عرافون أم مخابرات .. والدليل كلها سياسة

بقلم: طلال الشريف

طلال الشريف
  • د. طلال الشريف

عجيب هذا عصر ..
 إنه عصر تحويل الإنتباه والتضليل والكذب المكشوف.
لا يكتفي هؤلاء  اليوتيوبرز والفضائيات والمواقع الإلكترونية  بقلة عقلهم بل أيضاً بقلة إحترام الجمهور وعقول الناس، الذين للأسف يعرفون بأن كل هؤلاء العرافين أو المنجمين كاذبون والمؤسف أكثر أن غالبية كبيرة من السياسيين  والمسؤولين تهتم بتناقل هذا الكذب الموجه الذي يدعون، ويريدون توصيله  كرسائل تضليلية واحداث اللغط والارتباك لمن يستهدفون من دول وشخصيات بهذا التكثيف المقصود للنشر  من مجموعات هي سياسبة بامتياز.

خذ مثال لتعرف حقيقة هؤلاء العرافين المتخابرين الذي اقتصر حديثهم على اليوتيوب على التوقعات السياسية فقط وفقط وكأن العرافين لا يلفتون الأنظار والأسماع إلا عن  السياسة والسياسبين.

زمان كان العرافون ولا أدري لماذا يسمونهم عرافين أي صيغة المبالغة أو إسم الفاعل الجميل الوقع على النفس وهم بالتأكيد لا يعرفون بل يتلقون برامج عمل من كل أجهزة المخابرات التي يعمل لديها هؤلاء، وتوقعاتي أن جهاز مخابراتي دولي كبير يصنع لهم رسالة واحدة وأهدافها واحدة ويقوم العراف ببثها بطريقته لجمهور متابعيه، وبالمناسبة  يبدو أن  لكل منطقة أو قارة في العالم لها رسالتها التشغيلية لعقل مواطنيها ووضعهم تحت التهديد ..

فيديوهات العرافين على الشبكة العنكبوتية والتي لفتت إنتباهي لعددها الكبير في الشهور القليلة الماضية وكل نهاية عام حملت غالبية توقعات أصحابها نقطة متكررة هي "موت زعيم دولة عربية" واحترت كما يحتار بالتأكيد المتابعين في معرفة من هو هذا الرئيس أو الملك، وتابعت اكثر من عراف أو عرافة يقال عنهم مشهورين في بلاد عربية واقليمية متفرقة ولا أدري هم ينقلون من بعضهم أم يضحكون على الجمهور خاصة وأن كثير من الفضائيات تتلقف مثل تلك المهنة أي العراف مع تدني ثقافة أصحاب القناة أو واضعي برامجها أو الممولين في عصر تغلب عليه إشاعة الاعلام التضليلي المكثف.

ولا أدري لماذا تكونت لديا عن هذا الزعيم الذي سيموت منذ أول شريط فيديو تابعته من نهاية العام الماضي وهو موسم العرافين المخابراتيين.

من استنتاجاتي أن العرافين جميعا يتحدثون عن السياسة وخاصة رؤساء أو ملوك الدول وقليلا عن بعض تغيرات أو كوارث المناخ وقليلا جدا أو نادرا ما يتحدثون عن شيء سار أو عن إنجاز به خير لشعب أو لدولة أو للبشر .

هم مصرون على احباط الناس وتخويفهم ، وهم على ما يبدو ينفذون حملات سياسية ضد أنظمة ورؤساء وملوك وشعوب مستهدفة بهدف إرباكها وهزيمتها أو تخريبها أو تأليب مواطنيها على بعضهم.

طبعا تزداد فعالية هذه الحملات في المجتمعات المتخلفة لضرب السلام النفسي والاجتماعي كخطوة من عدة خطوات أخرى على بلاد معية معرضة لفوضى أو حروب لهزيمتها مبكرا.

أعود للفكرة التي يطرحها كل العرافين وهذا الغريب والمستغرب في الأمر اجماعهم على موت زعيم شرق أوسطي وأتذكر أنه تكون لديا ارهاصا بأن هذا الملك هو الملك سلمان وأن مرجعية أو الداعمين والدافعين لهؤلاء العرافين وقنواتهم الفضائية هو بالتأكيد نتاج محور معادي للسعودية .. نعرف بمرور الوقت طبيعة عمل هؤلاء العرافين وهو بالتأكيد سياسي وهي طريقة أخرى من الاعلام الموجه فهل سيموت الملك سلمان؟ وماذا لو لم يمت يا كذابين؟ ومن هو الذي يعرف متى يموت فلان؟ .. ولأن هؤلاء العرافين يعملون لأجندة سياسية مدفوعة فلن أستمع بعد ذلك لأي برامج أو فيديوهات من هذا الاعلام المختل عقليا والخطير على الناس وكذلك فيديوهات وبرامج الأبراج الأكثر كذبا .. واحترموا عقول الناس .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت