الرئيس عباس ما زلنا متمسكين بخيار السلام

بقلم: علي ابوحبله

علي ابوحبله
  •  المحامي علي ابوحبله

 في اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس ، خيارنا واضح وغير قابل للتأويل.. ولا يعقل أن ننتظر من المحتل أن يستيقظ يوما ما ويختار السلام ، وأكد إنه بعد مرور 30 عاما على مؤتمر مدريد للسلام، نحن على قناعة أكثر من أي وقت مَضى، أن الرعاية الدولية ضرورة لتحقيق السلام. وفي الجلسة الخاصة التي عقدتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بهذه المناسبة، "هناك من يعتقد بأن الوقت لم يحن لإطلاق مبادرات سلام دولية طموحة أو لإحياء عملية السلام بسبب رفض أحد الأطراف، ما يغيب أفق التوصل إلى الحل ، وحذر الرئيس الدول التي تنشئ مكاتب تجارية أو دبلوماسية في القدس ومن عقد اتفاقيات مع المؤسسات التعليمية أو الشركات في المستوطنات أو شراء بضائع منها، لأن جميع هذه الأفعال مخالفة للقانون الدولي من ناحية، وتشجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي لارتكاب المزيد من الجرائم بحق الشعب الفلسطيني. وجه تحذيره لهذه الدول ، أنتم بذلك تزيدون من معاناة شعبنا لأنكم تعمقون وجود الاحتلال على أرضنا، ولا تساهمون في صنع السلام والأمن والاستقرار في المنطقة ، وحث الرئيس الدول التي تؤمن بحل الدولتين وتعترف بإسرائيل أن تقوم أيضاً بالاعتراف بدولة فلسطين.
 وأكد الرئيس أن هذه لحظة فارقة، إما أن تنتصر فيها الإرادة الدولية ومعها حل الدولتين، أو يترك حل الدولتين رهينة لإرادة المحتل، وهذا يعتبر تخلياً عن هذا الحل، وقال: لا يعقل أن ننتظر من المحتل الإسرائيلي الذي يدعم الاستيطان وعنف المستوطنين، ويصر على العدوان ضد شعبنا في القدس، في البلدة القديمة والشيخ الجراح وسلوان، ومن ينتهك المقدسات، ويحاصر شعبنا في قطاع غزة ويقتل وينكل بأسرانا ويحتجز جثامين أبنائنا ويدمر بيوتنا ويهجر أطفالنا، أن يستيقظ يوما ما ويختار السلام في غياب جهد دولي مكثف وجدي يشتمل على خطوات رادعة تضع حدا لهذه السياسات والجرائم. ليضع التصور الفلسطيني باننا متمسكون بحقوقنا وثوابتنا أكثر من أي وقت سبق، الخيار واضح وغير قابل للتأويل، كما عبر عنه الرئيس جيمي كارتر، إما السلم أو الابرتهايد. فلن يقبل العالم ابرتهايدا جديدا.
وشدد وقال أن شعبنا لن يقبل بالقهر والظلم، وسيواصل كفاحه المشروع ضد الاحتلال الاستعماري، ولن نتخلى عن ثقافة السلام الراسخة فينا وسنواصل نهجنا في المقاومة الشعبية السلمية ولن نقبل بمستقبل من الجدران والحصار والتمييز العنصري والقهر والكراهية والاستعمار. بعد مرور 30 عاما على مؤتمر مدريد للسلام يرى الرئيس محمود عباس بتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته وقال في مضمون رسالته باليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني ، " نحن على قناعة أكثر من أي وقت مَضى، أن الرعاية الدولية ضرورة لتحقيق السلام. هناك من يعتقد بأن الوقت لم يحن لإطلاق مبادرات سلام دولية طموحة أو لإحياء عملية السلام بسبب رفض أحد الأطراف ما يغيب أفق التوصل إلى الحل " . ليتسائل ، أين كان أفق الحل والسلام قبل مؤتمر مدريد؟ وما كان مدى بُعد واختلاف الأطراف آنذاك؟ وكم من الوقت كانت الإرادة الدولية لتنتظر حتى يجهز الأطراف للحوار؟
 نحن جاهزون للعمل مع المجتمع الدولي، بما في ذلك مع الرباعية الدولية ومجلس الأمن لإنقاذ حل الدولتين على حدود 1967 قبل فوات الأوان. وهنا نجدد التذكير بأننا نمد أيدينا إلى السلام العادل والشامل. وأعاد التأكيد على أهمية عقد مؤتمر دولي تحت رعاية الرباعية الدولية، كآلية استحدثها مجلس الأمن لهذه الغاية، وبمشاركة الأطراف المعنية كافة بهدف الانخراط في عملية سلمية حقيقية تحتكم للشرعية الدولية، وتهدف إلى إنهاء الاحتلال وحل قضايا الحل النهائي كافة، وتحديد رزمة من الضمانات لتنفيذ ما يتفق عليه ضمن فترة زمنية محددة، لتحقيق سلام عادل وشامل، يؤدي إلى إنهاء الاحتلال ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله في دولته على حدود الرابع من حزيران 1967 وعاصمتها القدس الشرقية. وأكد الالتزام في القانون الدولي واحترام الاتفاقيات الدوليه وقال " لن ندخر جهداً بالوفاء بالتزاماتنا بموجب القانون الدولي " ،
وسنواصل العمل على توحيد أرضنا وشعبنا والذهاب للانتخابات الرئاسية والتشريعية عند تمكننا من عقدها في القدس، وكذلك تشكيل حكومة وحدة وطنية، يؤمن جميع أطرافها بالشرعية الدولية، وبذل المزيد من الجهود على ترتيب بيتنا الفلسطيني، وتحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وترسيخ سيادة القانون وحقوق الإنسان والقيم الديمقراطية وحرية التعبير وتمكين المرأة والشباب، والنهوض بالاقتصاد الوطني، وكل ذلك بالشراكة مع مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، كما سنستمر في الوفاء في التزاماتنا بموجب القانون الدولي الرئيس محمود عباس يحمل المجتمع الدولي مسؤولية تحريك عملية السلام وإن اعتماد اليوم العالمي للتضامن مع الشعب الفلسطيني يتطلب العمل الجاد على مساعدة الشعب الفلسطيني والوقوف إلى جانبه حتى نيل كل حقوقه التاريخية التي ناضل من أجلها ، وقد حان الوقت "لإنهاء مأساة الفلسطينيين، وتوقف المجتمع الدولي " عن سياسة الكيل بمكيالين".
 ان بيان الأمم المتحدة والمجتمع الدولي للعمل من أجل تحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني المرتبطة بالحرية، وأن "لا يكتفي بكتابة الشعارات والبيانات التضامنية فقط" وان الخيارات باتت مفتوحة أمام الشعب الفلسطيني ما لم يتحقق السلام مع نهاية العام كما حذر الرئيس محمود عباس في خطابه في الجمعية ألعامه للأمم المتحدة .

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت