- د. فايز أبو شمالة
دبت الفوضى والخلاف داخل نادي الوحدات في الأردن، حين اعترض والد الأسير أسيد أبو خضير على تصريحات عضو المجلس الثوري لحركة فتح، ومدير المخابرات الفلسطينية الأسبق توفيق الطيراوي؛ الذي قال: إن غزة مختطفة من قبل بعض الظلاميين، الذين دمروا المشروع الوطني، في إشارة إلى حركة المقاومة الإسلامية حماس، هذه الإهانة لرجال المقاومة، والتي تستفز مئات الملايين من العرب والمسلمين، أغضبت والد الأسير أسيد أبو خضير، الذي اعترض على حديث الطيراوي، وقال: بل إن حركة حماس هي التي حررت الأسرى من سجون الاحتلال، وهي التي تمسك بجنود إسرائيليين أسرى لديها، وهي القادرة على تحرير المزيد من الأسرى، وهي عنوان المقاومة، ورأس حربة المواجهة مع العدو الإسرائيلي.
هذا الكلام الصريح والجريء والواعد أثار حفيظه رجال توفيق الطيراوي، وأغضب عشاق التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال الإسرائيلي، لقد فضحتهم الكلمات العفوية الصادقة، فانقضوا على والد الأسير أسيد أبو خضير بالضرب والتحقير، حتى أن أحد رجال التنسيق والتعاون الأمني رفع حذاءه ليضرب به رأس والد الأسير في السجون الإسرائيلية.
لقد مثل الاعتداء على والد الأسير، وطرده من الاحتفال إهانة لكل أردني، بل احتقار لكل عربي يؤمن بحقه التاريخي في أرض فلسطين، ولاسيما أن الإهانة حدثت داخل نادي الوحدات؛ الذي ظل على مدار تاريخه عنوان الانتماء للقضية الفلسطينية، وعنوان والوفاء لأبطالها المخلصين، وظل رافعة العمل الوطني قبل الرياضي منذ تأسيسه في مخيم الوحدات سنة 1956، واحتفظ بموقفة المتميز من القضية الفلسطينية، وحافظ على مساره الرياضي المنتمي للوطن، ولم يفرط بحقه في العودة إلى فلسطين، وظل متألقاً بجمهوره ومؤيديه، يتقدم على كافة المستويات الرياضة والوطنية، وهو نصير الأسرى، وهو خير ممثل لقضية اللاجئين، وهو السند والظهر المتين لكل من يقاوم المحتلين على مر السنين، وقد فتح النادي صدره لإحياء يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني، تحت عنوان "الحرية للأسرى في معتقلات الاحتلال"
وتحت شعار الحرية للأسرى، تم الاعتداء على والد الأسير، وطرده من الاحتفال بسواعد عشاق التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال، هذا الحدث أغضب مجلس إدارة نادي الوحدات، فتبرؤوا من الفعل الشائن، وأكدوا أن لا أحد من المعتدين على والد الأسير ينتمي لنادي الوحدات، ولا إلى مؤسساته، وأن المعتدين زعران من خارج النادي، وأفعالهم بلطجة مدانة، وأن نادي الوحدات من دعاة الوحدة، وراعياً لها، وأن النادي يحتضن مختلف المشارب الفكرية والسياسية التي انصهرت في بوتقة الوحدات، وقدمت مثالا على أهمية الاتحاد في سبيل القضايا الكبرى.
لقد أثلجت صدري براءة نادي الوحدات من جريمة الاعتداء على والد الأسر، فلم نكن نتوقع من نادي الوحدات إلا فعل الوفاء والانتماء، والذي مثله رئيس الهيئة الإدارية للنادي الدكتور فهد البياري، حين توجه مع أعضاء مجلس الإدارة، وعدد من جماهير الوحدات، وعدد من الأسرى المحررين، لقد توجهوا إلى منزل والد الأسير أسيد أبو خضير، وقدموا له الاعتذار باسم النادي، وقدموا له ولأبنائه المحررين من الأسر العضوية الفخرية في النادي، ولكافة ألأسرى وذويهم تقديرا من النادي وهيئته العامة وجماهيره للأسرى.
لقد مثلت ردود الفعل ضد الاعتداء على والد الأسير أسيد أبو خضير استفتاءً شعبياً، بدا من خلال حجم التعاطف والتعاضد والتأييد لوالد الأسير على منصات التواصل، والذي عكس مزاجاً عربياً عاماً مؤيداً للمقاومة ورجالها، ومحتقراً لأولئك الذين اعتمدوا البلطجة طريقاً لكسر بندقية الثوار، واحتضان بيض المفاوضات الفاسد، في خم التنسيق والتعاون الأمني.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت