"تائهة في زمن النسيان" رواية تنتصر للحب والقيم النبيلة

تائهة في زمن النسيان

تدور أحداث رواية "تائهة في زمن النسيان" لرولا الأدهمي، حول تقلبات الحياة التي تواجهها فتاة جامعية بسبب معاناتها من مشكلة نفسية هي التعلُّق المَرَضي بحيّها الذي تسكنه، وبطفولتها، وبصديقتها، وبالشاب أدهم، ثم بالعم أمير.

تتخذ سلمى قراراً بأن تغادر مجتمعها الصغير، وتخوض رحلة غامضة يتخللها الحنين والخوف من المجهول، فتقودها إلى الدفء الأبوي الذي تجده عند رجل في مرحلة متقدمة من عمره، فيحتضن شتاتها، ويعيد لها الأمان دون أي مقابل أو رغبة في استغلالها. ورغم ذلك تبقى عالقة في شباك التعلُّق، ولا تستطيع النسيان بسهولة، وتعود في النهاية إلى أحضان الأمان الذي تاهت عنه حين قررت أن تهجر حياتها الأولى.

وجاءت الرواية الصادرة عن "الآن ناشرون وموزعون" في الأردن في 124 صفحة من القطع المتوسط، وجعلت المؤلفة الإهداء عتبة تقود إلى الجو الكلي للعمل، فقدمته إلى من وصفتها بأنها: "تسكن بين أسوار الماضي، تحرم نفسها من استنشاق نسيم الحاضر، حاملةً مجلدات من ذكريات عُتّقَت في تلافيف عقلها وأبت أن تسقط كورقة خريف، وشوّهت مستقبلًا من المفترض أن يكون مبهجًا لتلك الشابة ذات السنّ اليافع".

وبينت أنها تنثر كلماتها آملة بـ"أن تدهم أسماعَها لعلّها تَحرِق تلك الذكريات، تُدَمّر ماضيًا أليمًا، وتكون سببًا في إنعاش روحٍ دُفِنَت بغير جسد".

وتبدو الصبغة الرومانسية واضحة في جميع مراحل العمل، فالحب صادق ونقي، ولا مكان فيه لغير المشاعر البريئة، لكن تقابله على الوجه الآخر الرغبات الشريرة والمكائد التي تجعل حياة البطلة غاية في الصعوبة خصوصاً أنها تعاني من التعلُّق، بل إن الصعوبات تهدد حياتها فتكاد تُقتل على يد صديقتها المقربة لولا أنها اتخذت قرار الرحيل في اللحظة الحاسمة.

تقول بطلة الرواية، سلمى، واصفة نفسها للقارئ في بداية الرواية: "لم أشعر بنفسي متى اقتحمت سن المراهقة، فقد كنت أرى أنني أتأرجح تارةً في ساحات الطفولة وتارةً أُحلّق بأرجوحتي في سماء الشابات، أولئك اللواتي اتخذن من المرايا خليلات، الحاملات بين جوانبهن حقائب المساحيق والمجوهرات، المهتمات بمظهرهن كالأميرات، وروائحهن من الزهور مُعتصرات. أتساءل دومًا، هل حقًّا ودّعتُ الطفولة ببراءتها؟ أم أنني أتخبط بين انجذابي لجمال الأنوثة وتعلُّقي بعفوية الطفولة؟ ليس من المنصف أن لا أجد مكانًا في المنتصف، فما زالت أحلامي صغيرة، لا أستطيع إيقاظها من غفوتها لتلتحق بصفوف اليافعات".

وتصف الشاب، أدهم، الذي وقعت في حبه وافترقت عنه بعد ذلك: "يأتي من جديد، هذا الشاب الوسيم، لا أعلم لمَ أربكني؟ اليوم يظهر مختلفًا عمّا مضى، يرتدي ثيابًا رسمية وكأنه تهيّأ لحضور مناسبة، وشعره مصفف بطريقة تشبه ممثلي الأفلام، تناسق كبير يبدأ من ردائه إلى حذائه وينتهي بساعة يده الفاخرة، ناهيك بتفاصيل أخرى أضافت أناقةً على شخصيته".

ورغم المكائد والافتراق، يعود أدهم في آخر الرواية ليقدم لسلمى الخلاص من التعلُّق، ويبدي رغبته في الاقتران بها، ما يؤكد رومانسية الرواية، ونهايتها السعيدة التي تنتصر للحب والجمال "ما رأيك يا سلمى أن نبتدئ حياتنا معًا؟ فأنا لا أرى للمتحابين قرارًا صائبًا سوى الزواج. ترددتُ كثيرًا قبل أن أطرح عليك هذه المسألة، فلم يكن ظرفك يسمح بأن أتقدم لخطبتك، خذي وقتك بالتفكير، لا أريد جوابًا الآن وتأكدي أننا سننجو من التيه معًا، سنجد مفتاحًا يخرجنا إلى نسيم الحياة من جديد، والأهم من هذا كله أنني سأمنحك الأمان أينما توجهتِ".

ومن الجدير ذكره أن رولا هشام الأدهمي كاتبة فلسطينية تقيم في دولة الإمارات العربية للمتحدة، وُلدت عام 1989، وحصلت على شهادة البكالوريوس في إدارة الأعمال من جامعة عجمان للعلوم والتكنولوجيا عام 2013. وهذه الرواية هي الإصدار الأول لها.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - عمّان