أكد الملك الأردني عبدالله الثاني، على مواصلة الأردن بذل جميع الجهود لحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية بالقدس، من منطلق الوصاية الهاشمية عليها.
جاء ذلك خلال جلسة مباحثات عقدها الملك الأردني ، في العاصمة البولندية وارسو يوم الثلاثاء، مع الرئيس البولندي أندريه دودا، ركزت على آفاق تعزيز التعاون بين البلدين، وآخر المستجدات الإقليمية والدولية.
وجدد الملك الأردني التأكيد على التزام المملكة بالعمل لتعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن الأردن اتخذ السلام خيارا استراتيجيا.
ولفت إلى أن الأردن وقع معاهدة السلام مع إسرائيل قبل 27 عاما، وما زال موقفه ثابتا في دعم كل الجهود الساعية لتحقيق السلام العادل والشامل بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، الذي يضمن قيام الدولة الفلسطينية المستقلة، ذات السيادة والقابلة للحياة، على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
وأشاد بمواقف بولندا الداعمة لجهود السلام على أساس حل الدولتين، مؤكدا أهمية استمرار دعم وكالة إغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" في تقديم خدماتها وفق تكليفها الأممي.
وناقش الزعيمان قضايا الأمن الغذائي ووباء كورونا، إذ جدد الملك الأردني التأكيد على أهمية التعاون العالمي للتصدي لهذه التحديات.
وفي مجال الجهود الدولية، شدد الملك الأردني على أهمية مواصلة الجهود المبذولة على مختلف الصعد في الحرب على الإرهاب، ضمن استراتيجية شمولية.
من جهته، رحب الرئيس البولندي بزيارة الملك الأردني ، لافتا إلى حرص البلدين على توطيد علاقات الصداقة بينهما وتوسيع التعاون في مختلف المجالات.
- هنية يتلقى اتصالا من أهالي حي الشيخ جراح بالقدس
إلى ذلك، تلقى إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، يوم الثلاثاء اتصالًا هاتفيًا من أهالي حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، حيث استمع إلى شرح مفصل حول أوضاعهم، ووضعوه في صورة التطورات المتعلقة بالحي في ظل محاولات تهجيرهم من قبل الاحتلال الإسرائيلي، مؤكدين رفضهم المطلق لأي قرارات تصدر عن المحاكم تنتزع منهم بيوتهم وأرضهم، مشددين على صمودهم وثباتهم.
وأشاد الأهالي "بموقف الشعب الفلسطيني ومقاومته الباسلة، وخاصة في معركة سيف القدس التي خاضتها غزة وساندتها جموع شعبنا دفاعًا عن حي الشيخ جراح والقدس والأقصى"، مستحضرين "شهداء هذه المعركة وجرحاها والبيوت التي هدمت."
من جانبه قال هنية لأهالي حي الشيخ جراح "إنكم لستم وحدكم، وإن شعبكم معكم، وأمتكم معكم، ومقاومتكم معكم، وإن الاحتلال لم يكن ليستشعر عمق أزمته، ولم يكن ليضطر إلى طرح التسويات عبر محاكمه لولا أنه ذاق ما يمكن أن تصنعه الإرادة الشعبية حين تنفجر دفاعًا عن الشيخ جراح، وما يمكن أن تذيقه إياه المقاومة الباسلة في نصرتها للقدس وأهلها".
واعتبر أن " هذه المحاكم التي تحاول فرض الصلاة اليهودية في الأقصى، والتي هي أداة المحتل في قضم المقبرة اليوسفية، هي ذاتها المحاكم التي هجّرت من قبل عائلات "أم كامل الكرد" و"الغاوي" و"حنون" من بيوتها، وهي ذاتها التي سلمت نصف منزل الأخ "نبيل الكرد" ووالدته الحاجة المرابطة الراحلة "رفقة الكرد" ظلمًا وعدوانًا لسارق مارق يسرق عن إصرار ووقاحة، ولم تكن لتلجأ للتسويات لولا صمودكم ونضالكم والتفاف الناس من حولكم واستجابة المقاومة لندائكم؛ وهي تحاول اليوم أن تستفرد بكم لعلها تجركم للتعويل عليها، حتى نلقي أوراق القوة الحقيقية التي في أيدينا جميعًا".
وأضاف "أتحدث إليكم اليوم وكلي ثقة بأن شعبنا من حولكم سيلبي النداء كما لباه من قبل، وكذلك أمتكم وكل حر في هذا العالم، ولنؤكد لكم بأننا في المقاومة لن نسمح لمحاكم الاحتلال أن تنتزع بالحيلة ما عجزت عن انتزاعه في حرب، فلستم بحاجة لأن تتعاطوا مع عروضها، فهي كيان غير شرعي على أرضنا، ولا نرتجى منها العدالة والإنصاف، وقد جاء الزمان الذي تتغير فيه هذه الموازين".
وأكد أن" المحتل ليس قدرنا المحتوم، وبتنا اليوم ندرك أكثر من أي وقت مضى أن دحره عن أرضنا هو قدره المحتوم، وأن إرادة شعبنا ومقاومته قادرة على إجباره على التراجع والانكفاء، وسيبقى حي الشيخ جراح مسيّجًا بإرادة شعبنا ومقاومته، إلى أن تأتي لحظة تحرير أرضنا، وهي لحظة نراها قريبة وليس بعيدة بإذن الله."