حفل تأبين للمعارض السياسي نزار بنات في رام الله وغزة

نظمت الحراكات الشعبية والقوى الوطنية والقوائم المستقلة، حفل تأبين للمعارض السياسي نزار بنات الذي توفي بعد اعتقاله من قبل عناصر أجهزة الأمن الفلسطينية فجر الخميس 24 حزيران يونيو الماضي.

وأقيم حفل التأبين بتوقيت متزامن مساء السبت في قاعة البروتستانت بمدينة رام الله وساحة الجندي المجهول بمدينة غزة.

وقال غسان بنات في كلمة خلال حفل تأبين شقيقه نزار إن "أقاربه لم يستطيعوا حضور تأبينه لأنهم مطاردين لأجهزة أمن السلطة."حسب قوله

وأكد بنات على أن "ما قبل استشهاد نزار ليس كما بعده"، مشددا على "أن العائلة وأصدقاء نزار وكل أحرار شعبنا الفلسطيني مستمرون في معركتهم وخلفهم الشعب الفلسطيني."

وأضاف بنات: "أشكر الشعب الفلسطيني على وقفته معنا لأن حق نزار وكرامته هو حق كل الشعب".

وأشار غسان بنات إلى "أن نزار لم يتم اغتياله لقضية خاصة فهو كان مدافعًا عن حقوق شعبنا"، مضيفا: "وأعلنا منذ اللحظة الأولى أن ما يرضي نزار وعائلته هو ما يرضي الشعب الفلسطيني".

ولفت بنات إلى أن ما حدث عبر ثلاثة أشهر من ما وصفها ب "اعتداءات" على "حرائر شعبنا الفلسطيني وأسراه المحررين ورموز شعبنا الفلسطيني من سحل وضرب واعتداء واعتقال كان أمرا معيبا ومخجلا."كما قال

وقال بنات: "لقد جرح والدي مرتين، في الأولى عندما قتل نزار الذي رباه وكبّره وأحسن تربيته وتعليمه وأرسله لوطنه، والثانية والتي ما زالت تتجدد أن من قتله هم بنو جلدتنا".

وشددت "أم كفاح" زوجة الراحل نزار بنات على أن "الفعاليات ستظل متواصلة في مختلف المناطق داخل وخارج فلسطين، للتضامن مع نزار حتى تحقيق العدالة له."

وقالت أم كفاح: "محاكمة قتلة نزار ستتواصل غدا، لا زلنا نرى ونراقب تفاصيلها، لن نتوقف حتى نحقق العدالة الناجزة والكاملة لنزار".

وقالت قبس بنات نجلة نزار:" والدي أكمل طريقه حتى استشهاده ونأمل ألا تترك قضيته ومن الواجب علينا أن نكون كالبنيان المرصوص في وجه الفاسدين".

وأضافت قبس: "رحلت يا أبي باكرًا وكنت أنتظر عودتك لتكون بجانبي في مرحلة الثانوية العامة، لكن عند الله تلتقي الخصوم".

وبدوره قال عضو التجمع الديمقراطي عمر عساف: "يمضي اليوم أكثر من مئة يوم على استشهاد نزار وكنا نريد أن نقيم تأبينه بعد مرور 40 يومًا، ولكن رفض من لا يريدون أن يسمعوا كلمة حق".

وأضاف عساف: "كسرنا الخوف وإرادة القمع والتعدي على القانون وكسرنا محاولة منعنا من أن يُأبن نزار برام الله".

وأضاف:" نقول لنزار اليوم أنك خلفت وراءك رفاقًا يعرفون ما يريدون ويصرون عليها، فهم يريدون تغييرًا في النظام السياسي الفاسد والمتفرد والمسيطر على السلطة، ويريدون تغييرًا عبر الانتخابات لأنها حق للشعب والعدالة لنزار، ونريد أن يكون فعلًا لا قولًا أن يكون سقف الحريات هو السماء".كما قال

وأشار عساف إلى "أنهم ماضون في الطريق ويتابعون المحكمة والنضال من أجل الانتخابات وأن يبقى شعبنا حرًا.

من جانبها جددت حركة حماس في كلمة لها ألقاها حسين أبو كويك رفضها لجريمة قتل نزار بنات الذي قال إنه "استشهد في سبيل محاربة الفساد"، ومطالبا بمحاكمة عادلة "للمجرمين الذين شاركوا في اغتيال نزار بنات."

وأضاف أبو كويك: "نطالب بما كان يطالب به نزار في محاربة الفساد وتحقيق الحرية، والانتخابات حق للشعب الفلسطيني ومن حقنا اختيار من يمثلنا".

وقال: "ستبقى حماس مع كل قوى شعبنا الثائرة ومع أسرانا في كفاحهم، وأسرانا سيرون الحرية قريبًا رغمًا عن الاحتلال.

وطالبت حركة حماس حركة فتح بالعودة لخيار المقاومة والتوحد مع الشعب في مواجهة الاحتلال.
 
وقال القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب إن" نزار كان فارسًا من فرسان الكلمة والحرية ومناضلًا في سبيل الحق وقضى مظلومًا على يد عصابة من المجرمين تستروا خلف أقنعتهم لمحاولة إخفاء صوت الحق والعدل في وجه الفساد."

أما د. مصطفى البرغوثي فقال في كلمة له ممثلًا عن القوى الديمقراطية إن "ما جرى مع نزار كان قتلًا مدانًا واغتيالًا بشعًا بكل المعايير."

وأضاف البرغوثي "أكثر ما يحتاجه شعبنا هو صون وحماية كرامة أبنائه وبناته وحقهم المشروع في حرية الرأي والتعبير وهو شرط لا غنى عنه لنجاح نضالنا ضد الاحتلال."

وشدد البرغوثي على أن "الاعتقالات السياسية لا يجوز التعايش معها وما جرى من قمع المحتجين على الاغتيال، وما تتعرض له عائلته اليوم كان مدانًا ومشينًا."

ولفت إلى أن "ما من أمر يخفف ألم فراق نزار إلا محاسبة من أقدموا على هذه الجريمة وخرقوا العرف الفلسطيني بتحريم الدم الفلسطيني واستخدام العنف عند اختلاف الآراء."

وبيّن البرغوثي أن " فلسطين تعيش أزمة سياسية عميقة منذ إلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية والمجلس الوطني ويستغلها الاحتلال لتشويه صورة النضال الفلسطيني ومحاولة تعميق الانقسام وتبرير الجرائم الوحشية ضدنا."

فيما أشار علي عنبتاوي، سكرتير اللجنة العربية العليا في الداخل ، إلى أن "من قتل نزار أيدي فلسطينية لكن من حركها هو عقل صهيوني، وإن كان بلبوس ولسان عربي."حسب قوله

وأضاف عنبتاوي: "يستطيعون أن يعبثوا بسلطتهم، وأن يعبثوا بدولتهم الوهمية، لكن لا أحد يستطيع أن يعبث بهذا الوطن، فهذا الوطن ليس قطاعا خاصا، وأرادوا من اغتيال نزار اغتيال أي صوت عقلي ناقد رافض للفساد والظلم."

وتوفي المعارض السياسي نزار بنات (49 عاما) بعد ساعات من اعتقاله من قبل قوة أمنية فلسطينية مشتركة من أحد منازل عائلته في محافظة الخليل جنوب الضفة الغربية، وتعرضه للتعذيب والتنكيل بشكل وحشي.

واتهمت عائلة بنات السلطة الفلسطينية بأنها قتلت نزار مع سبق الإصرار، حيث اشتهر بمواقفه الجريئة ونقده اللاذع لسياسات السلطة في رام الله ، عبر تدوينات وفيديوهات كان ينشرها على منصات التواصل الاجتماعي.

وقوبلت جريمة وفاة بنات بتنديد شعبي واسع في الشارع الفلسطيني وسط مطالبات بضرورة محاسبة القتلة وتقديمهم إلى العدالة.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله - غزة