تقرير: الموساد نفذ عمليتين أمنيتين الشهر الماضي في لبنان وسوريا

الطيار الإسرائيلي الأسير رون أراد، الذي فقد بعد إسقاط طائرته في لبنان عام 1986.

كشف تقرير لقناة "العربية/الحدث" بأن الموساد الإسرائيلي نفذ عمليتين أمنيتين الشهر الماضي واحدة في لبنان، وتحديدا في قرية النبي شيت في البقاع، وأخرى في سوريا، في محاولة للتوصل إلى معلومات جديدة حول مصير مساعد الطيار الإسرائيلي رون أراد، الذي أسقطت طائرته في لبنان، عام 1986، وفُقدت آثاره في أيار/ مايو العام 1988.

وأوضحت مصادر للقناة السعودية الأخبارية بأنه تم أخذ حمض نووي من جثة مدفونة في تلك القرية اللبنانية، لفحص احتمال أن تكون لرفات أراد.

أما العملية الثانية التي نفذت في سوريا، فتضمنت خطف ضابط إيراني متقاعد والتحقيق معه بشأن قضية الطيار، قبل أن يطلق سراحه لاحقا.

إلى ذلك، أشارت المصادر المذكورة إلى أنه من غير المستبعد أن تكون إيران قد حاولت الرد في قبرص على هذا التطور.

يأتي ذلك بعد أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي، نفتالي بينيت، أمس الاثنين، أن الموساد نفذ عملية للوصول إلى معلومات جديدة حول رون أراد، الذي أسقطت طائرته في لبنان عام 1986 وفقد أثره بشكل تام في مايو 1988.

كما أوضح في كلمة له، خلال افتتاح الدورة الشتوية للكنيست، حول سياسة الحكومة، أن عملاء المخابرات "نفذوا عملية واسعة النطاق وجريئة" في مسعى لمعرفة مصير الطيار المفقود منذ فترة طويلة.

وقال: "كانت عملية معقدة هذا كل ما يمكن قوله الآن (..) لقد بذلنا جهدًا آخر على الطريق لفهم ما حدث له".

في المقابل، شككت مسؤولون في أجهزة الأمن الإسرائيلية بتصريحات بينيت، وانتقدوا بشدة كشف الأخير عن عملية حديثة للموساد، وشددوا على أن عملية الموساد التي كشف عنها بينيت، باءت بالفشل، وأن الموساد لم ينجح بالوصول إلى معلومات جديدة تتعلق بمصير أو مكان تواجد مساعد الطيار الإسرائيلي.

يذكر أن أراد كان أخرج من الطائرة التي أسقطت فوق لبنان، خلال مهمة عام 1986. وفي البداية أسره مقاتلو حركة أمل اللبنانية، إلا أن المعلومات عنه انقطعت لاحقا، فيما رجح على نطاق واسع ألا يكون على قيد الحياة.

ولطالما نال مصير هذا الطيار اهتماما عاما قويا في إسرائيل التي تعهد قادتها على مر السنين بكشف ما حدث له، دون نتيجة.

بدورها، ذكرت تقارير عبرية أخرى بأن عملاء الموساد نقلوا المسؤول العسكري الإيران من سوريا إلى دولة أفريقية مجهولة، واستجوبوه هناك وأطلقوا سراحه في نهاية المطاف، ولم تقدم التقارير أي تفاصيل أخرى حول عملية الاختطاف المزعومة.

وعن عينة الحمض نووي المستخلصة من جثة مدفونة في قرية النبي شيت، لم ترد في تقرير "العربية/الحدث" أي معلومات إضافية، علما بأن الرواية الإسرائيلية الرسمية حتى اليوم، تصف أراد بأنه "مفقود"، لكن تقارير داخلية في شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية "أمان" وشهادات متراكمة تشير إلى أنه توفي بعد عشر سنوات من أسره، وبسبب مرض على ما يبدو.

وحسب هذه الرواية، فإن أراد سقط أسيرا بأيدي حركة أمل، وبمسؤولية مصطفى الديراني، الذي احتجزه في بيت في قرية النبي شيت اللبنانية. وفي مرحلة معينة، أخذ حرس الثورة الإيراني أراد وتم نقله إلى إيران، حيث احتجز لعدة سنوات، ثم أعيد إلى لبنان.

وأشارت التقديرات الأخيرة الواردة عن مسؤولين في الاستخبارات الإسرائيلية إلى أن مساعد الطيار الإسرائيلي، رون أراد، لم يغادر لبنان إلى إيران وإنما مات فيها. كذلك يقدر هؤلاء أن إيرانيين هم الذين قتلوا أراد انتقاما لمقتل أربعة دبلوماسيين إيرانيين على أيدي قوات الكتائب اللبنانية بقيادة إيلي حبيقة، في 4 تموز/ يوليو العام 1982، أي بعد شهر من الاجتياح الإسرائيلي للبنان.

من جهتها، كانت "مجموعة العمل من أجل فلسطينيي سورية"، قد ذكرت في بيان نشرته عبر صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، في 12 أيلول/ سبتمبر الماضي، أن قوات أمن روسيّة، نبش مقبرة الشهداء القديمة في مخيم اليرموك للاجئين الفلسطينيين في سورية.

ونوّهت المجموعة إلى أنّ "مصادر إعلامية أميركية، كانت قد كشفت في وقت سابق، أن القوات الروسية نقلت رفات أكثر من عشرة أشخاص من مخيم اليرموك إلى مخبر طب شرعي في إسرائيل، للتأكد من هويتها، ونقلت عن متحدث باسم الجيش الإسرائيلي قوله إن "الجثث التي لم يتم التعرف عليها من المحتمل أنها تعود لفلسطينيين، وسيتم دفنها في مقبرة... ضمن قبور مجهولة وفي موقع لن يتم الكشف عنه".

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - القدس المحتلة