فنان فلسطيني من غزة يحول مشاعره من القضايا الخلافية إلى أعمال فنية

 يقضي الفنان التشكيلي الفلسطيني محمد أبو حشيش من مدينة رفح جنوب قطاع غزة ساعات طويلة يوميا في ورشته الصغيرة لابتكار نماذج فنية تصور الواقع في مجتمعه.

ويحاول أبو حشيش (33 عاما)، ترجمة مشاعره بشأن أكثر القضايا إثارة للجدل في المجتمع الفلسطيني خاصة في القطاع الذي تديره حركة المقاومة الإسلامية (حماس) منذ 14 عاما، إلى أعمال فنية في محاولة لنشر الوعي بين السكان.

ويقول الرجل والد 3 أطفال لوكالة أنباء (شينخوا)، إن أكثر الأشياء التي أثرت على نفسي جرائم القتل التي تصاعدت في الأعوام الماضية، ودائما أفكر في الأسباب التي يمكن أن تكون ورائها.

ومن الأحداث التي مازالت حاضرة في ذهن أبو حشيش مقتل أبوين على يد ابنهما، بينما يشير أبو حشيش إلى أن مثل هذه الجرائم لن تتكرر لأن المجتمع الفلسطيني سيعارضها، لكن الواقع أثبت عكس ذلك.

وفي العام 2019، تعرضت شابة فلسطينية من مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية تدعى إسراء الغريب (21 عاما)، للضرب والقتل على أيدي ثلاثة أفراد من عائلتها لنشرها صورة خطيبها على موقع التواصل الاجتماعي (فيسبوك) قبل يوم واحد من حفل زفافها.

وأثارت الجريمة في حينه موجة غضب بين الفلسطينيين خاصة النساء اللواتي خرجن في تظاهرات حاشدة شملت عدة مدن في الضفة الغربية لمطالبة السلطة الحكومية بحماية النساء من العنف.

إلا أنه لم يتم عمل الكثير مما دفع أبو حشيش إلى الخروج ببعض الدراسات العلمية المتعلقة بجرائم القتل وأسباب حدوثها، بناء على علمي النفس البشري والاجتماع.

ويقول إن قضية "التفكك الأسري من أخطر الظواهر التي تهدد الجوهر الأساسي" للمجتمع الفلسطيني، مشيرا إلى وجود العديد من القيود المجتمعية والنفسية التي تدفع الجناة إلى ارتكاب جرائمهم.

ودفعت استنتاجات أبو حشيش إلى تحويل مشاعره ومعتقداته إلى أعمال فنية يعرضها للزوار في معارض محلية وعربية حيث أنتج رسومات منحوتة ومركبة مصنوعة من الكرتون والفلين وغيرها من المواد.

ولإيصال رسالته أطلق على معرض أقامه في مدينة غزة بأكتوبر الماضي وفي حينه أثارت الأعمال الفنية تساؤلات بشأن استخدامه القفل في إشارة إلى "جرائم قتل هزت المجتمعات العربية بشكل عام وليس الفلسطينيين فقط".

ومن بين أشهر الأعمال الفنية المعروضة نموذج من قفلين متداخلين مع بعضهما البعض وعرضت إحداها عنواناً رئيساً لإحدى الصحف جاء فيه أن "امرأة قتلت على يد زوجها" والآخر يحمل عنوانًا يقول "الشاب يقتل والده".

ويقول أبو حشيش إن الأعمال الفنية تحمل "تفسيرات مشفرة، ولا يمكن لأحد أن يقدم تفسيرا دقيقا لمعنى الأقفال باستثناء الفنانين والأشخاص ذوي الإحساس الدقيق".

ويتابع "دائمًا ما يتم إغلاق الأقفال في مصطلحاتهم باعتبارها كتلة قوية لها رمزية في حياتنا الجهل والتعصب، أما فيما يتعلق بالقفلين يظهر عقدة يجب فتحها، وهذا يتطلب من الفلسطينيين التفكير في كيفية حل هذه العقدة التي لدينا مفتاحها".

وسبق أن فاز أبو حشيش في العام 2013، بجائزة مهرجان غزة الأول للفنون التشكيلية في مجال النحت، كما شارك في معارض عربية بالأردن والإمارات.

وحسب تقرير صادر عن الجهاز المركزي للإحصاء الفلسطيني، فقد سجلت الأراضي الفلسطينية منذ مطلع العام الجاري نحو 45 حالة قتل وهو ما يشكل زيادة ملحوظة مقارنة بالعام الماضي، حيث تم تسجيل 24 حالة.

ودعا أبو حشيش إلى ضرورة تحمل كل شخص مسئولياته "الأخلاقية تجاه نفسه وأسرته ومجتمعه سواء فنانين أو أساتذة أو طلاب باعتبار أن أفراد المجتمع ليسوا أرقاما وإنما أناس يعيشون في هذا الكون ويحتاجون للعيش بأمان".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة (شينخوا)