مسرحية "عرق نعنع" لحسام أبو عيشة حكواتي السجن.. البليغ

بقلم: المتوكل طه

المتوكل طه
  • المتوكل طه

***

 

 

نتمطّى على "البُرْش" ونسند رقابنا على جدار الثلج أو الجحيم، فيظلّ الجسد في مكانه، فيما تذهب الروح إلى أحلامها، وتعود لتصطدم بالنتوءات الصعبة، والمشاهد المكفهرّة الخشنة.

بماذا حلُمْتَ أيها الراكض خلف خيط الحكاية والذكرى..؟

تتعب الروح من مشاويرها البعيدة .. يتسلل الوسن إلى صحنين ذابلين، هما عيناك .. وتنام!

لكن حسام أبو عيشة السجين الفَتِيّ لم ينم، منذ أربعين سنة، ظل متحفّزاً ليروي لنا الحكاية المكرورة المستحيلة.

 

والتاريخ يعيد نفسه، بشكل مُكْلِّفٍ، على مَنْ لا يقرأه، أمّا هنا في "عرق النعنع"، فالتاريخ ثيّب، جرّبناهُ وطلّقناهُ، وحاول أن يعود بِكْراً، حتى ننزف من جديد، أو نسوق أغنامنا في جبال الضبع، كأننا رعاةٌ عميان!! ومهما يكن من اختلاف، فالسجن سجن، والهدف واحد، والحوذيّ الساديّ لم يتغيّر، والنهر لم يبدّل ماءَهُ، بل إن السابح لم يخلع ثوبه كالأفاعي، ومع ذلك، لِتَلْهُ الأيام كما شاءت بالدُّمى التي تقطّعها في العتمة، بالمقصّ، فتخرج في النهاية ناقصةً ذراعاً أو ساقاً.. لا بأس، فنحن لسنا دُمْيةً، وحتى لو اعتبرونا كذلك، فإن لهذه الدُمْية رأساً، على الأقل، وشفتين حمراوين، كما يقول تشارلز سيميك.

وفي المعتقل؛ المباحُ قليلٌ، والمسكوتُ عنه لا يُحصى! فكيف ستشرح أوجاعك، أيها المتأجّج بكيمياء الرغبة، ولمسة البركان المهيب؟ وكيف ستجوح والبكاء عيبٌ في كتابنا المهترئ؟ وكيف لك أن تقذف كل الزجاج المشروخ الذي يُدْمي رئتيك؟ وهل تستطيع أن تمارس عادات الجِنّ المَخْفيّ، أو الحصان الذي يَشُمُّ ضفيرة الفرس تحت شمس اللوز، في البراري المفتوحة، للصهيل والنحل والفَراش الموعود بالنار؟

يتحلّق الأسرى حول بعضهم البعض فتأخذهم اللغة الجمعيّة إلى منابرها وإيقاعاتها الجاهزة ..مع الشروق والمغيب، يتحللّون من ربقة الكلام الحارّ .. وينسلّون، بخفوتٍ وتكتُّمٍ، إلى الحكايا اللاهِبَة، والليالي العاصفة والشهيق البعيد!.. فهل يكتفون؟

وهنا يحضر حسام ، ينتَصِبُ مثل حكواتي الضوء، ليحكي لنا عن "سجن بئر السبع" وما جرى هناك ويجري منذ سبعين سنة في باستيلات الكيان.

 

تستعرض مسرحية "عرق النعنع" مقطعاً عريضاً ساخناً ومفصّلاً من حياة الأسرى الفلسطينيين، وتسلّط الضوء، بعمقٍ وسخريةٍ ودرايةٍ، على مقاطع خبرها أسرى الحرية، على مدار عقود مضنية وطويلة.

والمسرحية، مباشرةً، تعكس تجربة الفنان الشخصية التي عاشها بالفعل، مطلع الثمانينيات من القرن الماضي، عندما اعتقلوه وحاولوا إخضاعه، كباقي المعتقلين، لسلسلة من الإجراءات لكَسْر شوكته والسيطرة عليه وتحويله إلى جسدٍ مُستَلَبٍ، ضمن قطيعٍ تتحكّم به إدارة السجن، بالقمع والتجويع والإذلال والترهيب المتواصل، ليخرج بعد سنوات وقد انطفأت روحه، وخَبَت جذوة المقاومة في وجدانه، وبات ضحيّةً سلبيةً ترضى بما هو قائم، دون حراك أو احتجاج. لكن حسام أبو عيشة (المعتقل والفنان) لم يخضع ولم ينكسر ولم يستسلم، بل إن وَعْيَه وإرادته التي ازدادت صلابةً في المعتقل ضمن رفاقه وإخوته، قد أبقت مقولته راسخةً، ومعنوياته عاليةً، وقدراته تزداد معرفةً وقوةً ونفاذاً.

فها هو يقدّم لنا صفحاتٍ من دفاتر السجن ورسائله وأدبيّاته وأحداثه، عبر مسرحية مونودراما، وعلى مدار ساعة كاملة، هو الأبطال في شخصٍ واحدٍ، ينغّم صوتَهُ ليستحضر باقي الشخصيات، ويوظّف لغته الجسدية لتُعينَهُ على ذلك، ويذهب بعيداً في البانتومايم (التمثيل الصامت بالحركة)، مع الإضاءة.. ليجسّد لنا المشهد المتعدّد بوجوهه وأصواته وروائحه.. أمامنا، بقدرة لافتة ناضجة.

 

 

ومع إن المسرحية واقعيةٌ تماماً، من حيث الوقائع والأسماء والأماكن والتواريخ، إلاّ أن حسام قد هيّأ لنا أن المسرحية جاءت من خيالٍ أكثر غرابة من الفنتازيا، ما يشير إلى أن الواقع الفلسطيني يتجاوز الغريب والبعيد وغير المتوَقَّع والسوريالي، إذ كيف لأحدٍ من البشر (مدير المعتقل) أن يقوم بوضع قطّة حيّة في حفرة ويهيل عليها الأسمنت ويدفنها! أو كيف له أن لا يطيق منظر نبتة نعنع ويمعسها ببسطاره، لأنه لا يريد غير الصحراء لتحيط بالسجن؟! أو استيعاب ذلك القمع الواقع الشرس على الأسرى الذين يتقيّأون دماً من شدّة العذاب والأوجاع!

ربما، لم يكن جديداً، على الفلسطينيّ أن يرى ويسمع ما وقع في المعتقلات من فظاعات يندى لها جبين الكون، لكن غير الفلسطيني الذي لم يمرّ بالتجربة المرعبة وغير المحتملة، سيصاب بالفاجعة لهول ما سينصت إليه ويلحظه من صورٍ "محكيّة" تحاول أن تنقل هَوْل ما تمارسه إدارات السجون بحق المعتقلين في الزنازين والأقبية المعتمة الرّطبة.

قد نكون، نحن الفلسطينين، قد تعوّدنا، على المعايشة الرافضة لسلوك الاحتلال الفاشي القمعيّ، وقدرتنا على إبقاء "الإنسانيّ" فينا، رغم استفزاز الشرّ الذي ينبغي له أن يواجِه معادِلَهُ الموضوعي الاحتلاليّ.

وهذه المسرحية وثيقة ناصعة، بدمها وصراخها وآلامها، وشاهد إثبات على استراتيجيات الاحتلال الحاسمة الذاهبة نحو القضاء المبرَم على كل ما هو حيٌّ وآدميٌّ طبيعيٌّ في الفلسطينين، وفي النبات، وحتى في الحيوانات الأليفة.

 

وهي صرخة مدوّية ليستيقظ ضمير العالم النائم، بشُبهةٍ وتواطؤٍ، على جرائم الاحتلال المتواصلة، وحتى تستعيد السيدة العمياء، العدالة، بصيرتَها لترى ما يحيق بالإنسان في دولة الاحتلال، وما يقترفه هذا الفاشيّ من ممارسات أعادت إنتاج كل أشكال القمع عبر التاريخ، على الفلسطينيّ وأرضه ومخلوقاته.

وقد استطاع المبدع حسام أبو عيشة إظهار الضعف الإنساني في الإنسان، دون ادّعاء بطولة مصطنعة، أو الإتيان بمبالغات تعاكس الحقيقة، لكنه أظهر وأعلى البُعد الإنساني في السجين الذي، رغم الشَبْح والجوع والغاز والقيود والبرودة والسياط، لم يفقد ذاته وجوهره وآدميته وواقعيته، بل ربما ذهب ليستقدم ما هو إنسانيٌّ في عدوِّهِ، ليوقِظَهُ.. لعله يرعوي ويرى!

والصديق المبدع حسام أبو عيشة، بخفّة ظلِّهِ وروحه المَرِحَة وتجربته الفيّاضة وقدراته على عجن المأساة بماء السخرية، قدّم لنا مسرحيةً تستمطر الضحكات من سيل الدموع، فالمسرحية هي المُضْحِك المُبكي الذابح الجارح، الذي يُعبّئ المتلقّي بكل هذا الزَّخَم من القهر والألم، ويعرِّفُهُ على مفصل من سياسات الاحتلال النازية، ليظلّ هذا المتلقّي مليئاً بأسباب المواجهة، بعيداً عن التنفيس والتصالح مع الكارثة المحدقة.

ومع هذا فإن الفنان لم يكشف، تماماً، عن كل خبايا الحركة الأسيرة، لأن الكاتب أو المبدع عامةً، وفي لحظات المواجهة، غير حياديٍّ، ويذهب نصُّهُ إلى مواقع الاشتعال وإلى البؤر التي تشحذ الهِمَم وتؤصِّل الوجدان بالمقاومة وبكل ما هو جديرٌ بالحياة المعافاة والحقيقية، البعيدة عن النقص أو النشاز. ومن حقّه أن "ينتقي" ما يراه مناسباً، لإظهاره على المنصّة، لأنه حكواتي "الرواية" الفلسطينية، وحارس تفاصيلها، وكاتب أجزائها وفصولها. وهذا لا يعني أنه ابتعد عن الواقعية بقدر ما أكّد على أن الفنّ اختيار، وله رسالة وهدف، وأن للحقيقة زماناً ومكاناً.

وقد جاء توقيت هذه المسرحية مواتياً لكل الدعوات التي ترفض الاستسلام والتكاذب السلمي والقبول بالنقيض، لأنها ألحفت على مبدأ مواجهة الاحتلال، وأن هذا الاحتلال لا يزال قمعياً ومجرماً ولا إنسانيّ، ويرفض حتى السلام مع نفسه. وكأن التوقيت هو دعوة لمواصلة المقاومة، فالسجّن لا يزال سجناً، والسجين لا يزال وراء الأسوار الصلدة.. ولا شيء قد تغيّر!

هذه المسرحية تحرس الحقيقة، التي تقول إن "السلام" الجنائزي والاستيطاني، هو امتدادٌ لجرائم إدارات السجون، التي ما فتئت تضجّ بالآلاف المؤلّفة من الأسرى.. وإن ادّعاءات التطبيع المجاني والسلام الباطل لن تنطلي، ولا يجب أن تنطلي على أحد.

إن مسرحية حسام أبو عيشة هي مسرحية مليون فلسطينيّ اعتقلتهم دولة العنصرية، وشاهدوا على جلودهم حرائق العذاب التي وشَمَتهم، ولا زالت باديةً بتلك الأخاديد والندوب. والمسرحية صفعةٌ على وجه كل مَنْ يريد أن يغسل أيدي الاحتلال من دمِنا وعذاباتنا ومعاناتنا، علماً أنه لا يزال سادراً في غيِّهِ وجرائمه المخيفة.

والمبدع حسام الذي يُبْرِز كل مفردات السجن إنما يريد أن يكثّف المشهد، بكل مكوّناته، لينقله كما هو، للمتلقّي، إمعاناً في الواقعية وانحيازاً للحقيقة، التي تقول إن هذا، بالضبط، هو ما فرضته علينا إدارة السجن الاحتلالية، ومع ذلك حافَظْنا على ذاتنا، وأبقيناها ممرعةً مقاوِمةً نابضةً بالأمل، رغم عوامل الانكسار والتهشيم والإلغاء.

إن عديداً من الكُتّاب الفلسطينين قد انشغلوا بما انشغل به الأخ حسام أبو عيشة، وسطّروا الكثير من الروايات والخواطر والقصص والسرد، وتتضمّن ما طرَحَهُ حسام، وتتقاطع مع ما ساقه من أحداث وخبايا ومشاهد ومقاطع عريضة، عاشها الأسرى وانجبلوا بترابيّتها، واصطلوا بمرجلها.. ولا يزالون، وهو ما يُكَوِّن ويؤصِّل تاريخ الحركة الأسيرة الفلسطينية، التي ما فتئت بحاجةٍ إلى استكمال وتطوير وإثراء وتكامل.

ولعل واحدةً من أهم الأفكار في هذه المسرحية هو أنها تتصدَّى للعدمية القومية أو لمحاولات محو الذاكرة من حمولتها الرجراجة الطافحة بالجسارة والبطولة والتوتر والصمود والثبات .. وبكل ما هو إنسانيٌّ وحقيق.

واللافت في المسرحية، أيضاً، الفكرة البليغة التي جاءت ضمن آخر رسالة مرّرها الفنان المناضل؛ وهي أن ابنه قد أحسَّ بأنه قد ولِدَ في السجن! بمعنى أن الفلسطينيّ عامةً، والجيل الجديد، يهجسون بهذه الفكرة لأنهم وُلِدوا في سجن كبير هو المدن والبلدات الفلسطينية، أو أن كل أحاديث العائلات الفلسطينية هو عن المعتقل وإجراءات الاحتلال، وبالتالي فمن الطبيعي أن يحسّ المولود بأن فضاءه مقيّدٌ بالقضبان وأنه يتنفّس بين جدران مغلقة.

 

لقد أظهر السجن وأخرج أجمل ما في المعتقلين الفلسطينيين، كما أوضح أسوأ ما في الجنود الإسرائيليين القتلة، لأن مهمّتنا كانت تقضي أن نتربّع على عَرش الزلزال، مثلما دفعتهم أوهامهم إلى التشبُّه بأبشع المخلوقات، وتمثّل أكثرها دموية!

ولعل ذهاب الفنان بالجَمال إلى أقصاه، هو الذي خلق لدينا قوّةً إضافيةً! ولا أعني جمال المكان، بقدر ما أعني عيوننا الجديدة ورؤيتنا العميقة المختلفة، التي رأت المكان، وسَبَرَتْ غورَهُ، وأحاطت به وأدركته، واجترحت الأشكال والآليات المناسبة، للتعاطي معه، بحيث ظلَّ المكان تحت سيطرتنا ما أمكننا ذلك.

والجمال داخليٌّ بالضرورة، يتعلّق بتجاوز نقاط الضعف فينا، بعد التوقف أمام الخاصرة الضعيفة، أو الثغرات في تربيتنا الجمعية وتجربتنا الاعتقالية.

والجمال، هنا؛ قوةٌ حالت دون تفريغنا، من محتوانا النضالي والإنساني والثقافي، وخلق حالة من العدمية فينا، ورافعةٌ اعتلت بنا، فوق مشاريعنا وأحلامنا الفردية؛ بدءاً من الغرائز المكتسبة، انتهاءً بنفي الخوف، في ظل التماهي الجماعي، والتشابك الدافئ الذي طرد الانكفاء والتراخي والإحساس المَرَضيّ بالوحدة.

وتحاول أن تدفن رأسك تحت البطانية، فتختنق من رائحة الرطوبة المشبعة الثقيلة، وترفع رأسك، وتبقى بين يقظة وصوت وشخير ورائحة .. حتى تنكسر قشرة الليل، ويبدأ الديك البعيد بإيقاظ الشمس.. وبعد ساعة، ربما، تستيقظ مضطراً لـ "العدد".

 

تمشي متثاقلاً، كأن رمحاً قد فخت جمجمتك، واستقرّ في جبهتك، أو كأن رأسك قد فارقك من صداعه المهلك، وشظاياه الحارقة.

هنا المدينة الجهنمية أو معتقل "بئر السبع"، الذي حقَّق "العالم الجديد والشجاع" كما تصوَّرَه الدوس هكسلي بقمعهِ ووحشيتهِ وسلبهِ روحَ وإرادة الإنسان، وتحويله إلى مجرد هيكل عظمي دون أدنى مقومات.

ومن عجبٍ أن العقلية الاستعمارية الإمبريالية تشرب من نبعٍ واحدٍ؛ فبئر السبع، أو مجدّو أو أنصار أو هدريم أو عسقلان أو مئات السجون الإسرائيلية الطازجة، هو ذاته عالم الدوس هكسلي، وهو ذاته جزيرة العقاب كما تصوّرها فرانز كافكا. العقلية الإمبريالية الاستعمارية تعتقد واهمةً أنها تستطيع حَمْلَ الإنسان إلى نقطةٍ يتخلّى فيها عن روحه وإرادته وأحلامه وطموحاته باستعمال القوة، العزل، التعذيب، القمع، زرع اليأس في النفوس، تذويب الإحساس بالتمييز، قتل الإبداع، إنهاك الجسد من أجل إنهاك الروح.

والسجن الإسرائيلي هو آخر ما وصلت إليه عقلية فاشية عنصرية من أساليب في تنميط جزيرة عقاب صحراوية بعيدة ومنعزلة، مستفيدةً من سرمدية الصحراء وأبدية الشمس، من عقاب القرّ وخناجر الحرّ.

إنه السجن! أو قُلْ، معسكر تجميع يُشبه معسكر تربلنكي أو أوشفيتس، أريدَ له أن يكون تقطيراً لكل معسكرات الإمبرياليات السابقة، وتركيزاً لكل تجارب إجهاض الثورات والشعوب، من خلال هذا الاحتكاك اليومي بين القاتل وضحيته، بين السجّان وسجينه.

 

كان علينا أن نطوّع أجسادنا أولاً، وكان علينا أن نحصّن إرادتنا، وكان علينا أن لا نرى من خلال عيوننا، وإنما من خلال هذه الأرواح التي تسكننا لتجعل من أجسادنا لا تشعر بحرٍّ أو بِقَرٍّ، ولنحتمل صحراء فلسطين الجنوبية القارسة الموحشة، ولندرّب قطط تلك البقعة لتخدم "التنظيم".

كان علينا أن نجعل من مدينتهم الجهنمية الكاملة، وعالمهم الجديد مجرد أضحوكةٍ ليس إلا، وقد فعل حسام ذلك بجدارة مبهرة.

وليس أخيراً، فإن الصديق الرائع حسام أبو عيشة المبدع المقاتل اليَقِظ، يواصل مشروعَهُ الذي يزاوج بين النضال والإبداع، وكلاهما يتغيّا الحقيقة، والحياة الأنقى والحرّة والكريمة العادلة.

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت