الصفدي: الأردن مستمر بالعمل مع جميع الشركاء لضمان توفير الدعم المالي لوكالة أونروا

ايمن الصفدي

قال وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، إن الأردن مستمر بالعمل مع جميع الشركاء لضمان توفير الدعم المالي الكافي متعدد السنوات لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا).

وأضاف الصفدي خلال مؤتمر صحفي مع المفوض العام للوكالة فيليب لازاريني"أونروا "ستبقى مستمرة دائما وأعمالها ضرورية، لكن هناك غيابا للدعم لتقديم عملها ودورها ومهمتها".

"اجتماع اليوم بمثابة رسالة للوكالة والشعب الفلسطيني أننا لن نتخلى عنهم والمجتمع الدولي مستمر في تقديم الدعم لهم"، بحسب الصفدي.

وأضاف أن "دعم أونروا حق للاجئين الفلسطيين العيش بكرامة. والأردن مستمر للعمل من أجل ذلك، ولن تتراجع عن دعم الاستمرار بعملها".

"مؤتمر اليوم كان رسالة مهمة أن المجتمع الدولي يعمل من أجل إسناد الوكالة حتى تستطيع الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين، وحق اللاجئين في الحياة الكريمة وحقهم في الدراسة والتعليم والخدمات الصحية هي حقوق غير قابلة للتصرف، وبالتالي لا بد من الاستمرار في تقديم الدعم الكامل للوكالة حتى تستطيع الاستمرار في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين الفلسطيينيين"، بحسب الصفدي.

وتابع : "في المملكة الأردنية الهاشمية سنستمر في العمل مع شركائنا والأصدقاء لضمان توفير الدعم اللازم للوكالة التي تعاني من عجز مالي متكرر، واليوم كان فرصة لنقدم جهدا لضمان دعم متعدد السنوات للوكالة للتأكيد على أن المجتمع الدولي لن يتخلى عن اللاجئين وعن حقهم في الحياة الكريمة وأن قضية اللاجئين حية وأونروا يجب أن تستمر في عملها إلى حين حل قضية اللاجئين وفق قرارات الشرعية الدولية قرار 194 الذي يضمن حقهم في العودة والتعويض وفي إطار حل شامل للقضية الفلسطينية على أساس حل الدولتين الذي ينهي الاحتلال ويجسد الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس المحتلة على خطوط الرابع من حزيران/يونيو عام 1967".

وأكد الصفدي أن "حضور وزراء خارجية وممثلي نحو 60 دولة ومنظمة دولية مؤشر هام على أن هناك استجابة للدعوة للاستمرار في دعم الوكالة، حيث جرى التأكيد على التزامات مالية سابقة، وجرى الإعلان عن التزامات مالية جديدة".

"بشكل عام مجرد انعقاد المؤتمر هو رسالة أكيدة على أن هنالك إدراكا دوليا لأهمية أونروا والدور الدولي الذي تقوم به وضرورة الاستمرار في دعمها حتى تستطيع أن تستمر في تقديم خدماتها الحيوية للاجئين"، بحسب الوزير الصفدي.

وقال الصفدي: "نحن نتحدث مع جميع الشركاء والأشقاء حول ضرورة الاستمرار في تقديم الدعم اللازم للوكالة ، ونحن نقول علينا أن نتذكر أنه إذا لم تقم الوكالة بدورها وإذا توقفت عن تقديم خدماتها الحيوية للاجئين سنكون في مواجهة كارثة ، حيث أكثر 560 ألف طالب يذهبون إلى مدارس اونروا ، وأكثر من 260 ألف طالب يذهبون مدارس أونروا في غزة وحدها ، ونتذكر جميعا الدور الرئيس التي قامت به الوكالة أبان الحرب الاسرائيلية على غزة العام الحالي ، وبالتالي نحن نامل من جميع شركائنا وجميع الدول أن توفي بإلتزامتها وأن تقدم التزامات جديدة لانه لا بديل عن الاونروا ، وفي هذه الظروف التي يغيب فيها الافق السياسي والذي تتفاقم فيه التحديات الاقتصادية للشعب الفلسطيني وللاجئين الفلسطينيين ولا بد أن يتحمل المجتمع الدولي مسؤولياته ويجب أن نعمل معا لتوفير الحياة الكريمة للاجئين الفلسطينيين وهذا يكون عبر دعم الوكالة ودعم دورها والوفاء بالالتزامات".

لازاريني قال خلال المؤتمر: "اليوم قدمت رؤية طموحة من أونروا للشركاء والمانحين، ورؤيتنا بسيطة هي تقديم الخدمات في الوقت المناسب، ونود أن نضمن أن الأطفال اللاجئين الفلسطينيين أن لا يفقدوا حقهم في الخدمات، وأن نسير معهم في رحلتهم وتقدم المهام المناسبة والمهارات المناسبة لهم، ويجب أن نضمن أن لا تترك أونروا أي من اللاجئين الفلسطيين خلفها".

وأوضح لازاريني أنه "هذه الخدمات الحيوية لا يمكن أن تكون غير مضمونة وغير واضحة أو مشكوك بها، لكن اليوم طالبت الدول الأعضاء لتقديم والتزامهم السياسي لأونروا".

وأضاف "طالبت المشاركين بحماية أونروا من أي هجمات عليها من أجل توفير الخدمات لحقوق اللاجئين الفلسطينيين وأن لا يضعفوا الوكالة, حيث سيساعدنا على تجاوز العجز البالغ نحو 100 مليون دولار".

"بعض المانحين أعلنوا عن بعض التمويل بعدة مستويات في السنوات المقبلة، لأن الهدف من المؤتمر ضمان التوقعات من أجل التمويل"، بحسب لازاريني، مضيفا: "ما زلنا بحاجة إلى توفير كل الخدمات لشهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر، لكن أونروا واللاجئين الفلسطينيين كانوا بحاجة خاصة بعد جائحة كورونا في ظل غياب أي افق سياسي".

ودعا المفوض الأممي إلى دفع جميع الرواتب للموظفين، قائلا: "هذا الوضع ليس عادلا ولا يمكن أن نستمر به".

"عملياتنا تتطلب على الأقل 800 مليون دولار سنويا، ومن غير الممكن أن نعمل بأقل من هذا، ولهذا السبب دعينا الدول الأعضاء والأصدقاء للوقوف مع اللاجئيين الفلسطيينيين ومع الوكالة التي تقدم لهم الخدمات لحياتهم"، بحسب لازاريني.

وأضاف أن "أي إضعاف لأونروا، سيدفعنا إلى مرحلة غير صحيحة، وهذا سيخلق فراغا في المكان وله تبعات من غير السهل توقعها، وطلبنا من المجتمع الدولي تحمل مسؤلياته للحفاظ على حقوق اللاجئيين الفلسطينيين، والواقع أن الاستثمار في أونروا هو الاستثمار في حقوق ورفاه اللاجئيين الفلسطينيين وفي الاستقرار الإقليمي".

وترأس الصفدي ونظيرته السويدية آن ليندي، الثلاثاء، أعمال المؤتمر الوزاري الدولي لدعم "أونروا"، الذي ينعقد في بروكسل، لحشد "الدعم السياسي والمالي المستدام للوكالة"، بمشاركة واسعة من ممثلي الدول والمنظمات الإقليمية والدولية.

وبحسب وزارة الخارجية الأردنية فقد "بذل الأردن جهودا دولية حثيثة منذ العام 2018 لسد فجوة العجز المالي في ميزانية أونروا"، وقالت إن "الأردن تمكن وبالشراكة مع السويد، ومن خلال حشد الدعم الدولي، من تقليص العجز في السنوات السابقة من 446 مليون دولار إلى 100مليون دولار وحتى يومنا هذا".

وبلغ حجم التعهدات في مؤتمر روما 122 مليون دولار، كما وصل حجم التعهدات في العام 2020 إلى 130مليون دولار وفق ما أكدت الوزارة.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - بروكسل