"أ.ب": "إن إس أو" تخترق هواتف 6 نشطاء حقوقيين فلسطينيين

بيغاسوس

أفادت وكالة أسوشيتدبرس الأمريكية "أ.ب"، يوم الاثنين، بأن شركة NSO  " إن إس أو" الإسرائيلية لبرمجيات التجسس تخترق هواتف 6 نشطاء حقوقيين فلسطينيين.

ونقلت أسوشيتدبرس عن باحثين أمنيين قولهم، إن " 4 من الهواتف ال6 كانت تحمل شرائح اتصالات إسرائيلية"، مشيرة إلى الجهة التي خرقت الهواتف ببرنامج التجسس الذي طورته NSO لم تعرف بعد.

وذكرت أسوشيتدبرس بأن اختراق هواتف 6 نشطاء حقوقيين فلسطينيين تم ببرنامج بيغاسوس الذي طورته شركة NSO الإسرائيلية.

 وبحسب الوكالة، فإن نصف أولئك النشطاء يعملون في مؤسسات صنفتها وزارة الجيش الإسرائيلي  مؤخرًا بأنها “إرهابية” وتعمل في خدمة الجبهة الشعبية.

وأشارت إلى أن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد نشطاء فلسطينيين كهدف لبرنامج بيغاسوس التجسسي، بعد أن تم توثيق استخدامه ضد صحفيين ونشطاء حقوق الإنسان ومعارضي النظام في عدد من الدول بينها المكسيك والسعودية وغيرها.

ومن بين من تم اختراق هواتفهم أبي العابودي الباحث في مركز بيسان للبحوث والإنماء الذي صنف على "قائمة الإرهاب الإسرائيلية"، والخبير الاقتصادي البالغ من العمر 37 عامًا ويحمل الجنسية الأميركية.

وفلسطينيان آخران تم تثبيت برنامج التجسس على هواتفهما المحمولة ووافقا على نشر اسميهما هما المحامي صلاح حموري من مؤسسة الضمير يحمل الجنسية الفرنسية وحسن خليفة من مؤسسة الحق.

إضافة إلى اختراق أجهزة هاتف محمول لمسؤولين رفيعي المستوى في وزارة الخارجية الفلسطينية.

وقال عابودي خلال مؤتمر صحفي في رام الله عقدته المؤسسات الفلسطينية الست التي صنفتها إسرائيل "ارهابية"، إنه فقد كل إحساس بالأمان بعد أن تبين أن هاتفه قد تعرض للاختراق، مشيرًا إلى أنه في الأيام الثلاثة الأولى بعد اكتشاف ذلك لم تنم زوجته مع فكرة حدوث مثل هذا الانتهاك لخصوصيتهم.

ولفت إلى أن قلقه بشكل أساسي نابع من أن البرنامج يرافق الاتصالات بينه وبين الدبلوماسيين الأجانب.

ويرجح أن يكون قد تم تثبيت برنامج بيغاسوس التجسسي على هاتف أبي العابودي في شهر فبراير/ شباط الماضي.

وقالت سحر فرنسيس مديرة مؤسسة الضمير خلال المؤتمر " الحملة على مؤسسات المجتمع المدني الفلسطيني متواصلة منذ سنوات، فيما نجحت  المؤسسات الفلسطينية هذا العام في دفع الأمم المتحدة للإعلان عن القائمة السوداء للشركات التي تعمل في المستوطنات ".

وطالبت فرنسيس بإجراء تحقيق دولي مهني شامل وبشكلٍ حيادي عن هذه الشركات ومدى علاقتها بالاحتلال، كما طالبت كل الشركات بإجراء تحقيقات حول استخدام هذه البرامج التي تنتهك حقوق الانسان.

وقالت " هذه البرامج تستهدف قمع الشعوب، ونطالب الأمم المتحدة بإدراج هذه الشركة على القائمة السوداء إذا ثبت تورطها بهذا الأمر ".

وطالبت "محكمة الجنايات الدولية بفتح تحقيق حول الربط ما بين التجسس على هواتف المؤسسات وبين تصنيفها بالإرهاب".

وأضاف خبراء الأمن السيبراني من "مختبر المواطن" التابع لجامعة تورنتو الكندية، ومن منظمة العفو الدولية أنهم لم يتعرفوا على الجهة التي تقف وراء عملية الاختراق، إلا أنه بعد الكشف عن الاختراق بقليل في منتصف أكتوبر/تشرين الأول الماضي أعلن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس تصنيف 6 منظمات أهلية فلسطينية منظمات إرهابية بحجة أنها تمثل غطاء لأنشطة مجموعات فلسطينية، منها الجبهة الشعبية.

وكشف الخبراء أن 4 من الهواتف الستة المخترقة تحمل شرائح إسرائيلية، وتقول منظمة "فرونت لاين ديفندرز" واثنان من ضحايا الاختراق بواسطة برمجية بيغاسوس إنهم يعتبرون إسرائيل المتهم الرئيسي، وإن تصنيف تل أبيب منظمات فلسطينية ضمن قائمة الإرهاب ربما جاء للتغطية على الكشف عن اختراق هواتف النشطاء الحقوقيين الفلسطينيين.

وتضيف منظمة "فرونت لاين ديفندرز" -ومقرها في أيرلندا- إن 3 من النشطاء الفلسطينيين الذين اخترقت هواتفهم يعملون مع منظمات في المجتمع المدني الفلسطيني، في حين طلب الثلاثة الباقون عدم الكشف عن هوياتهم.

 

وكانت صحيفة "يديعوت أحرونوت" نقلت عن مصادر إسرائيلية قولها إن تل أبيب تخشى عدم منح حصانة لشركاتها الإلكترونية، وذلك بعد إدراج واشنطن قبل أسبوع شركة "إن إس أو" الإسرائيلية وشركة إسرائيلية أخرى في قائمة الشركات الأجنبية التي تضر بمصالحها الوطنية، وأوضحت وزارة التجارة الأمريكية في بيان إدراج "إن إس أو" ضمن القائمة السوداء أن عمل الشركة يشكل تهديدا للنظام الدولي.

وفي ديسمبر/كانون الأول الماضي نجح برنامج "ما خفي أعظم" التحقيقي الذي يبث على شاشة قناة "الجزيرة" في تتبع عمليات اختراق أجهزة هواتف إعلاميين ونشطاء للتجسس عليهم من خلال ثغرات اختراق إلكترونية متطورة وغير معهودة.

وقد تمكن البرنامج الذي يقدمه الزميل تامر المسحال في تحقيق "شركاء التجسس" من التوصل إلى أدلة وتفاصيل حصرية تتعلق بعمليات اختراق الهواتف المختلفة للتجسس على مستخدميها والآليات المتطورة لذلك والدول المتورطة في سوق التجسس والاختراق.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - رام الله - "أ.ب"