ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق ملتقى الرواد الاستقصائي الحر لعامه الرابع على التوالي

ملتقى إعلاميات الجنوب يطلق ملتقى الرواد الاستقصائي الحر

 أطلق ملتقى إعلاميات الجنوب "ملتقى الرواد الاستقصائي الحر الرابع"، الذي أقيم بإحدى القاعات غرب مدينة غزة، بمشاركة ثلة من الصحافيين العاملين في مجال الاستقصاء، وعدد كبير من المهتمين، وذلك في قاعة "الشاليهات" غرب مدينة غزة.

وتخلله الملتقى عرض أربع تحقيقات استقصائية، تتعلق بشبهات فساد، تم إنتاجها من قبل الصحافيين الاستقصائيين القدامى والجدد، وجرى عرضها عن طريق المسرح الحر أمام الجمهور والتعقيب عليها من قبل المسؤولين للخروج بتوصيات. وجاء ملتقى الرواد ضمن أنشطة مبادرة" استقصائيون ضد الفساد 4" والذي ينفذه ملتقى إعلاميات الجنوب بالتعاون والشراكة مع الائتلاف من أجل النزاهة والمساءلة "أمان".

الافتتاح

وافتتحت اللقاء المدير التنفيذي للملتقى ليلى المدلل، مشيدة بجهود الصحافيين في الكشف عن الفساد، مؤكدة أن المبادرة نجحت في إنتاج 7 تحقيقات استقصائية شملت مختلف المجالات، بينما أكد مدير مكتب "أمان" في غزة وائل بعلوشة، أن الائتلاف يدعم صحافة الاستقصاء ليس من اجل التشهير أو فضح احد، وإنما من اجل تسليط الضوء على قضايا فيها شبهات فساد لإصلاح الخلل وتصويب المسار، وقد نجحت بعض التحقيقات في إحداث تغيير في الكثير من القضايا، ووضع حد لتجاوزات استمرت لسنوات.

وفي كلمته أكد د. تحسين الأسطل "نائب نقيب الصحافيين الفلسطينيين على ضرورة الشراكة مع كافة مؤسسات المجتمع المدني لتحصين البيئة الفلسطينية من الفساد، وحث الصحفيين على الالتزام بأخلاقيات المهنة، وأنه يجب تسهيل عمل الصحفي بحقه في الحصول على المعلومة، وأن نقابة تساند العمل الصحفي وتساند الصحافة الاستقصائية.

عرض التحقيقات

وعرض الصحافية مها شهوان موجزا حول تحقيقها الاستقصائي الذي أعدته بعنوان " مساعدات السلطة للعمال المتضررين من كورونا "لا عين رأت ولا أذن سمعت"، مؤكدة على وجود تجاوزات وشبهات فساد في توزيع تلك المساعدات، بينما رد مفوض وزارة الشؤون الاجتماعية في المحافظات الجنوبية لؤي المدهون، نافيا كل ما ورد في التحقيق، وعارضا آليات توزيع المساعدات، وأن الوزارة جزء من منظومة حكومية تشرف على اختيار وتدقيق الأسماء، بينما طالب الحضور الوزارة بالعمل بشكل شفاف ونزيه لإيصال المساعدات لمستحقيها.

كما عرض الصحافي محمد الجمل تحقيقه الاستقصائي الذي أعده تحت عنوان "مناطق شرق خان يونس تعوم على بحيرة صرف صحي والمخاطر تهدد حياة السكان"، مؤكدا أن غياب شبكة صرف صحي شرق محافظة خان يونس يهدد حياة أكثر من 130 ألف نسمة، جراء توالي حدوث انهيارات في الأرض، بعد أن تشبع باطنها بمياه الصرف الصحي، نتيجة وجود ما يزيد على 12 ألف حفرة امتصاصية، أحدثها السكان للتخلص من الصرف الصحي.

بينما أكد المهندس فرج الصرفندي من وزارة الحكم المحلي أن جهات الاختصاص تسعى لحل المشكلة، وجرى إقامة محطة معالجة كبيرة على أراضي شرق المحافظة، وخلال الزيارة الأخيرة لرئيس سلطة المياه لقطاع غزة، جرى مناقشة الأمر، وثمة وعود قوية بتنفيذ مشروعات صرف صحي شرق محافظة خان يونس خلال العام الجاري 2022، لكن مداخلات الجمهور أكدوا أنهم سبق وتلقوا الكثير من الوعود ولم يتحقق منها شيء، مطالبين بالإسراع بتنفيذ المشروع، وربطهم بشبكة الصرف الصحي بأسرع وقت ممكن.

كما جرى عرض تحقيق استقصائي تحت عنوان " ارتفاع ملوحة التربة ومياه الري بغزة ..السلة الغذائية للقطاع جسمٌ مريضٌ يموتُ ببطء"، أعده الصحافي يحيى اليعقوبي، الذي تحدث عن خطورة الاستنزاف المستمر للمياه الجوفية عبر آبار عشوائية ما يتسبب بارتفاع ملوحتها، وتدمير الأراضي الزراعية. بينما أكد المهندس ماهر الجمل من وزارة الزراعة أن وزارته تتابع الأمر، وتقوم بفرض إجراءات لحماية الخزان الجوفي، لكن بعض الأمور تكون خارج صلاحيتها.

 بينما جاء التحقيق الرابع والذي أعده الصحافي أحمد أبو قمر تحت عنوان تحقيق "بسبب نقص العملة من الأسواق... شبهات فساد خلف وقف سحب العملات الصعبة من البنوك"، وقد تناول مشكلة نقص العملات الصعبة "دينار ودولار"، وأثرها على الاقتصاد، وأن هناك شبهات فساد في لاستغلال الأزمة، عبر تعمد بعض الأفراد والجهات إخفاء العملات لرفع أسعار صرفها، وقد أوصى الحضور بضرورة فرض رقابة صارمة على الصيارفة والبنوك لمنع مثل هذه السلوكيات.

وفي نهاية اللقاء قدمت الصحافية ماجدة البلبيسي توصيات شاملة للقاء، دعت من خلالها لمحاربة الفساد، والعمل على معاقبة كل من يثبت تورطه في قضايا تضر المجتمع، بالإضافة الى المطالبة بإنهاء الانقسام الفلسطيني الذي انعكس بشكل مباشر على حقوق الفئات المتعففة خاصة المستفيدة من برنامج الحماية الاجتماعية التابع لوزارة التنمية الاجتماعية، وتحديد الجهات المخولة بتقديم المساعدات سواء كانت النقدية أو العينية عبر وزارة التنمية الاجتماعية وتعزيز التنسيق والتشبيك المشترك بين الجهات المعنية، وغيرها من التوصيات الهامة التي من شأنها التخفيف عن المواطن.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة