أفادت مصادر لقناة "الجزيرة" الفضائية، يوم الإثنين، بأن إسرائيل أعادت فتح التحقيق في قمع وتعذيب أسرى فلسطينيين في سجن النقب عام 2019.
ونقلت القناة عن مصادر قولها "إن إسرائيل شرعت في أخذ شهادات عدد من الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب في سجن النقب ".
وحسب المصادر "جاء التحقيق بعد تسريب لقطات وشهادات من سجن النقب في تحقيق "ما خفي أعظم" الذي نشرته القناة مؤخرا..
ونقلت "الجزيرة" عن مصادر من داخل سجن النقب قولها "إن السلطات الإسرائيلية ممثلةً بمكتب المدعي العام، أعادت فتح التحقيق في أحداث القمع والتعذيب بحق أسرى فلسطينيين وقعت في سجن "كتسعوت" بالنقب عام 2019 رغم إغلاق الملف حينها نهائيا، وذلك عقب بث حلقة من برنامج "ما خفي أعظم".
وذكرت المصادر أن سلطات التحقيق الإسرائيلية بدأت أخذ شهادات عددٍ من الأسرى الذين تعرضوا للتعذيب وظهروا في اللقطات المسربة التي وردت في برنامج "ما خفي أعظم" على قناة "الجزيرة".
وكانت السلطات الإسرائيلية أغلقت ملف التحقيق في القضية قبل عامين، بدعوى عدم التعرف على وجوه الضباط والجنود المتورطين في القمع، رغم انتقادات مؤسساتٍ حقوقية محلية ودولية للقرار.
ونشرت حلقة "الطريق إلى الحرية" من برنامج "ما خفي أعظم" لقطات حصرية مسربة توثق جانبا من المعاناة المريرة التي يعيشها الأسرى من قمع وتعذيب داخل المعتقلات الإسرائيلية.
وركزت الحلقة على عملية القمع في سجن النقب عام 2019، وأشار نزار شحادة (أسير سابق في سجن النقب) إلى أنواع القمع والإذلال التي تعرض لها الأسرى حينها، ومما قاله إن الكلاب كانت توضع على أجساد الأسرى وتقفز من واحد إلى آخر، وإنه من كثرة التعذيب كانوا يعتقدون أنهم سيفارقون الحياة.
وتحدث أسير من ضحايا عملية القمع في سجن النقب في شهادة صوتية عن صور التعذيب التي تعرض لها، ووصف ما حدث بالصعب جدا عليه، حتى أنه ما زال يعاني حتى الآن من إصابات في مختلف أجزاء جسده.
وحاولت السلطات الإسرائيلية التعتيم على القمع في سجن النقب، بل إنها قامت بترقية بعض من شاركوا في تعذيب الأسرى، إلا أنه في يونيو/حزيران الماضي تسربت مشاهد مثيرة عبر صحيفة هآرتس الإسرائيلية، وأقر الصحفي الإسرائيلي جوش براينير بحالات القمع والتعذيب، ومنها تكبيل الأسرى وتكديسهم وضربهم وإهمالهم طبيا وحرمانهم من أبسط حقوقهم، وقال إن التسجيلات التي سربتها صحيفته لم تلق أي صدى لدى السلطات الإسرائيلية.
وتمكن برنامج "ما خفي أعظم" من كشف أسماء وصور ضباط إسرائيليين شاركوا في تعذيب أسرى في سجن النقب عام 2019.
وتشير الأرقام إلى وجود 4500 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، يتوزعون على 19 سجنا، و544 أسيرا محكوما بالمؤبد.
وفي شهادة صوتية، يناشد أحد الأسرى في السجون الإسرائيلية المقاومة الفلسطينية إنقاذهم ووقف تصرفات الاحتلال الإسرائيلي، وذلك عبر صفقة مشرفة تعيد الفرحة للأسرى وللفلسطينيين، ويقول إن الأسرى يواجهون مختلف أنواع التعذيب والقهر التي تفوق كل تصور، لكنهم مع ذلك يتمسكون بالإرادة الصلبة وألا يموتوا إلا كالنخلة الواقفة.