انطلقت في مدرجات الجامعة العربية الأميركية، بفرعها في ضاحية الريحان شمال رام الله، فعاليات دوري المناظرات بين الجامعات الفلسطينية، والذي تنظمه مؤسسة (فلسطينيات) تحت رعاية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وبتمويل من اولف بالما السويدية.
وشارك في المناظرات فرق طلابية من جامعات: النجاح الوطنية، وجامعة فلسطين التقنية (خضوري)، والكلية العصرية الجامعية برام الله، وجامعة القدس (أبو ديس)، وجامعة بيت لحم وجامعة "فلسطين الأهلية"، وجامعتي الخليل و"بوليتكنك فلسطين" في الخليل، إلى جانب الجامعة العربية الأميركية التي استضافت فعاليات الدوري.
وتتبنّى مؤسسة "فلسطينيات" برنامج المناظرات منذ عام 2013، كأحد أهم فنون الحوار والمبارزات الفكرية، التي تثير التفكير النقدي لدى الفئة المستهدفة خاصة من الشباب والطلبة الجامعيين، من خلال التعرف على الأفكار المؤيدة والمعارضة لمقولة ما، والتحاور فيها وتقبّل وجهات النظر المختلفة حولها.
وتطرح "مناظرات فلسطين" مقولات متصلة بقضايا سياسية أو إعلامية أو نسوية أو اقتصادية أو اجتماعية أو ثقافية متفاعلة ويعايشها الشباب والمجتمع الفلسطيني عامة.
أربع مقولات
ودارت المناظرات في الدوري الذي بدأ الثلاثاء في الجامعة العربية الأميركية، حول أربع مقولات، أولها: " وسائل الإعلام الفلسطينية تعزز الانقسام". وكان فريق جامعة فلسطين التقنية معارضا وفريق جامعة القدس (أبو ديس) مؤيدا.
أما المقولة الثانية فكانت " الحركة الطلابية في الجامعات الفلسطينية منخرطة في الأحداث السياسية والاجتماعية" وتناظر حولها فريقا جامعة بوليتكنك فلسطين في الخليل، بفريق مؤيد، مقابل فريق معارض من الكلية العصرية الجامعية.
ونصت المقولة الثالثة على أن " مؤسسات المجتمع المدني تلعب دورا مهما في مقاومة الاحتلال"، وتناظر حولها فريق جامعة النجاح الوطنية مؤيدا، وفريق جامعة بيت لحم معارضا.
ودارت المقولة الرابعة حول أن " حزبية وسائل الإعلام تضر بحق الجمهور في المعرفة والوصول للمعلومات"، وهي المقولة التي أيدها فريق جامعة فلسطين الأهلية، وعارضها فريق جامعة الخليل.
وأشرفت على المناظرات لجنة تحكيم مشكّلة من عضو الجمعية العمومية لمؤسسة فلسطينيات لمى حوراني والكاتب المحلل السياسي عصمت منصور وعضوا مجلس إدارة فلسطينيات ريهام مقادمة ومحمود الافرنجي، كان دورها تقييم أداء كل فريق ضمن معايير معتمدة في برنامج "مناظرات فلسطين".
وبعد تقييم اللجنة، تأهّلت للمرحلة الثانية من الدوري فرق: جامعة فلسطين التقنية (خضوري)، وجامعة "بوليتكنك فلسطين"، وجامعة النجاح الوطنية، وفريق جامعة الخليل. وسينضم إليهما فريقان من جامعتي بيت لحم والعربية الأمريكية.
تحدي الاحتلال وكورونا
وقالت مديرة مؤسسة "فلسطينيات" وفاء عبد الرحمن إن دوري المناظرات هذه المرة ليس مجالا للتنافس بقدر كونه حاجة للقاء بين طلاب الجامعات بعد أزمة كورونا التي تسببت في إغلاق المؤسسات التعليمية.
وعبّرت عبد الرحمن عن إعجابها بمستوى الطلاب الذي حافظوا على قدراتهم في التعلم والبحث توقف دوامهم الجامعي الوجاهي لفترة طويلة. وقالت إن أدائهم في المناظرات كان مميزا، وهذا يعكس اهتمامهم بالتعلم والتدرب.
وقالت عبد الرحمن إن برنامج "مناظرات فلسطين في محافظات الضفة الغربية، ليس لإكساب مهارات للطلاب فقط، وإنما تحدّ للاحتلال وحواجزه، فلقاء الشباب في ظل هذا الفصل، وخاصة بعد كورونا، هو جزء من مقاومة الاحتلال. معبرة عن أملها في أن تلتقي الفرق من الضفة وغزة معا.
تنمية قدراتهم
من جهتها، قالت عضو لجنة التحكيم لمى حوراني إن برنامج المناظرات يساعد طلاب الجامعات على تنمية قدراتهم في مجال البحث والتفكير المنطقي والعمل الجماعي، ويفتح مداركهم على قضايا سياسية واجتماعية تهمّ الجيل الجديد، ويفسح لهم المجال للتعمق فيها أكثر.
لكن الأهم، برأيها، هي المهارات الجديدة التي يتعلمها الطلاب المتناظرين في البحث والتدقيق والحوار وقبول الآخر والاستماع له واحترام رأيه في نقاش مبني على أسس علمية.
وتقول ليندا أبو بكر من فريق جامعة فلسطين التقنية (خضوري)، وهي طالبة بكلية الإعلام، إن "مناظرات فلسطين" ساهمت في تعزيز مهارات المتناظرين الشباب وخاصة في الخطابة وأسلوب الحوار والإقناع. كما عززت لديهم الثقة بالنفس.
وبالنسبة للطالبة ليندا، فقد أثْرت المناظرات من قدرتها على البحث وتجميع المعلومات للتعمق في مناقشة الموضوعات والمشاركة في الحوارات.