- الكاتب: عبد الرحمن صالحة
صفقة وفاء الأحرار ليست حدثاً عابراً في حياة الشعب الفلسطيني، بل هي حدثاً تاريخياً في مسيرة حياته النضالية مع العدو الصهيوني، استطاعت المقاومة الفلسطينية في غزة أن تفرض شروطها على العدو الصهيوني رغم تعثر جولات المفاوضات ودخول وسطاء اقليميين ودوليين بهدف إتمام الصفقة بين المقاومة و"إسرائيل".
عندما نتحدث عن صفقة وفاء الأحرار ومعالمها المكشوفة وغير المكشوفة، فإنها مدرسة في التكتيك، والتخطيط، والتنبؤ، وصراع الأدمغة بين المقاومة الفلسطينية والعدو الصهيوني، لقد أثبتت المقاومة الفلسطينية للعالم من خلال إتمامها لصفقة وفاء الأحرار كيف يمكن الاحتفاظ بنقاط القوة والاحتفاظ بها، وكيف يمكن تحقيق الأهداف، وكيف يمكن ردع العدو الصهيوني وفرض شروط المقاومة على العدو الصهيوني.
إسرائيليا أجمع قادة الكيان الإسرائيلي والذين واكبوا الصفقة على أنها صفقة "الاستسلام لحماس"، حيث جاء على لسان رئيس وزراء الاحتلال الأسبق "إيهود أولمرت"، والذي خُطف "شاليط" خلال فترة ولايته رئيسا للوزراء، أن الصفقة عبارة عن "استسلام مطلق".
وقال "أولمرت" إن الصفقة تجاوزت جميع الخطوط الحمراء بالإفراج عن "أخطر" الأسرى في السجون.
ولفت إلى أنه كان من الواضح أن حماس ستحافظ على حياة "شاليط" لأقصى حد، لأنها تعتبره كنزا كبيرا يتوجب الحفاظ عليه.
لقد كان لصفقة وفاء الاحرار من اسمها نصيب، لأن أسمها فيه دلالة على الحرية والعهد والنقاء والوفاء لأصحاب الوفاء، ولهدفها السامي تحرير الاسرى من ظلم السجان.
بوجود المقاومة الفلسطينية كقوة فاعلة على الساحة الفلسطينية، وبعد الأداء المشرف للمقاومة في صفقة وفاء الأحرار، والأداء العسكري الرائع للمقاومة في الحروب الإسرائيلية على قطاع غزة والتي كان آخرها "سيف القدس"، أصبح الأمل متجذرا لدى الشعب الفلسطيني بأن تحرير القدس وحق العودة وتحرير الأسرى قاب قوسين أو أدني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت