شهد المسجد الأقصى منذ بداية موسم الأعياد اليهودية تصاعدًا كبيرًا في وتيرة الاعتداءات التي نفذتها جماعات المعبد وسلطات الاحتلال، تركّزت على فرض الطقوس التوراتية في المسجد، حيث جرى النفخ بالبوق في المسجد، وأداء صلوات علنية بلباس التوبة التوراتي، وتنفيذ محاكاة لتقديم قربان الغفران وصلواتٍ على درجات قبة الصخرة، وأناشيد توراتية، وإدخال قرابين العرش التوراتية إلى الأقصى، ورفع علم الاحتلال، وارتدى بعض المقتحمين،قمصاناً كتب عليها " لنبني الهيكل"
وقالت دائرة العلاقات العامة والاعلام بوزارة الأوقاف والشؤون الدينية الفلسطينية في تقريرها الشهري، ان الاحتلال دنس المسجد الاقصى اكثر من 23 مرة من قبل سوائب المستوطنين، وضباط مخابرات وعناصر من شرطة الاحتلال واعضاء " كنيست سابقون "
وفي المسجد الابراهيمي، رصدت العلاقات العامة والاعلام منع الاحتلال رفع الاذان 80 وقتا ، واغلقه 5 أيام بحجج الاعياد ، حيث استباح المستوطنون المسجد باعداد كبيرة وسط غناء ورقص، وصلوات تلمودية، وواصل حفرياته ومنعه لعمال الصيانة من القيام باعمالهم داخل المسجد .
ونشطت جماعات "المعبد" في تحريضها على الاقصى، وعممت على أنصارها وجمهور المستوطنين، للمشاركة الواسعة والمكثفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك، خلال فترة الأعياد اليهودية، لافتةً إلى تنسيق وتعاون كامل مع شرطة الاحتلال لتقديم التسهيلات للاقتحامات وحمايتها،وجاء في أحد عناوين الدعوات التي تم تعميمها "اقتحم ولا تخف فالشرطة تحمي جبل المعبد"، كما دعت لإقامة "صلاة الموصف" في الأقصى بشكل علني، وهي صلاة خاصة بالاعياد اليهودية الكبيرة.
وسعت ما تسمى جماعات الهيكل لتكريس الأقصى كساحة لتعليم التوراة، وأعلنت جماعة ما تسمى "أدلاء جبل الهيكل" المتطرفة عن تنظيم محاضرة للحاخام الصهيوني "فنحاس ابراموفتش" داخل الأقصى وسيتم خلال الاقتحام عرض أحكام يوم الغفران وتدريب المشاركين على أداء طقوس يوم الغفران.
وعززت شرطة الاحتلال من تواجدها العسكري وانتشار المئات من عناصرها وقواتها الخاصة، وشرطة "حرس الحدود" في مدينة القدس المحتلة، وتحديدًا في البلدة القديمة وأزقتها وفي محيط المسجد الأقصى، كما قدم حاخامات يهود لهؤلاء المستوطنين شروحات عن طريقة أداء "الحج التوراتي" داخل المسجد، وتخطط تلك الجماعات المتطرفة لاستثمار الأعياد ضمن أجندة ما يسمى "التأسيس المعنوي للمعبد"، بفرض الطقوس التوراتية في المسجد الأقصى، وهو ما جعلته هدفها المركزي منذ عام 2019.
ورصد التقرير تسهيلات شرطة الاحتلال الإسرائيلي للمستوطنين، حيث أصبح يسمح لهم بمزيد من الاعتداءات أبرزها تأدية الصلوات التلمودية بشكل علني في ساحات المسجد، وأداء ما يسمى بـ"السجود الملحمي" في المنطقة الشرقية من المسجد الأقصى، وتزامنا مع اعيادهم غصت ساحة البراق بالمئات من المستوطنين، لأداء ما يسمى "صلوات البركة"، بمناسبة ما يسمى "عيد العرش.
وتتعمد الجماعات المتطرفة توظيف الأعياد اليهودية لاستباحة المسجد من خلال اقتحامات كثيفة بما في ذلك باللباس الديني، وأداء صلوات تلمودية، والانبطاح على الأرض، واستفزاز مشاعر المسلمين في المسجد، في الوقت ذاته يوظف الاحتلال كل جنده وشرطته لابعاد من تواجد في المسجد من المصليين المسلمين من الاقتراب او التصوير بمسارات الاقتحامات ، لا بل ويعتقل منهم وخاصة حراس وسدنة الاقصى.
وشهد شهر ايلول ، استمرار أعمال البناء والحفريات في ساحة البراق وباب المغاربة، لإقامة مشاريع تهويدية ضخمة، بدعوى التطوير، لكنها في الواقع تهدف إلى خلق واقع جديد، ويسعى الاحتلال إلى تغيير الصورة للمكان، وإقامة منشآت تهويدية جديدة، حيث تم سابقًا بناء أكثر من متحف وكنيس يهودي ومبانٍ لشرطة الاحتلال في المنطقة،ناهيك عن أعمال التجريف في مقبرة الشهداء، وذلك من أجل إقامة حديقة توراتية وحديقة عامة بالمكان
وجدد وكيل وزارة الاوقاف حسام ابو الرب تحذيره من "خطورة الاوضاع في المسجد الأقصى والابراهيمي في ظل تصاعد الانتهاكات والهجمة الشرسة، التي تطال البشر والحجر ،وتصرفات الاحتلال الاستفزازية لمشاعر المسلمين والتي بدأت تأخذ منحى خطيرًا خاصة خلال فترات الأعياد اليهودية، وذلك تحت حماية الشرطة الإسرائيلية .