- د. طلال الشريف
ماجد فرج فجأة في دبي،
وبعد أسبوع أي بالأمس كان محمد دحلان في موسكو،
وهل بعد أسبوع آخر يكون الرئيس عباس أو جبريل الرجوب أو حسين الشيخ في القاهرة أو عمان أو الدوحة ؟
أربع شخصيات فلسطينية فتحاوية هم أركان الفعل في حركة فتح، وأربع عواصم عربية فاعلة في القضية الفلسطينية، وعاصمة الدولة العظمى الثانية موسكو وحراك فتحاوي هذه المرة يبدو أنه في صلب مصالحة فتحاوية بعد أن تجمد الوضع الفلسطيني بفعل إهمال واشنطن الحالة الفلسطينية وتراجعها عن أولويات الرئيس بايدن.
هل أدرك الفتحاويون ولو متأخراً أهمية وأولوية تنظيم صفوفهم التي هي بمثابة حجر الزاوية ونقطة الإنطلاق الحقيقية في الوصول لحلول لحالة الضعف التي تجتاح الفلسطينيين منذ الإنقسام الفلسطيني في العام 2007 وبعده الإنقسام الفتحاوي في العام 2011 وفشل كل محاولات المصالحة بين فتح وحماس وفشل كل محاولات المصالحة الفتحاوية الداخلية لعودة الوحدة الفلسطينية وعودة الوحدة الفتحاوية؟
لطالما قلنا مبكراً لن تتم المصالحة بين فتح وحماس إلا بمصالحة تسبقها ببن الفتحاويين حيث هناك غياب قوة توازن وتماسك داخلي بين فتح وحماس كقوتان رئيسيتان بفعل ضعف الموقف الفتحاوي المنقسم، وألف باء سياسة أن المصالحة بين الحزبين ستحدث حين تصبح قوة الحزبين التماسكية الداخلية متوازنة، أي أن يتصالح الفتحاويون أولاً لاستعادة قوتهم وحينها سوف تستجيب حماس بسرعة أكبر وسوف يذهب الفتحاويون أقوياء موحدين وهو السر الخفي والجوهري لإلغاء الانتخابات التشريعية والرئاسية وتلك هي الخطوة الأهم للنهوض الفلسطيني.
التهوض الفلسطيني معادلته الحقيقية كالتالي:
وحدة فتحاوية بمصالحة داخل فتح ستؤدي لمصالحة وطنية بين فتح وحماس ستؤدي لتوازن التماسك الداخلي بين فتح وحماس سيؤدي لانتخابات تشريعية ورئاسية فلسطينية
والنتيجة نهوض الحالة الفلسطينية من كبوتها.
هذا ما يدور على ما يبدو في تحرك القادة الفتحاويون الجاري بين دول الفعل التي بدأت بزيارة ماجد فرج للإمارات وزيارة محمد دحلان لروسيا.
ولابد من التذكير بأن هناك عامل خطر معجل أيضا لا أدري أن كان في الحسبان وهو الحالة اللبنانية القابلة للتدهور وكيفية حماية أهلنا في المخيمات الفلسطينية التي قد تدفع ثمنا باهظاً في اندلاع حرب أهلية جديدة قد تجتاح لبنان إذا لم ينتبه القادة الفلسطينيون لذلك، ولذلك عليهم التعجل في خطواتهم التصالحية الفتحاوية والوطنية و٠إن كان برنامج تحركهم بالأسابيع أن يصبح بالأيام أو بالساعات.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت