الحية: غزة تمثل أمن قومي مصري ورؤية من ثلاثة عناوين لترتيب البيت الفلسطيني "وجاهزون لإبرام صفقة تبادل"

خليل الحية

قال رئيس مكتب العلاقات العربية والإسلامية في حركة حماس ونائب رئيس الحركة في قطاع غزة خليل الحية، إن حركته  استحضرت خلال اللقاء مع الوزير عباس كامل وفريق جهاز المخابرات المصرية حالة المنطقة وتطوراتها السياسية وانعكاسه على القضية الفلسطينية."

وأضاف الحية في لقاء عبر قناة "الأقصى" الفضائية "حملنا هموم شعبنا في غزة، ونرحب بالدور المصري في تعزيز صمود شعبنا والتخفيف من معاناته."

وقال "تحدثنا عن عملية إعادة الإعمار وسبل الإسراع في تخفيف معاناة شعبنا (..) واستحضرنا خلال اللقاءات سلوك الاحتلال في الملفات الفلسطينية كافة، في القدس والأقصى والتهويد والاستيطان وملف الأسرى."

وتابع الحية " تحدثنا في ظروف غزة، ووجدنا تفهما كبيرا من الإخوة في مصر، ووعدوا بشكل كبير في عدة قضايا، أولها الاستعداد في مساهمة فاعلة في إعادة الإعمار."

وقال أيضا "الإخوة المصريون تحدثوا عن مشاريع سيباشرون القيام بها في غزة ما بين بناء مدن و طرق، واطلعنا على بعض المخططات التي نأمل تنفيذها سريعا (..) الإخوة المصريون أكدوا استعجالهم في البدء بالتنفيذ فور إتمام المخططات، بمساهمة مصرية خالصة."

 وأوضح الحية بأن حركته وجدت شرحا وافيا من المسؤولين في مصر في موضوع تسهيل حركة المسافرين في معبر رفح، والعمل على حل الكثير من المشاكل. وقال "نأمل أن يتم زيادة عدد المسافرين وتسهيل حركتهم، كما نأمل أن يكون هناك مزيد من الراحة للمسافرين، وأن تزيد أعدادهم."

وقال الحية "سمعنا وعدا إيجابيا فيما يتعلق بمشكلة الممنوعين من السفر (..) وطلبنا من الأشقاء في مصر زيادة الحركة التجارية، وأن يكون في التجارة تنافس."

وذكر الحية بأن "هناك حالة من الاستجابة وتطوير الحالة التجارية، وسمعنا كلاما ووعدا كبيرا (..) الإخوة المصريون قالوا إن غزة تمثل أمنا قوميا مصريا، ولا يمكن أن يتراجعوا في دعمهم للشعب الفلسطيني بشكل عام."

واستدرك الحية قائلا "تم الحديث في سلوك الاحتلال، وفي التبادل التجاري، وإعاقة الاستيراد والتصدير، وإعاقة دخول المواد التي تدخل في الصناعة. وهناك حديث مطول جرى مع الإخوة في مصر والأمم المتحدة وقطر بخصوص ذلك."

وأشار الحية بالقول "الأمور تقريباً عادت إلى ما كانت عليه قبل عدوان الاحتلال، ولكن هذا غير كافٍ (..) قادرون على انتزاع حرية شعبنا بمقاومتنا والتفاف شعبنا وتضامننا مع بعضنا بعضا."

 وقال الحية "هناك إجراءات على الأرض نحن ذاهبون باتجاهها مع الوسطاء للضغط على الاحتلال في مجالات متعددة، في الصيد والتبادل التجاري والاستيراد والتصدير.وهناك حالة من الإيجابية، لكن ليست المطلوبة في تسهيل حركة التجار والعمال من أرضنا المحتلة وإليها، كل ذلك يجري في محاولة جادة لتخفيف الحصار."

وشدد الحية "نحن جادون وماضون في كسر الحصار بكل السبل داخليا وخارجيا مع الأشقاء في مصر وقطر والأمم المتحدة (..) نشكر الإخوة في مصر، ونشكر الأمم المتحدة على تفاعلها في المنحة القطرية للأسر المتعففة، ونشكر الإخوة في قطر على المنحة وإسهامهم المباشر في إعادة الإعمار."

واستكمل حديثه بالقول "نحن نتحدث عن غزة وعيوننا على القدس والأسرى، وقضيتنا الأساسية وجود الاحتلال( ..)  نحن في مرحلة تحرر وطني، ونقاوم لإزاحة الاحتلال. نركز على أن يعيش شعبنا في غزة بعزة وكرامة، ولكن لا ننفك عن قضايا شعبنا المركزية في القدس وفي غيرها."

وقال الحية "معركة سيف القدس كانت من أجل القدس والأقصى، وأي معركة أخرى ستكون من أجل الوطن"، موضحا بأن التهدئة مع الاحتلال لها متطلبات على "طريق المواجهة والمقاومة الشاملة معه".

وأضاف "وقف إطلاق النار الأخير له متطلبات، وعلى الاحتلال أن يكون جاهزا لدفع الثمن، وإلا فلا يمكن أن يكون وقف إطلاق النار بالمجان."

وفي ملف المصالحة الفلسطينية، قال الحية "حماس قدمت للإخوة المصريين رؤية من ثلاثة عناوين لترتيب البيت الفلسطيني.

- العنوان الأول: إعادة تشكيل القيادة الفلسطينية متمثلة بمنظمة التحرير من بوابة الانتخابات، وإن تعذر ذلك فيتم عقد حوار وطني لتشكيل قيادة وطنية مؤقتة تقود مرحلة نتفق عليها، وهي تؤسس لترتيب القيادة الفلسطينية ومنظمة التحرير وتشكيل مجلس وطني.

- العنوان الثاني: نريد استراتيجية وطنية نتوافق عليها، وتكون منطلقة من منطلق أننا شعب يعيش في مواجهة الاحتلال، وتقود هذه الاستراتيجية نحو

- المرحلة الثالثة، وهي: الفعل الميداني على الأرض والسلوك في كل الاتجاهات."

 واعتبر الحية بأن "هذه الرؤية يتفق معنا فيها عدد كبير من الفصائل الفلسطينية"، وقال "نعتقد أن هذه الرؤية مناسبة، وهي ليست رؤية حماس فقط، بل هي رؤية المجموع الوطني الفلسطيني".

وحول لقاءات المكتب السياسي الجديد لحماس في القاهرة ، قال الحية " أسست لقاءات المكتب السياسي لدورة انتخابية مهمة، ووضعنا أسس عمل الحركة وأولوياته في هذه الدورة في كل المجالات."

 وقال "وضعنا أساسا لعلاقتنا مع الآخرين، وتحدثنا عن كل همومنا الداخلية (..) الواقع الفلسطيني لا يسر، وهناك حالة من الانقسام والتفرد، وتآكل في النظام السياسي الفلسطيني."

 وأضاف "توجد أزمة قيادة ومشروع وبرنامج سياسي، فأوسلو أورثنا المهالك والضياع، واليوم ظهرت نتيجته، سلطة بلا سلطة، ورئيس ينتظر الإذن من الاحتلال لكي يتحرك."

واعتبر الحية بأن السلطة الفلسطينية "غدت سلطة تنسيق أمني، ومحاربة للحريات وقتل الناس على الرأي." وقال "السلطة تقول إنها لا تستطيع دفع الرواتب، لكن في حماية الاحتلال رقم واحد." حسب قوله

وأضاف "السلطة متورطة في جزء من حصار غزة (..)مشروع منظمة التحرير وفريق عباس لم يعد موجودا، وليس له أي أفق سياسي (..) السلطة في أسوأ أحوالها، والضرر يعود على قضيتنا الفلسطينية."

 وقال الحية "لسنا محتاجين لانتخابات بلدية على أهميتها تبدأ من بعض المجالس المحلية التي يقدر بعض أفرادها بالعشرات."

وتابع " نقول لإخواننا في فتح آن الأوان أن تنتبهوا أنه لا مشروع ولا أفق أمامكم (..) هناك قضايا وطنية كبرى لا يمكن أن يحملها إلا الكل الوطني، كقضيتي اللاجئين والقدس، ولذا مطلوب رؤية وطنية واضحة للذهاب تجاهها دون مواربة."

وشدد الحية على أن "الشعب الفلسطيني أمام تحدٍ كبير، والبقاء في انتظار ما يجود به أبو مازن وفريقه ظلم لفلسطين والقدس والأقصى والأسرى وشهدائنا و14 مليون فلسطيني." حسب قوله

وقال "الأصل أن تبادر الحركة الوطنية للضغط على القوة المتنفذة في منظمة التحرير لتشكيل جبهة وطنية عريضة ترعى هذا المشروع، وإن لم نفعل ذلك فإن قضيتنا في الهاوية."

وشدد على أن "الشعب الفلسطيني يقرر ما يريد، ومقاومة شعبنا التي قهرت الاحتلال في سيف القدس قادرة على انتزاع حقوقنا كاملة."

وقال الحية: "شعبنا بحاجة إلى قيادة قادرة على حمل آمال شعبنا نحو التحرير (..) نقول لإخواننا في فتح تعالوا لإعادة الاعتبار لمؤسساتنا الوطنية لتمثل شعبنا وقضيتنا."

وفي ملف الأسرى، قال الحية " صفقة وفاء الأحرار كانت ملهمة ورافعة لشعبنا وأسرانا (..) أبطال عملية نفق الحرية جسدوا الروح المتوقدة في الأسير الفلسطيني."

وأضاف "نقول للأسرى المضربين عن الطعام نحن معكم ونقف إلى جانبكم بكل قوة."

وفي رسالة للأسرى، قال الحية " قضيتكم حاضرة، وسنعمل بكل ما أوتينا من قوة لتحريركم (..) نحذر الاحتلال من سلوكه الإجرامي بحق أسرانا، خاصة المضربين عن الطعام."

وشدد بالقول "لن يرى الجنود الصهاينة النور إلا بعدما يدفع العدو الثمن المطلوب، ونحن جاهزون لإبرام صفقة تبادل مع دفع الاستحقاق."

 وقال الحية " نتمنى ألا يكثر الحديث في صفقة التبادل مطولا لأن العدو الصهيوني يريد أن يلوكها في الإعلام، ولكن على أرض الواقع لا يفعل شيئا"، مؤكدا على أن " هذه القضية لا يتم حلها ولا متابعتها عبر الإعلام، لأن العدو هو المستفيد من ذلك لأنه يريح المجتمع الصهيوني."

وحول العلاقات مع دول المنطقة، قال الحية "نرحب بكل حالات المصالحات والتسويات في المنطقة، ونرحب ونثمن حالة الديمقراطية التي تجري في بعض الدول العربية."

وقال أيضا "نتمنى أن تسود حالة الوفاق والهدوء في دولنا العربية والإسلامية (..) منفتحون في علاقتنا الخارجية على جميع الكيانات عدا الاحتلال الصهيوني."

 وتابع "علاقتنا متوازنة، ونرحب ونعتز بكل من يساندنا ويدعم شعبنا، ولا نخجل من شكره (..) لسنا طرفا في أي خلافات أو خصومات في المنطقة."

 وقال الحية "علاقة حماس مع أي طرف تتحدد بمدى قربه وبعده من قضية فلسطين، معركتنا الوحيدة في فلسطين، وليس لنا أي معارك أخرى."

وقال "خروج أمريكا من أفغانستان المدوي له انعكاس على الكيان الصهيوني (..) نقول للعالم أنتم تنظرون للكيان الصهيوني على غير حقيقته، فهو كيان هش ولا أخلاقي، وتأكله الصراعات الداخلية."

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة