنيين والأوساط الثقافية والأكاديمية ووسائل الإعلام والقطاع الخاص، عشر سنوات ستكون الجهود المتضافرة والمحفّزة والتعاونية تصب نحو تحسين حياة كبار السن وحياة عائلاتهم ومجتمعاتهم.
وهذه هي خطة العمل الثانية لاستراتيجية منظمة الصحة العالمية بشأن الشيخوخة والصحة، وتستند إلى خطة عمل مدريد الدولية بشأن الشيخوخة والإعلان السياسي الذي تم إقراره في الجمعية العالمية الثانية للأمم المتحدة حول الشيخوخة في عام 2002 حددا نقطة التحول حول كيف يعالج العالم التحدي الرئيسي لتشيخ السكان. تجري مراجعة وتقييم خطة مدريد كل خمس سنوات، وتتماشى مع توقيت خطة الأمم المتحدة لعام 2030 بشأن التنمية المستدامة وأهدافها بعدم ترك أي أحد خلف الركب، والعمل على ضمان قدرة كل إنسان على تحقيق كامل إمكاناته في ظل الكرامة والمساواة. حيث أن هناك حاجة ملحة للعمل العالمي المتضافر بشأن التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة.
فهناك في العالم مليار من الأشخاص البالغين من العمر 60 عاماً أو أكثر، يعيش معظمهم في البلدان المنخفضة متوسطة الدخل. يفتقر العديد منهم إلى إمكانية الحصول على الموارد الأساسية اللازمة للعيش بكرامة. كما يواجه العديد منهم عقبات كبيرة تحول دون مشاركة هذه الفئة مشاركة كاملة في المجتمع. وهذه الخطة للتحفيز على تطبيق حقوقهم الاقتصادية والاجتماعية والثقافية على أرض الواقع.
نذكر هنا بأن اليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة المسنين الواقع في 15 يونيو من كل عام تختلف اجندته عن اليوم العالمي للمسنين.
وأخيراً تحتفل الأمم المتحدة بالأيام والأسابيع والسنوات والعقود بإختيار مناسبات ومواضيع معينة ترتقي بحقوق الإنسان في العالم من أجل تعزيز أهداف المنظمة ونشر الوعي والعمل على إلقاء الضوء وتحفيز العمل العالمي المرتبط بهذه المناسبات وعلى دور الأمم المتحدة ووكالتها المتخصصة مثل اليونسكو واليونيسيف ومنظمة الأغذية العالمي ومنظمة العمل الدولية في هذه المجالات. منها مثالاً لا حصراً اليوم العالمي للمسنين وعقد التمتع بالصحة في مرحلة الشيخوخة موضوع سياقنا هذا.
[i] فلسطين
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت