- المضربان عن الطعام، واللذان تم إدخالهما إلى مستشفيي كابلان وبرزيلاي يرفضان العلاج الطبي إلى أن يتلقيا تعهدا بعدم اعتقالهما لدى تحسّن حالتيهما؛ أطباء لحقوق الإنسان: "الاعتقال الإداري أداة متغوّلة، لا مكان لها في دولة ديمقراطية"
يتعرض كل من مقداد القواسمي وكايد الفسفوس لخطر يتهدد حياتيهما بشكل مباشر. وكلّ من القواسمي والفسفوس معتقلّين إداريين فلسطينيين، مضربَين عن الطعام منذ ما يزيد عن 90 يوما، وتتم معالجتهما في مستشفيي كابلان وبرزيلاي، حسبما أعلنته جمعية أطباء لحقوق الإنسان. هذا، ويرفض المعتقلان تلقي أي علاج طبي احتجاجا على اعتقالهما الإداري. وكانت المحكمة العليا قد أصدرت، في أعقاب التماس قُدم إليها، وعلى ضوء حالتهما الطبية المتدهورة، قرارها بتعليق أمر الاعتقال الإداري الصادر بحقهما إلى حين موعد تحسن حالتهما الصحية، وقد أصدرت المحكمة قرارها بالإبقاء عليهما في المستشفيين لغرض تلقي العلاج الطبي. ورغم ذلك، فإن المعتقلّين المذكورين يواصلان إضرابهما عن الطعام، إلى أن يتم التعهد لهما بعدم إعادة اعتقالهما إداريا مجددا فور تسريحهما من المستشفى.
يذكر أن مقداد القواسمي البالغ من العمر 24 هو طالب تصميم جرافيك من الخليل. وقد صدر بحقه بتاريخ 2.1.2021 حكما بالسجن لمدة 5 شهور بسبب مشاركته في حفل استقبال ابن عمه الذي أطلق سراحه من السجن بعد قضائه 10 سنوات من الاعتقال هناك. وقد تم تمديد اعتقاله، في وقت لاحق، لمدة ستة شهور. ونتيجة لذلك، فقد أعلن بتاريخ 21.7.21 إضرابا عن الطعام، مطالبا بالإفراج الفوري عنه، وهو يرقد منذ نحو شهر في مستشفى كابلان.
وبحسب الدكتورة لينا قاسم عضو مجلس إدارة جمعية أطباء لحقوق الإنسان التي زارته قبل أيام، فإن القواسمي معرض لخطر الوفاة المحققة. وبحسب تصريح د. قاسم، فإن المعتقل يبدو شاحبا ونحيفا بشكل ملحوظ (وفقا لتقدير نسبي، لا يزيد وزنه عن 55 كيلوغراما) ويبدو ضعيفا ومرهقا. وهو يتحدث ببطء ويواجه صعوبة في سماع ما يقال له. وهو يرقد بلا حراك وغير قادر على الاعتدال في الجلوس لغرض الخضوع للفحوصات. وقد لاقى مصاعب في فتح عينيه بسبب رهاب الضوء، وحينما حاول فتحهما لوحظ وجود تعسر في حركة مقل العيون، إلى جانب الرأرأة (ترجرج لا إرادي في الحدقة). وقد أظهر الفحص العصبي استنزاف شديد في عضلات الأطراف، وضعف القوة الإجمالية في اليدين والقدمين، مع انخفاض في الإحساس بالأعضاء، وخصوصا في الساقين. وعند محاولة سماع نبضات القلب كان صوت النبضات ضعيفا وبطيئا ولا يتجاوز وتيرة الـ 50 نبضة في الدقيقة".
وأضافت د. قاسم في تشخيصها الطبي بأن حالة القواسمي "حالة متقدمة ومتدهورة من سوء التغذية الحاد. وتشمل المخاطر الكامنة في امتناع طويل عن الطعام إلى هذا الحد، حدوث اضطرابات من شأنها أن تعرّض القواسمي لخطر الإصابة بالسكتة القلبية، والنقص في الفيتامينات، وخصوصا فيتامين K الذي من شأنه أن يعرضه لخطر النزيف، ونقص الثيامين الذي من شأنه أن يتسبب بتلف عصبي لا يمكن عكسه. كما أن هنالك خطر الإصابة بالالتهابات بسبب ضعف الجهاز المناعي".
معتقل إداري آخر مضرب عن الطعام، هو كايد الفسفوس، الذي يبلغ من العمر 32 عاما من منطقة الخليل، وهو يرقد الآن في مستشفى برزيلاي بسبب حالته الصحية، والذي يواصل إضرابه عن الطعام رغم تجميد اعتقاله الإداري. والفسفوس مضرب عن الطعام منذ 98 يوما. وقد ورد في التلخيص الطبي الصادر عن مستشفى برزيلاي بتاريخ 13.10.1ذ بأنه "يعاني من ضعف عام واضح، وهو يلاقي مصاعب في النهوض والسير". كما أشار التقرير إلى وجود "خطر فوري لتدهور سريع في حالته، بل وتعرضه لخطر الموت الفوري". وإلى ذلك، أبلغت زوجة الفسفوس جمعية أطباء لحقوق الإنسان بأن المستشفى يرفض مكوثها إلى جانب زوجها خلال ساعات الليل، رغم حالته الصحية الخطيرة. كما ورد في بلاغها بأن حراس المستشفى يصادرون بطاقة هويتها في كل مرة تصل فيها لزيارته.
وبالإضافة إلى مقداد والفسفوس، فهنالك معتقلين إداريين آخرين مضربين عن الطعام منذ أكثر من 60 يوما احتجاجا على اعتقالهما الإداري.
تطالب جمعية أطباء لحقوق الإنسان بالإفراج عن جميع المعتقلين الإداريين، وهي تحمّل إسرائيل المسؤولية الكاملة عن حياة المعتقلين المضربين عن الطعام وعن صحتهم. "تصر السلطات، المرة تلو المرة، على سلب حقوق الإنسان الأساسية للمعتقلين الفلسطينيين، وعلى استخدام الاعتقال الإداري، وهو وسيلة متغوّلة لا مكان لها في دولة ديمقراطية. بعد قضاء المعتقل شهورا في اعتقال لا أحد يعرف سببه، يتوجب على إسرائيل إما أن تقدم لائحة اتهام بحق المعتقلين، أو أن تفرج عنهم بشكل فوري. إن أي خيار آخر يعد عارا أخلاقيا وقانونيا، ومن شأنه أن يؤدي إلى كارثة".