طلب "حذف النقطة من آخر رسالته للماجستير في جامعة بيرزيت، بعنوان: "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018"
علق الاسير زكريا الزبيدي، يوم الثلاثاء، اضرابه المفتوح عن الطعام، ليتمكن محاميه من تقديم التماس للمحكمة ضد اجراءات ادارة سجون الاحتلال بحقه وفي مقدمتها عزله واحتجازه في ظروف صعبة .
وأثر زيارة المحامية بثينة دقماق، لزكريا اليوم في سجن “ايشيل ” بئر السبع ، أفادت لموقع صحيفة ”القدس “الفلسطينية، ان الحالة الصحية للزبيدي تأثرت بسبب اضرابه الذي استمر 9 أيام، خاضه في الايام الاربعة الاخيرة منه، حيث اضرب عن الطعام والماء مما ادى لفقدانه 7 كيلو غرام من وزنه .
وذكرت دقماق، ان زكريا محتجز في قسم العزل رقم “6” في سجن ايشيل بئر السبع، والذي يعتبر قسم قديم، ويتواجد فيه حاليا أسرى مدنيين اسرائيليين، ويعتبر الزبيدي الأسير الأمني الوحيد الذي يحتجز وسط ظروف غير انسانية .
ونقلت دقماق عن زكريا، انه معزول في زنزانة صغيرة جداً، مساحتها 2 متر × 1 متر، ويوجد فيها خزانتين حديديتين في السقف ومرحاض ودوش.
وأضاف: ” منذ نقلي للعزل، لم اغادر الزنزانة اطلاقاً حتى لدقيقة واحدة، بينما اتعرض لمضايقات واستفزازات يومية خاصة التفتيش الجسدي والشخصي”.
وتابع: ” السجانون يقومون بتفتيش الزنزانة وتفتيشي بشكل كامل حتى الملابس الداخلية يومياً بعد الساعة الثانية عشرة ليلا ثلاثة مرات”.
واشتكى زكريا من ظروف احتجازه، موضحاً، ان الفرشة الموجودة في الزنزانة تعتبر نصف فرشة ولا يمكن النوم عليها، بينما الغطاء الوحيد الذي يستخدمه ممزق وتالف، ولا يوجد مخدة، وكل ما سلموه له بشكير وفرشاة ومعجون اسنان وبيجاما .
لا أعرف شكل وجهي ..
وقال الزبيدي انهم ” حرموه من ادوات النظافة، واليوم ، فقط سلموه عينتين من الشامبو بكميات قليلة جدا، بينما لم يزوده بادوات حلاقة ومرآة، وقال للمحامية ” انه لا يعرف شكل وجهه بسبب منعه من استخدام المرآة او فرشاة للشعر “.
وأضاف ” الطعام سيء جداً، وكون المطبخ مسؤولية المدنيين، فانه يوزع نصف استواء، فكل الطعام سيء وغير ناضج بشكل كامل “.
وتابع:” الاحتلال تفنن بفرض العقوبات منذ اعادة اعتقالنا ، وصدر بحقي قرار بمنع الزيارات و الكانتين والادوات الكهربائية والتلفونات لمدة 6 شهور “.
واكد الزبيدي، أن سيتسمر بتعليق اضرابه بانتظار قرار محكمة بئر السبع بالالتماس الذي سيقدمه محاميه خلال أيام للمطالبة بوقف كافة الاجراءات التعسفية وغير القانونية بحقه .
واكدت المحامية دقماق، أن الزبيدي يتمتع بمعنويات عالية جداً ورغم كل الظروف التي تعرض اليها، لديه ارادة وايمان بالحرية والفرج قريب.
وقال زكريا ” املي بالله كبير، واهم شيء عضلات الدماغ التي تحمي الجسد، لكن في الخارج عضلة الجسم هي التي تحمي الجسم، وفي السجن يجب الحفاظ على عضلة الدماغ لانها اذا تلفت تكون الكارثة “.
واضاف ” الحفاظ عليها عن طريق الرياضة والقراءة والثقافة والوعي .. وارى حريتي قريبة عند انفي “.
وفي ختام حديثه، قال زكريا ” في نهاية رسالتي الجامعية لدرجة الماجستير في جامعة بيرزيت، تركت اخر اربع سطور فارغة .. هذا هو مشروع المطارد ليس له نهاية، كل يوم ما دام يوجد احتلال هناك صياد و تنين، ولا يوجد نقطة تغلق فيها الدراسة او تختتم فيها لانه في كل يوم واقع ونظرية جديدة وعليها تبني استراتيجيات جديدة “.
وكتب د. عبد الرحيم الشيخ حول ذلك قائلا :"في آخر تواصل مع زكريا زبيدي، قبل تحرره التجريبي ورفاقه من سجن "جلبوع" في بيسان المحتلة، طلب "حذف النقطة من آخر الرسالة"، رسالته للماجستير في جامعة بيرزيت، بعنوان: "الصياد والتنين: المطاردة في التجربة الفلسطينية 1968-2018."
واليوم، أكَّد للمحامية بثينة دقماق، أن "آخر أربعة أسطر ستبقى مفتوحة في تجربة المطاردة، وليست النقطة التي في نهاية الرسالة وحسب. ما دام الاحتلال الصهيوني لفلسطين قائماً لن تنتهي تجربة المطاردة." لم يحُل التعذيب ولا العزل دون أن يستدعي زكريا فلسفته في مرافقة الكائنات، ولا اتساع المجاز في مصاحبتها، على سُنَّة الشَّنفرى: "هم الأهل لا مستودَع السِّر ذائعٌ بينهم، ولا الجاني بما جَرَّ يُخذُلُ."
فقُبيل إعادة أسره، صباح يوم السبت 11 أيلول 2021، وبعد خمسة أيام من الخروج من "نفق الحرية،" وجد زكريا جلدَي أفعى كبيري الحجم، فطواهما، وأودعمها في حقيبة رفيقه محمد العارضة. استذكر السرعوف (فرس النبي)، الذي أضاف الصينيون لكتاب "فن الحرب" فصلاً وهم يراقبون سلوكه في مراوغة الأفاعي. استراح زكريا حيث وجد جلد الأفعى. هناك، سمع نداءات قوات الاحتلال باسمه من مسافة صفر، قرب أم الغنم في عرب الشبلي. كان يفكِّر في مرويات الأفعى، وحكايتها في بلوغ الخلود: سرقت ماء الحياة، وصارت تنضو جلدها، فتتجدد، وتخفُّ، وتشفُّ، لتَصطاد، وتُصطاد...
الشعوب السعيدة شعوب بلا تاريخ،
والشعوب السعيدة شعوب بلا أساطير،
و"التعيسة، بلاد لا أبطال فيها." طوبى للأسرى الفلسطينيين، وطوبى للمحررين، مع وقف التنفيذ، منهم: زكريا زبيدي، محمود العارضة، محمد العارضة، يعقوب قادري، أيهم كممجي، مناضل نفيعات.حسب ما كتب د. عبد الرحيم الشيخ