- بقلم أحمد عاشور
في السابع والعشرين من تشرين ثاني/نوفمبر عام 2017 رحل عنا مناضل مبدئي عنيد عند المطالبة بحقوق شعبه متواضع وطيب عند تعامله مع أبناء شعبه، رحل عنا محمد إسماعيل الغرباوي الذي ما زال رفاقه في حزب الشعب يرددون مآثره في النضال وإقدامه في الكفاح ويتذكرون شخصيته المحبوبة من الجميع، ورأيه السديد
ولد محمد إسماعيل خضر الغرباوي في مخيم الشاطئ للاجئين عام 1966م، وهو ينحدر من عائلة لاجئة من قرية الكوفخة/ قضاء غزة هاجرت قريتهم تحت تهديد السلاح من قبل العصابات الصهيونية وذلك على أثر النكبة التي حلت بالشعب الفلسطيني عام 1948م
أنهى محمد الغرباوي دراسته الأساسية والاعدادية في مدارس وكالة الغوث ومن ثم حصل على الثانوية العامة، وكان يرغب بالسفر إلى الخارج لإكمال دراسته الجامعية، إلاَّ أن سلطات الاحتلال الإسرائيلي منعته من السفر.
انتمى محمد الغرباوي إلى حزب الشيوعي الفلسطيني (حزب الشعب) في العام 1983م عندما كان طالباً في الثانوية العامة، وكان ناشطاً في اتحاد الطلبة الثانويين ولجان العمل التطوعي.
كان أبو جهاد من أوائل الذين خرجوا في المظاهرات عند اندلاع الانتفاضة الحجارة المباركة عام 1987م فكان على رأس أحد المظاهرات التي خرجت من مخيم الشاطئ باتجاه مستشفى الشفاء والمجلس التشريعي، حيث كانت قوات الاحتلال تترصد المتظاهرين فكان محمد الغرباوي من أوائل الذين استخدمت ضدهم سياسة تكسير العظام التي ابتدعها في حينه وزير دفاع دولة الاحتلال رابين فانهالت عليه ضربات جنود الاحتلال وتم اعتقاله ولم يتم نقله للمستشفى إلاَّ بعد أن اعتقدت قوات الاحتلال أنه فارق الحياة، دخل أبو جهاد في غيبوبة نتيجة الإصابة والاعتقال وبقي في مستشفى الشفاء لمدة تفوق الأسبوع.
أستمر في قيادته المظاهرات بعد شفاءه، حيث كان يقود اللجان الشعبية في منطقة الشاطئ والشيخ رضوان.
شارك الرفيق/ محمد الغرباوي (أبو جهاد) في كافة مهمات العمل الوطني الفلسطيني ووصل إلى موقع متقدم في قيادة حزب الشعب الفلسطيني
بعد سنوات النضال الطويلة التي تخللها فترات اعتقال أثرت على صحته بدأ أبو جهاد يعاني من اعتلال في عضلة القلب كان يتطلب علاجا عاجلا لكن الحصار الصهيوني ورفض دولة الاحتلال الموافقة على توجهه للعلاج في الضفة الغربية فاقم حالته المرضية مما اضطره للتوجه لجمهورية مصر العربية لتلقي العلاج لكن المرض لم يمهله فانتقل الى الرفيق الأعلى قبل بدء العلاج على إثر نوبة قلبية حادة
في ذكرى رحيلك عنا يا أبا جهاد نستطيع القول نم قرير العين يا رفيقنا فرفاقك ما زالوا يرفعون الراية التي حملتها ويسيرون على خطاك أنت ورفاقك الرحلين من أجل تحقيق الأهداف التي ناضلتم لأجلها لإنجاز مهمة التحرر الوطني وإقامة مجتمع العدالة الاجتماعية.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت