ندد مجلس الإفتاء الأعلى في فلسطين، باتفاق "جماعات الهيكل"، ووزير الأديان في حكومة الاحتلال الإسرائيلي، على اقتحام المسجد الأقصى المبارك من أبوابه جميعها، وذلك طيلة أيام شهر رمضان المبارك، في خطوة استباقية استفزازية لاحتفالات عيد الفصح اليهودي، الذي يصادف الأسبوع الثالث من شهر رمضان.
ووصف المجلس، في بيان صحفي، يوم الخميس، هذا الاتفاق بخطوة غير مسبوقة في طريق تهويد المسجد الأقصى المبارك، مديناً محاولات تسجيل المسجد الأقصى المبارك ضمن قانون الأماكن المقدسة الإسرائيلي، ليكون معلماً دينياً يهودياً، والتوصية لوزارة التربية والتعليم الإسرائيلية بإدراج المسجد الأقصى المبارك كجزء من الجولات الإجبارية في مدارس الكيان الاحتلالي، ودمج وحدة دراسية إجبارية عنه في دروس التاريخ داخل المدارس، للتشجيع على زيادة الزيارات الطلابية له، وإطلاق أسماء قتلى يهود على منطقة حيوية إسلامية في البلدة القديمة، في خطوة تهويدية جديدة تهدف إلى تغيير الوضع القائم في مدينة القدس والمسجد الأقصى المبارك.
وفي سياق ذي صلة، ندد المجلس باقتحام أعداد كبيرة من المتطرفين للمسجد، وإقامتهم الطقوس الدينية اليهودية داخله، في خطوات استفزازية لمشاعر المسلمين في العالم أجمع، ومحاولات سلطات الاحتلال تهجير المقدسيين من ممتلكاتهم التي توارثوها عن أجدادهم، وذلك عبر هدم منازلهم، والاستيلاء على أراضيهم.
وشدد على أنّ القدس عربية فلسطينية، ودرتها المسجد الأقصى المبارك بكامله هو للمسلمين وحدهم، ولا يحق لأحد التدخل في شؤونه سواهم، مطالباً سلطات الاحتلال بالكف عن المس بحرمته، ومحاولة تغيير الوضع القائم القانوني والتاريخي، داعياً أبناء شعبنا إلى شد الرحال إلى المسجد الأقصى، وتصعيد الفعاليات الرافضة لتغيير ملامح المدينة المقدسة والمسجد الأقصى المبارك.
وفيما يخص الأسرى؛ أدان المجلس الإجراءات والاعتداءات التي يتعرضون لها من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي، محملاً إياها المسؤولية الكاملة عن حياة الأسرى، وبخاصة المضربين عن الطعام منهم في سجونها، داعياً إلى ضرورة تلبية حقوقهم الإنسانية، موكداً على وقوفه الدائم إلى جانبهم من أجل إيصال رسائلهم ومساندة حقهم في الحرية والعدالة والكرامة.
واقتحم عشرات المستوطنين، يوم الخميس، باحات المسجد الأقصى المبارك، بحراسة عسكرية مشددة من قوات الاحتلال.
وأفادت مصادر مقدسية، أن 154 مستوطنا اقتحموا باحات الأقصى عبر مجموعات كبيرة وبمشاركة طلاب معاهد توراتية، ونفذوا جولات استفزازية وأدوا طقوسًا تلمودية.
ويتعمد المستوطنون المقتحمون أداء طقوسهم التلمودية في منتصف السور الشرقي، وذلك في بقعة مقابلة لقبة الصخرة مباشرة.
انطلقت دعوات لمجموعات استيطانية لمضاعفة أعداد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى المبارك بعد خمسة أيام، بمناسبة ما يسمى عيد الأنوار "الحانوكاة".
وبالتزامن مع دعوات تكثيف الاقتحام للأقصى، انطلقت دعوات فلسطينية للتصدي لاقتحامات المستوطنين ونصرة المسجد الأقصى والمسرى.
وتشهد مدينة القدس عموما ومحيط البلدة القديمة والمسجد الأقصى على وجه الخصوص، إجراءات أمنية مشددة وتضييقات بحق السكان الفلسطينيين والزوار.
وتستهدف سلطات الاحتلال المقدسات الإسلامية بهدف تغيير الواقع في القدس، والتي كان آخرها توصية قدمها الكنيست الإسرائيلي لإدراج الأقصى ضمن برنامج الرحلات المدرسية الإسرائيلية.
كما يمارس التضييق على المقدسيين من خلال هدم البيوت والاعتقالات والإبعاد والغرامات، لإبعادهم عن المسجد الأقصى، وتركه لقمة سائغة أمام الأطماع الاستيطانية.