مصدر يتوقع أن تحذو دول أخرى حذو بريطانيا من أجل الضغط على "حماس"

لاعبون من ذوي الاعاقة يشاركون في تدريب كرة القدم منظم من قبل الصليب الأحمر في ملعب فلسطين في مدينة غزة
  • "حماس" تلقّت عروضاً دولية تضمّنت رفع الحصار عن غزة وإعادة الإعمار وبناء مدينة صناعية وأخرى سياحية، مقابل هدنة طويلة الأمد
  •  رسالة بعثها رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" إسماعيل هنية، لجهاز المخابرات العامة المصرية، تتضمن رؤية الحركة حول إنجاز المصالحة وإنهاء الانقسام
  • "حماس" والجبهة الديمقراطية تحذران من المماطلة في كسر حصار غزة
  • قاسم: الإعلام العبري اعترف بنجاح الاستخبارات العسكرية لكتائب القسام

كشف مصدر فلسطيني، أن حركة "حماس" تلقّت عروضاً دولية بعد معركة "سيف القدس" تضمّنت رفع الحصار عن قطاع غزة، وإعادة الإعمار، وبناء مدينة صناعية وأخرى سياحية، في مقابل هدنة طويلة الأمد.

وقال مصدر موثوق في "المقاومة الفلسطينية"، لموقع "الميادين نت"، إنّه "ما إن دخل اطلاق النار في غزة حيّز التنفيذ يوم الجمعة، الموافق فيه الـ 21 من أيار/مايو المنصرم، الساعة الثانية فجراً، وانتهاء معركة "سيف القدس" بوساطة دولية قادتها مصر، حتى بدأت العروض الدولية والإغراءات تنهال على حركة حماس من كل اتجاه".  

وأضاف بأنّ العروض التي تلقّتها الحركة كانت على الشكل التالي: "رفع الحصار عن غزة، وإعادة الإعمار، وتشغيل المرافق العامة، ومنها المرفأ والمطار، وبناء مدينة صناعية وأخرى سياحية عند الحدود المصرية مع القطاع، وتأمين فرص عمل للشبان الفلسطينيّين، وذلك في مقابل هدنة طويلة الأمد؛ أي بمعنى آخر: التخلي عن المقاومة. وكانت الحركة دائماً ترفض الانخراط في برامج دولية كهذه، لأنها تعرف إلى أين يُفضي هذا المسار".حسب الموقع

ووفقا للموقع ، يستدلّ على "حقيقة أنّ "حماس" لم تتعاطَ بإيجابية مع هذه العروض، بل رفضتها، بالإشارة إلى القرار البريطاني الأخير المتمثّل بوضع الجناح السياسي للحركة في قوائم الإرهاب، وتصنيفها "منظمة إرهابية"، في شقّيها السياسي والعسكري في المملكة المتحدة.

وأضاف المصدر أنّ "بريطانيا تحظر الجناح العسكري للحركة (كتائب القسام) منذ عام 2001، وقرارها اليوم ضد الجناح السياسي يأتي من أجل مزيد من الضغط على قيادة حماس السياسية كي تصبح أكثر مرونة حيال العروض التي تتلقاها"، وذلك في محاولة لـ"تقييد عمل الجناح السياسي في الخارج، ومنعه من القيام بحشد الدعم والمساعدات لأهل القطاع، والتي بدورها تخفف معاناة الناس، وتعزز قدرة المقاومة والصمود في وجه الاحتلال وهذه الإغراءات".

وتوقّع المصدر أن "تحذو دول أخرى حذو بريطانيا من أجل الضغط على الحركة، وصولاً إلى ما تروّجه دوائر غربية بشأن عزل حماس. وكل هذا الضغط هو من أجل دفع الحركة إلى اتخاذ خيارات أكثر "واقعية"، من وجهة نظر إسرائيل والدول الغربية والعربية المتحالفة معها، الأمر الذي يعني وقف المقاومة وعدم امتلاك الصواريخ والإمكانات القادرة على ردع "إسرائيل" وخوض معركة طويلة الأمد في وجهها".

وتابع "لا شك في أنّ حماس تريد رفع الحصار وتخفيف الوضع الإنساني الصعب في غزة، وقد تستغل بعض الظروف للتخفيف عن أهالي القطاع، إلا أنّها عصيّة على هذا النوع من الإغراءات، فليست هذه المرة الأولى التي تتعرّض فيها الحركة للضغط ومحاولات الاحتواء، واعتادت التعامل مع هذه الظروف لأنّها حركة تحرر وطني، لديها برنامج واضح. وهي تُراكم منذ سيف القدس مزيداً من القدرات التي تنسجم مع هذا البرنامج". كما قال

وجزم المصدر بأنّ "أي قرار ستتخذه الحركة في هذا المستوى سيتم تنسيقه مع جميع فصائل المقاومة، ولن تنفرد بأي قرار ذي طابع وطني فلسطيني".

  • رؤية "حماس" حول "المصالحة"

في هذا السياق، كشف مصدر مقرّب من حركة "حماس"، أن الحركة بعثت مؤخرا، برسالة إلى جهاز المخابرات العامة المصري، تتضمن رؤيتها لإنجاز المصالحة الفلسطينية وإنهاء الانقسام الداخلي.

ونقلت  وكالة "الأناضول" عن مصدر مقرّب من الحركة، بأن الرسالة عددا من البنود، التي تُبلور رؤية "حماس"، لإنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة.

ويتمثل البند الأول في "إعادة تشكيل القيادة الوطنية العُليا لمنظمة التحرير الفلسطينية، بحيث تضم جميع القوى والفصائل والشخصيات الوطنية من خلال الانتخابات".

وفي حال تعذّرت الانتخابات لسبب أو لآخر-بحسب الرؤية-يتم التوافق وطنيا على تشكيل قيادة وطنية مؤقتة ولمدة محددة، يتم الاتفاق عليها، كمرحلة انتقالية لتهيئة الأجواء للانتخابات السياسية العامة.

أما البند الثاني، وفق الرسالة فهو "الاتفاق على الاستراتيجية الوطنية لهذه المرحلة، ما يعني الاتفاق على البرنامج السياسي الوطني، الذي يتوافق عليه الجميع".

ودعا البند الثالث إلى "التوافق على آليات العمل الوطني والميداني والسياسي وخلافه".

هنية خلال افتتاح مؤتمر رواد بيت المقدس

وحول آليات تنفيذ رؤية الحركة للمصالحة، وضعت الحركة في رسالتها، آليتيْن للتنفيذ.

الآلية الأولى، نصّت على ضرورة "البدء من حيث انتهت الجولة الأخيرة (للمصالحة)، واستكمال المشوار في الانتخابات المُتّفق عليها في مراحلها الثلاث التشريعية والمجلس الوطني والرئاسية، على أن تتم في القدس أولا".

وأضافت: "لتكن معركة إرادة وطنية وموّحدة نفرض فيها حقّنا، وأن هذه (القدس) عاصمتنا ولا نحتاج إذنا من أحد لنجري فيها انتخاباتنا، وبذلك نبني مؤسساتها الوطنية جميعا على أساس الإرادة الشعبية الوطنية الحرّة، وعلى قاعدة الشراكة والوحدة الوطنية دون إقصاء أو استحواذ".

وقرّر الرئيس الفلسطيني نهاية إبريل/نيسان الماضي، تأجيل الانتخابات الفلسطينية لحين ضمان سماح السلطات الإسرائيلية مشاركة سكان مدينة القدس المحتلة.

وكان من المقرر أن تجرى الانتخابات الفلسطينية على 3 مراحل خلال العام الجاري: تشريعية (برلمانية) في 22 مايو/ أيار، ورئاسية في 31 يوليو/ تموز، وانتخابات المجلس الوطني في 31 أغسطس/ آب.

وتنصّ الآلية الثانية -بحسب ورقة حركة حماس-على "دعوة قادة الفصائل الوطنية لعقد اجتماع في القاهرة، كما نص عليه اتفاق عام 2011، للاتفاق على خريطة طريق لإنجاز الهدف المنشود، بصفتهم الإطار القيادي المؤقت، لحين استكمال بناء مؤسسات الشعب الفلسطيني الوطنية، وفي القلب منها منظّمة التحرير، ممثلا شرعيا وحيدا للشعب الفلسطيني".

وجددت الحركة جاهزيتها لـ"كل مسار جاد ومسؤول لإنهاء الانقسام وبناء رؤية استراتيجية وطنية".

وأعربت الحركة عن آمالها في إنجاز الرئيس الفلسطيني محمود عباس لهذا الملف الذي وصفته لـ"الهام والمصيري".

وتشهد الساحة الفلسطينية انقساما منذ يونيو/ حزيران 2007، عقب سيطرة "حماس" على قطاع غزة، في حين تدير "فتح" الضفة الغربية.
 

  • هنية: آن الأوان للأمة أن تضع خطتها لحسم الصراع مع الاحتلال في فلسطين

إلى ذلك، شدّد إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" على أنه آن الأوان لحسم الصراع التاريخي مع الاحتلال ، وأن تضع الأمة خطة متكاملة ليس فقط من أجل التصدي لمخططات التهويد بل من أجل التحرير والعودة.

وقال هنية في كلمته يوم الخميس، خلال افتتاح مؤتمر رواد بيت المقدس الثاني عشر في إسطنبول "رواد القدس يحملون سيفها" الذي ينظمه الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين إن "الشراكة بين الأمة في مواجهة الاحتلال هي شراكة حقيقية، والأمة لم تتخل يومًا عن فلسطين والقدس، ولا تغرب شمسها أبدًا"، لافتًا إلى الحاجة الماسة إلى بناء جبهة موحدة مع مكونات الأمة لمواجهة الاحتلال.

وأضاف أنه "يجب أن يكون لدينا خطة متكاملة لإسقاط التطبيع الذي أخذ للأسف الشديد صفة التحالفات العسكرية والأمنية مع بعض الدول"، مشيرًا إلى أن التطبيع سيزيد الحكومات المطبّعة ضعفًا ولن يزيد العدو قوة.

وأوضح رئيس الحركة أن "متغيرات في غاية الأهمية تُحيط بالقضية والمنطقة والأمة"، مبينًا أن حماس تقرأ هذه المتغيرات باتجاهات إيجابية وتطورات مهمة لصالح القضية والأمة.

وأشار إلى أن "معركة سيف القدس شكّلت تحولًا مهمًا في مجرى الصراع مع الاحتلال، وخلقت مناخات ما زالت تتردد في كل الاتجاهات"، مشددًا على أن سيف القدس لن يغمد إلا بتحرير فلسطين.

وعلى صعيد الانسحاب الأمريكي من أفغانستان بيّن هنية أن "هذا الانسحاب سيعقُبه انسحابات أخرى، ويُضعف حلفاءها وفي مقدمتهم الكيان الصهيوني"، مردفًا أن" أمريكا لم تعد شرطي العالم، ولم تعد القادرة على فرض هيمنتها وجبروتها على شعوب الأمة."

فيما قال إن "هذا المؤتمر بما يشمل عليه من قامات رجالًا ونساءً يأخذنا إلى مكان العزة والشرف والشراكة في مشروع التحرير، في الوقت الذي تسعى فيه القوى المعادية إلى هندسة المنطقة بشكل يخدم أعداء الأمة وغزو الوعي وضرب الفكر والوجدان".

وفي سياق آخر استعرض هنية ثلاث أولويات للأمة خلال الفترة الراهنة متمثلة في رفع شأن القدس والأقصى، ودعم المقاومة في فلسطين، وإسقاط التطبيع.

وجدّد التأكيد على أن المقاومة مستمرة في تراكم القوة وبناء الصرح وامتلاك الوسائل والقدرات، وأنها كانت وما زالت وستبقى الخيار الاستراتيجي للتحرير ومواجهة الاحتلال، وقال "لا نامت أعين الجبناء إذا أسقطنا السيف والبندقية وحق العودة، وشُلَّت أيماننا إن تخلينا عن قدسنا وأقصانا".

  • لقاء يجمع "حماس" والجبهة الديمقراطية

هذا وحذرت حركة "حماس"، والجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، يوم الخميس، من التباطؤ والمماطلة في إجراءات كسر حصار غزة، وإعمار ما دمرته إسرائيل.

جاء ذلك خلال لقاء جمع قيادة الحركتين، بمدينة غزة، بحسب بيان صدر عن حركة "حماس".

وقال البيان إن اجتماعا عقد بين قيادة حركة حماس والجبهة الديمقراطية، "للتباحث في سبل تحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية، وحماية المشروع الوطني أمام جملة المخاطر والتحديات التي تعصف بالقضية الفلسطينية".

وأضاف أن "المجتمعين قد رصدوا التباطؤ والمماطلة في الالتزام بإجراءات كسر الحصار، وفي ملف الإعمار، محذرين من استمرار هذا الوضع في ظل الأزمة الإنسانية في قطاع غزة".

وشدد الطرفان، "على ضرورة العمل بكل الطرق لكسر المزيد من حلقات الحصار ضد قطاع غزة دون أثمان سياسية مهما كانت".

ولمدة 11 يوما، شنت إسرائيل عدوانا على قطاع غزة، انتهى بوقف لإطلاق النار في 21 مايو/ أيار الماضي.

وتسبب العدوان بتدمير 1335 منشأة سكنية بشكل كامل أو بليغ، فيما لحق الضرر المتوسط والجزئي بحوالي 12 ألفا و886 منزلا، بحسب المكتب الإعلامي الحكومي بغزة.

ودعا الطرفان "إلى الإسراع في ترتيب البيت الفلسطيني من خلال حوار وطني جاد وملزم النتائج يمكّن من الوصول إلى توافق على رؤية وطنية جامعة، على أساس برنامج سياسي نضالي مشترك، تجمع عليه كل القوى والفصائل والمكونات الوطنية".

ولفت البيان إلى أن "قيادتي الحركتين أدانتا اتفاقيات التطبيع (بين الدول العربية وإسرائيل)، وحذرت من الأنظمة العربية من الاختراق الصهيوني الخطير المترتب على هذه الاتفاقيات".

والعام الماضي، وقعت حكومات 4 دول عربية، هي الإمارات والبحرين والسودان والمغرب، اتفاقيات لتطبيع العلاقات مع إسرائيل، لتنضم إلى مصر والأردن المرتبطين مع تل أبيب بمعاهدتي سلام منذ 1979 و1994 على الترتيب، وذلك من أصل 22 دولة عربية.

   لاعبون من ذوي الاعاقة يشاركون في تدريب كرة القدم منظم من قبل الصليب الأحمر في ملعب فلسطين في مدينة غزة

  • حازم قاسم: النجاح الاستخباري لكتائب القسام في عملية "سراب" يثبت تطور مستوى الأداء للمقاومة

في سياق أخر، قال المتحدث باسم حماس حازم قاسم إن " الإعلام العبري اعترف بنجاح جهاز الاستخبارات العسكرية لكتائب القسام باختراق مجموعات إخبارية إسرائيلية، تضم عددا من عناصر الجيش والمنظومة الأمنية."

وكتب على "تليغرام": "اعتراف الإعلام الصهيوني بعد بحث استقصائي بنجاح جهاز الاستخبارات العسكرية لكتائب القسام بتضليل جهازي الشاباك الصهيوني واستخبارات جيش العدو في عملية معقدة أطلق عليها القسام "اسم سراب"، يؤكد من جديد قدرة المقاومة على تحقيق الإنجازات في صراع الأدمغة ومعركة العقول".

وأضاف: "يثبت النجاح الاستخباري لكتائب القسام في عملية "سراب" والتي استمرت عامين ضلل فيها القسام رئاسة أركان جيش العدو، تطور مستوى الأداء الاستخباري لكتائب القسام وقدرتها على كشف خططه وقراءة نواياه".

وأكد قاسم "أنه مرة أخرى يثبت العقل الاستخباري والأمني لحركة حماس أن المقاومة الفلسطينية قادرة على مراكمة الإنجازات والانتصارات وصولا للنصر الكامل على المحتل وطرده من كامل الأرض الفلسطينية".

وكانت وسائل إعلام عبرية قد كشفت يوم الخميس تمكن وحدة الأمن السيبراني التابعة لحركة "حماس" من اختراق مجموعات إخبارية إسرائيلية تضم عددا من عناصر الجيش والمنظومة الأمنية.

وقالت قناة "كان" العبرية في تقرير إن حركة حماس اخترقت مجموعات إخبارية إسرائيلية عبر تطبيق "واتس اب" تضم عناصر من الجيش والمنظومة الأمنية، مضيفة أنها باشرت بإرسال عناوين بعض الأخبار للحصول على تفاصيل ومعلومات أكثر عنها، في سبيل استخدامها لخدمة أهدافها ضد إسرائيل.

وأكدت القناة الإسرائيلية أن "حماس" تراقب عن كثب مجموعات أخبار "واتس آب" الخاص بمستوطنات غلاف غزة.

ولفتت إلى أن الحركة مطلعة بما يكفي على تفاصيل كافة العمليات التي يتم التخطيط لتنفيذها في غلاف غزة، قائلة: "عندما يقوم ضابط الأمن بإرسال تحذير عن إمكانية وقوع عملية، تعرف حماس بأن هناك تحذيرات بشأنها، وهو ما يساعدهم كثيرا في تغيير صورة الأوضاع على الأرض، باتخاذ خطوات عملية لوقف قرار تنفيذها أو إلغائها".

وأضافت: "أصبح لدى إسرائيل تصور بأن هذا الشيء يضر بسير الحياة اليومية، لذلك قررت خلال العملية العسكرية الأخيرة استهداف منظومة السايبر التابعة لحماس بغزة واغتيال قائدها جمعة الطحلة، في محاولة لضرب قدرات حماس السيبرانية".

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة