- تحدث عن ضبط مجموعة من 60 عنصراً .. "حماس" تخطط لعمليات تزرع الفوضى في الضفة
- قيادة المقاومة في غزة تتابع ما يجري في القدس وستكون لها قرارات حاسمة
كشفت تسريبات من جهات استخبارية إسرائيلية، عن اعتقال خلية كبيرة من 60 عنصراً أدلوا باعترافات يستفاد منها أن حركة "حماس" في قطاع غزة والخارج، وضعت مخططاً للقيام بعمليات تفجير كبيرة ونوعية ضد أهداف إسرائيلية، بغرض دفع الجيش الإسرائيلي إلى اجتياح الضفة الغربية من جهة، وإحداث فوضى عارمة من جهة ثانية، تؤدي إلى سقوط السلطة الفلسطينية.حسب ما ذكرت صحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية في تقرير كتبه "نظير مجلي".
ونقلت الصحيفة عن تقرير نُشرت أجزاء منه في صحيفة "يديعوت أحرونوت" وأجزاء أخرى في تقرير لـ"مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب" منسوبة للواء مئير عميت في تل أبيب، إن حماس، بموازاة إدارتها مفاوضات عبر الوسيط المصري للتهدئة مع إسرائيل والمصالحة مع السلطة الفلسطينية، تعمل في اتجاهين: الأول، إعداد قواتها لصدام حربي صاروخي مع إسرائيل تمثل في تعزيز وتطوير مخزونها الصاروخي وطائراتها المسيرة المتطورة، والثاني، الإعداد لعمليات تفجير.
وأضاف التقرير أن "حماس" تهدف من ذلك إلى تعزيز مكانتها في المنطقة كقوة أساسية لا تستطيع إسرائيل تجاهلها، بل تتفاوض معها حول فك الحصار عن القطاع وإيجاد آلية تفاهم جديدة في الضفة الغربية. وحسب "مركز تراث المخابرات" التابع لـ"مركز المعلومات حول الاستخبارات والإرهاب"، فإن الهجوم الذي نفذه الشيخ فادي أبو شخيدم، الناشط في "حماس"، في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) المنتهي، وتمثل بإطلاق النار بالقرب من الحرم القدسي، وتسبب في مقتل إسرائيلي وإصابة أربعة آخرين، هو نموذج للعمليات متوسطة الحجم. وقد سبقته عملية طعن نفذها فتى يبلغ من العمر 16 عاماً، من بلدة العيسوية في القدس الشرقية، في 17 نوفمبر 2021.
ومع أن "حماس" لم تعلن مسؤوليتها الرسمية عن الهجومين، فإنها قامت بنشر إعلانات تبنٍ لهما. ولتفادي تكرار مثل هذه العمليات، قررت أجهزة الأمن الإسرائيلية اعتقال نشطاء ميدانيين من "حماس"، تقول إنها تلقت معلومات عن مخططات وضعوها لشن هجمات جديدة. وبلغ عدد المعتقلين في غضون أسبوع واحد 60 عنصراً، وتبين من التحقيق معهم أنهم أقاموا بنية تحتية واسعة في عدد من المراكز في الضفة الغربية، لينطلقوا منها إلى تنفيذ عمليات مسلحة.
وقال المركز، الذي يقيم علاقات وطيدة مع أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية الرسمية، إن هذه الأحداث وما سبقها تشهد على اهتمام "حماس" الكبير بالتسلل إلى مناطق الضفة الغربية والقدس. ففي الآونة الأخيرة، وخصوصاً منذ عملية "حارس الأسوار" (الهجوم الأخير على قطاع غزة، قبل ستة شهور)، برز اهتمام "حماس" الخاص بالقدس ومحاولتها تقديم نفسها كمدافع عن القدس والمسجد الأقصى. وتنعكس جهود الحركة في عدد من الهجمات التي جرت في الأشهر الأخيرة، في القدس، بمشاركة ورعاية "حماس".
وأكد مركز الاستخبارات أن "محاولات حماس لتشجيع العمليات الإرهابية في يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وتقويض الوضع الأمني على الأرض (مع الحفاظ على الهدوء النسبي في قطاع غزة ومحاولة دفع التسوية إلى الأمام) كان الهدف منها إلحاق الضرر بإسرائيل من ناحية، وتعزيز مكانة حماس في النظام الفلسطيني، من خلال تحدي السلطة الفلسطينية وإلحاق ضرر بقدرتها على الحكم من ناحية أخرى".
وأضاف أن "جهود حماس لتنشيط منظمات إرهابية في يهودا والسامرة هي ظاهرة مستمرة. وقد تم إحباط معظمها في مرحلة مبكرة، من قبل إسرائيل، وأحياناً بمساعدة السلطة الفلسطينية، لكنهم نجحوا في مناسبات عدة في تنفيذ هجمات مميتة. كما تعمل حماس على المستوى الدعائي وتحرض عبر وسائل الإعلام المحلية والعربية. ويشرف على هذه العمليات عدد من الأسرى المحررين بموجب (صفقة شاليط) والذين تم ترحيلهم بعد إطلاق سراحهم إلى قطاع غزة أو إلى دول في المنطقة، بما في ذلك تركيا، وفي مقدمتهم صالح العاروري، نائب رئيس المكتب السياسي لحماس ورئيس قسم الضفة الغربية، الذي يعمل في الخارج وعدد من النشطاء، من بينهم زكريا نجيب، وهو من سكان القدس الشرقية".وفق الصحيفة
وجاء في التقرير أن المخابرات الإسرائيلية، خلال اعتقالها 60 عنصراً من مناطق مختلفة في الضفة الغربية، بما في ذلك رام الله والخليل وجنين، عثرت على أسلحة كثيرة وذخيرة ومتفجرات بحوزة المعتقلين (من بين أمور أخرى، تم ضبط كمية كافية من المتفجرات لتجميع 4 - 3 أحزمة ناسفة). كما تم الاستيلاء على أموال كثيرة. وفي أثناء استجواب المعتقلين، تم ذكر تركيا وقطر والأردن وماليزيا (إلى جانب قطاع غزة) كدول يتواجد فيها النشطاء المسلحون ويتم تجنيدهم واستهدافهم وتمويلهم وتدريبهم في الضفة الغربية.
إزاء ذلك، أكّد مصدر في المقاومة الفلسطينية، لصحيفة "الأخبار" اللبنانية أن "قيادة المقاومة في قطاع غزة تتابع ما يجري في مدينة القدس عن كثب وتتدارس هذه القضية، وستكون لها قرارات حاسمة في حال نفّذ الاحتلال مخطّطاته"، محذّراً الاحتلال من "ارتكاب حماقات في المدينة المقدسة لأن ذلك سيمثّل وصفة لتفجير الأوضاع".
من جهتها، دانت حركة "حماس" تسارع وتيرة الاستيطان في الضفة والقدس المحتلّتَين، وآخر وجوهها المصادقة على 8 مشاريع استيطانية في الضفة، وقبلها قرار بناء أضخم حيّ استيطاني على أرض قلنديا شمال القدس، معتبرة أن هذا الأمر يتطلّب من السلطة "الخروج من حالة الصمت والعجز التي تمرّ بها، ورفع اليد الغليظة عن أبناء شعبنا، وإطلاق العنان للجماهير الفلسطينيّة"، بما يكفل "استدامة الاشتباك مع الاحتلال الصهيوني، وتصعيد المقاومة لمواجهة جرائمه، ووقف مشاريعه الاستيطانية، وإبطال مخطّطاته".
ويأتي هذا الموقف في وقت تستعدّ فيه مجموعات من المستوطنين لتنظيم "مسيرات أعلام" خلال الأيام المقبلة في المدن التي يسكنها فلسطينيّو الـ48، وخصوصاً اللدّ والرملة، الأمر الذي وصفته "حماس" بأنه "استفزاز لمشاعر أبناء الشعب الفلسطيني"، مُحمّلةً العدو المسؤولية عن تبعاته، وفق ما جاء على لسان الناطق باسم الحركة، عبد اللطيف القانوع.