ممنوع أن نكون كبار!!

بقلم: الأسير حسن عرار

الأسير حسن عرار
  • الأسير حسن عرار

هذا عالم يُرادُ له أن يتغير ويرادُ لنا أن نتغير على صورته، أن نستهلك كلَّ المفاهيم الجديدة ونعمل على أن تتحرك قوانينَنَا في مقابل الخطوط القانونية التي يُرادُ لها أن تُحاصر موقعَ حريةِ هنا وموقعَ ممانعةٍ هناك. المطلوب أن نحاصر بعضنا بعضاً لحساب الحصار الذي يرادُ للمستعمرين أن يطوقوا به حياتنا، إنهم يريدون أن يصنعوننا على صورة مصالحهم لا على صورة مصالحنا إنهم يريدون لنا أن لا نفكر في المستقبل، أن نبقى في زنازين الحاضر، وفي زنزانة هنا وزنزانة هناك.

في كل يوم يخلقون لنا قصة صغيرة، في كل يوم يفتحون لنا ملفاً صغيراً، وتتدحرج الملفات وتفتح وتغلق بانتظار ملف جديد ونحن مشغولون بأن نوحل عقولنا بهذه الأوحال الصغيرة. ممنوع أن نكون كبار، ممنوع أن يكبر فكرنا، ممنوع أن تكبر قضايانا وأن نكون مستقبليين. حذاري أيها الفلسطينيون، علينا أن نتغير وأن نخرج من كل هذا الاحتلال الفكري الذي احتلوا به أفكارنا، وأن نخرج من هذا الاحتلال الروحي فيما شوهوا به أرواحنا، وأن نخرج من كل هذا الاحتلال الأخلاقي الذي حرفوا به أخلاقنا. ممنوع أن تكون طاقاتنا ذليلة تنتظر من يُحَرِّكها لِيُدخلها في متاهات من دون أن تصل إلى نتيجة، دون أن تحقق أي ابداع، ليكن الفكر والقلب والطاقة العزيزة، ولتكن الأمة والأرض والمستقبل عزيزة. هذا عالم يتغير والمستعمرون يعملون على تغييره على صورة مصالحهم.

نحن أمة تملك الكثير من الروح، الحضارة والإيمان والثقة بالله وبالنفس، وتملك الكثير من الطاقات الخامدة، علينا في هذه المرحلة وهم يريدون أن يطلقوا الزلزال السياسي والاقتصادي والأمني، أن نتصلب، لن يستطيع هذا السجان أن يفتح الأرض ليدفننا بداخلها، إنّه قد يحاول أن يَهُزَّ واقعاً هنا وواقعاً هناك ولكن الأمة التي تملك الصلابة تستطيع أن تُصلِّبَ الأرض حتى لا تهتز وأن تحصن الحاضر حتى لا يسقط وتصلب المستقبل حتى يأتي كبيراً. هي أمة لايُسقِطُها الزلزال.

ليس هناك من قوة خالدة وليس هناك من ضعفٍ خالد، الضعيف قد يُصبح قوياً والقويُ قد يصبح ضعيفاً، كم نحتاج إلى كلمةِ قوة قد تعيشُ حالةَ الضعف ولكنها تخطط ليكون المستقبل قوياً؟ وتلك الأيام نداولها بين الناس، فالتاريخ لا يثبت. اصنعوا لنا عالماً فلسطينياً جديداً، وفلسطين الجديدة تأخذ من كل نبضات قلوبنا وطاقاتنا، لأن فلسطين تختصر كل القرن الذي مضى، وتختصر كل آلام الأمة، وكل أحلام الأمة؟ لا حلم بدون فلسطين، تسقط كل الأحلام عندما تسقط فلسطين.. ليست معركة، وليست مفاوضات، وليست تفاصيل؟ فلسطين قصة؛ أن تكون الأمة أو لا تكون.

لننطلق لتوحيد الموقف والهدف، لنوحد صوت المعركة ضد هذا الاحتلال فلا حزبية ولا عصبية؟ هل تبقى شعارات أم أننا ننزعها من داخل القلب والعقل والحياة. ابدأوا بالعصبية أولاً لتكسبوا المستقبل والحضارة والحرية والحياة... واعلموا أنه ليس ممنوعاً أبداً أن نكون كبار..

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت