قمع وقفة احتجاجية في الخليل

الحرم لابراهيمي
  •  الجبهة الشعبيّة تحذّر من زيارة هرتسوغ إلى الحرم الإبراهيمي الشريف
  • الجامعة العربية تدين اقتحام الرئيس الإسرائيلي للحرم الإبراهيمي وتعتبره استهتارا بمشاعر المسلمين
  • الخارجية: اقتحام الحرم الإبراهيمي واللبن الشرقية احتضان رسمي لإرهاب المستوطنين


قمعت قوات جيش الاحتلال الاسرائيلي، يوم الأحد، المشاركين في الوقفة التي نظمت، احتجاجا ورفضا للاقتحام المرتقب مساء اليوم للرئيس الإسائيلي اسحق هرتسوغ، وعشرات المستوطنين للحرم الإبراهيمي، بحجة اضاءة شمعدان عيد "الأنوار" اليهودي.

واعتدت قوات الاحتلال بالضرب على عدد من المواطنين، واعتقلت المواطن رائد مرشد مسودة واستدعت 5 آخرين لمقابلة مخابراتها، أثناء مشاركتهم في الوقفة الاحتجاجية التي دعت اليها وزارة الأوقاف، بالتعاون مع لجنة اعمار الخليل، وتنظيم حركة "فتح"، على أبواب الحرم الابراهيمي، بسبب هذا الاقتحام.

ورفع المشاركون العلم الفلسطيني ورددوا الشعارات الرافضة لهذا الاقتحام، وللمخططات الاسرائيلية الهادفة للسيطرة عليه وتهويده.

وقال عضو اقليم حركة فتح/ وسط الخليل مهند الجعبري : ان قوات الاحتلال استدعته هو واربعة نشطاء من "حماة الحرم" لمقابلة مخابراتها في مستوطنة "عتصيون" شمال الخليل، في محاولة منها لإفشال أي محاولات فلسطينية للتصدي لهذا الاقتحام.

وأضاف الجعبري "أن هذا الاقتحام يمثل استفزازا واضحا لمشاعر المسلمين، ويؤكد ان دولة الاحتلال بكل مستوياتها تستند على مشروع استيطاني تسعى الى تحقيقه، ولو كان ذلك عبر خلق صراع ديني".

يذكر أن قوات الاحتلال شددت من اجراءاتها الأمنية في البلدة القديمة من الخليل، ونشرت عددا كبيرا من الحواجز، وأخضعت المواطنين للتفتيش الجسدي لإعاقتهم، ومنعتهم من التوجه للحرم.

هذا وحذّرت الجبهة الشعبيّة لتحرير فلسطين من تداعيات الزيارة المزمعة اليوم للرئيس الاسرائيلي إسحق هرتسوغ، إلى الحرم الإبراهيمي الشريف في الخليل، داعيةً إلى "مقاومتها بمختلف الأشكال وبكل قوّة لإفشال أهدافها العنصرية في استكمال تهويد الحرم الشريف."

وشددت الجبهة في بيان لها ، يوم الأحد، على أنّ "هذه الخطوة تأتي في سياق دعمه وتعزيزه لمكانة مشروع الاستيطان والضم الزاحف في الضفة المحتلة واستمرار مشروع التهويد والأسرلة للجغرافيا والمقدسات الفلسطينية بمدينتي الخليل والقدس على وجه الخصوص وتغطية ذلك من أعلى رأس في دولة الاحتلال."

وأكّدت الجبهة على أنّ "هذه الخطوة بأبعادها وتداعياتها الخطيرة لن تزيد شعبنا إلاً إصرارًا على استمرار مقاومة الاحتلال حتى رحيله عن أرضنا كاملة وتحقيق حريته واستقلاله وعودة لاجئيه."

وأدانت الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، الاقتحام المرتقب للرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ للحرم الإبراهيمي الشريف في مدينة الخليل، التي "تأتي في ظل استمرار وإمعان سلطات الاحتلال في تهويد المقدسات الإسلامية والمسيحية، ما يشكل استهتارا واستفزازا لمشاعر المسلمين.

وقالت "الأمانة العامة"، في بيان صحفي، "إن هذا الاقتحام يأتي في إطار ما يتعرض له الحرم الإبراهيمي من تهويد بعد تقسيمه الزماني والمكاني، عقب المذبحة التي ارتكبها أحد المتطرفين عام 1994، وراح ضحيتها 29 مصليا."

وأكدت "أن ما تتعرض له مدينة الخليل خاصة الحرم الإبراهيمي، وآخره الاقتحام المزمع لرأس السلطة الرسمية الإسرائيلية، يؤكد إمعان سلطات الاحتلال في العدوانية والعنصرية، ومواصلة ارهابها الرسمي والمنظم ضد الشعب الفلسطيني وحقوقه ومقدساته، في ذات المنهج الذي تمارسه في تهويد القدس، واستهداف المسجد الأقصى المبارك، وسائر أرض دولة فلسطين المحتلة".

وشددت على ضرورة ان يعبر العالم عبر مؤسساته المعنية وفي المقام الأول الأمم المتحدة عن موقفه الرافض لهذا الاستهداف للمقدسات الإسلامية والمسيحية، بما في ذلك هذا الاقتحام، وتحمل مسؤولياته لاتخاذ التدابير اللازمة للتصدي لهذا العدوان، والاستهداف الإسرائيلي المتواصل بتوفير الحماية اللازمة لأبناء الشعب الفلسطيني ومقدساته بما فيها القدس والخليل.

واستذكرت في بيانها بعثة الخليل الدولية، التي أنهت سلطات الاحتلال عملها قسراً في كانون الثاني/يناير 2019، على طريق انهاء الاحتلال، وتمكين الشعب الفلسطيني من ممارسة حقوق غير القابلة للتصرف التي أكدتها المواثيق والقوانين الدولية، قرارات الشرعية الدولية.

 قالت وزارة الخارجية والمغتربين الفلسطينية، إن دولة الاحتلال الإسرائيلي تواصل تنفيذ مخططاتها في أرض دولة فلسطين، في توزيع مفضوح للأدوار وبهدف واحد هو نهب المزيد من الأرض المحتلة وتخصيصها للاستيطان، بدءا من رأس الهرم السياسي في اسرائيل ممثلا بالحكومة ووزرائها ومؤسساتها الرسمية، وهذه المرة بمشاركة رئيس دولة الاحتلال اسحق هرتسوغ، مرورا بجيش الاحتلال وأجهزته العسكرية والأمنية المختلفة، وصولا لمنظمات المستوطنين الارهابية المسلحة المنتشرة على هضاب وجبال الضفة الغربية المحتلة في قواعد ارهاب اسرائيلي رسمي مُنظم.

وأدانت وزارة الخارجية في بيان، اليوم ، الاقتحام الذي ينوي رئيس دولة الاحتلال القيام به هذا اليوم للحرم الابراهيمي الشريف بحجة اضاءة شمعدان عيد الأنوار اليهودي، في سابقة خطيرة تؤكد حجم مشاركة الأطراف الرسمية الاسرائيلية وطورتها في عمليات أسرلة وتهويد الحرم الابراهيمي بأكمله، بعد أن تم تقسيمه مكانيا من قبل دولة الاحتلال، حيث قامت سلطات الاحتلال برفع العلم الاسرائيلي على سطح الحرم هذا اليوم، إلى جانب نصب الشمعدان عليه في محاولة لتكريس تهويده، على طريق مخطط سياسي اسرائيلي استعماري يستغل الاعياد لتحقيق المزيد من المطامع والمشاريع الاستيطانية التوسعية في الأرض الفلسطينية المحتلة، واستكمال عمليات تهويد قلب مدينة الخليل.

كما أدانت الخارجية اقدام المستوطنين المتطرفين أمس على أداء صلوات تلمودية في باب الأسباط في القدس المحتلة، وتصعيد اقتحاماتهم للمسجد الأقصى المبارك، والتي ستتعمق اثناء ايام العيد بناءً على دعوات تحريضية أطلقتها ما تسمى بـ(منظمات المعبد) لاستباحة ساحات الحرم القدسي تحت شعار "حانوكا على جبل الهيكل"، إضافة إلى دعوات أطلقتها الجمعيات والمنظمات الاستيطانية المتطرفة لحشد أوسع مشاركة في اقتحام عديد المواقع الأثرية والدينية والتاريخية التي تقع في قلب البلدات والمدن الفلسطينية.

وشددت على أن الاعتداء الوحشي الذي ارتكبته قوات الاحتلال وعصابات المستوطنين المسلحة صباح اليوم على قرية اللبن الشرقية جنوب نابلس واغلاقها مدخل القرية ومنع طلبة المدارس من الوصول الى مقاعد الدراسة، يعكس حجم مشاركة جيش الاحتلال بشكل علني وواضح في ارتكاب الجرائم ووثقته أيضا كاميرا عدسات عديد الصحفيين وكاميراتهم في هذا العدوان مع ميليشيات وعناصر الارهاب اليهودي، التي ادت رقصات تلمودية استفزازية في ذات المكان بحراسة جيش الاحتلال، إضافة إلى اعتداء قوات الاحتلال الهمجي على المواطنين والطلبة والصحفيين واطلاق قنابل الغاز عليهم.

وحملت الوزارة دولة الاحتلال المسؤولية الكاملة والمباشرة عن هذه الاعتداءات والاقتحامات الاستفزازية ونتائجها الخطيرة على الامن والاستقرار في ساحة الصراع والمنطقة برمتها، وتعتبرها احتضانا اسرائيليا للاستيطان وارهابه المنظم وتصعيدا خطيرا في الأوضاع، واستخفافا اسرائيليا رسميا بالمواقف والجهود الدولية الرافضة للخطوات أحادية الجانب، كما أن هذه الاعتداءات تكذّب صحة ما تروج له الدعاية الاسرائيلية من أن المستوى السياسي في اسرائيل بصدد اتخاد قرارات لملاحقة عناصر الارهاب اليهودي التي ترتكب الاعتداءات ضد المواطنين الفلسطينيين.

ورأت أن تصعيد جيش الاحتلال والمستوطنين اعتداءاتهم ضد المواطنين في مختلف الأماكن، يكشف حجم التراخي الدولي والتقاعس في الضغط على الحكومة الاسرائيلية للجم ووقف استيطانها وقمعها وتنكيلها بالمواطنين وأرضهم ومقدساتهم ومنازلهم وممتلكاتهم، وهو ما يفقد المواقف الدولية وهيئات الأمم المتحدة مصداقيتها بالتدريج، ويؤدي إلى تآكل حاد في ثقة الشعب الفلسطيني بالمواقف الدولية والمؤسسات الأممية.

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - الخليل - القاهرة - غزة