اختتمت شبكة المنظمات الاهلية الفلسطينية المرحلة الاولى من سلسلة ورش عمل متخصصة استمرت على مدار الفترة الماضية، وشملت العديد الموضوعات التي تقع ضمن اهداف الشبكة الاساسية في تطوير عناوين تقع في مجلات عملها المباشرة بما ينعكس ايجابا على مستوى تفعيل دور المؤسسات المنضوية في اطارها من جهة، والعمل على زيادة قدرات الطواقم العاملة في المجالات ذات العلاقةمن جهة اخرى وشملت هذه التدريبات والورش تنظيم ورش مشتركة بين الضفة الغربية وقطاع غزة عبر نظام التواصل المرئي "زوم" تركزت احداها حول التدابير الكفيلة بالحماية من الاستغلال والاعتداء الجنسي على مستوى المؤسسات والمجتمع بشكل عام بمشاركة خمسة وثلاثين مشاركة ومشارك تم خلالها عرض ورقة مفاهيمية تتصل بالتوعية بهذا الموضوع الهام، والتأكيد على ارساء قواعد سلوك تقوم على احترام الانظمة والقوانين المعمول بها في محاربة مظاهر التمييز القائم على النوع الاجتماعي، وحماية الشرائح الاكثر عرضة للاستغلال تحديدا النساء والاطفال، وذوي الاعاقة وكذلك العمل على موائمة القوانين المحلية مع القوانين الدولية ذات العلاقة، واشتمل ايضا محاور اخرى عديدة حول اليات تقديم الشكوى، وحماية المبلغين، واشكال الاعتداء، والتحرش والاستغلال والاساءة الجنسية .
كما عقدت ورشة اخرى استكمالا للورشة السابقة تناولت المسالة بشكل موسع، وعرض العديد من النماذج والتوصية باهمية ادراج مفهوم الاعتداء والاستغلال الجنسي ضمن اولويات الخطط الوطنية بين الجهات الرسمية ومؤسسات المجتع المدني، والعمل على ايجاد خطوات محددة للحماية بمشاركة الادارات العليا للمؤسسات وطواقم الموظفين على حد سواء، وتطوير عناصر تشاركية بين المؤسسات بما يساهم في رفع فعالياتها تجاه هذه القضية في اطار مدونات سلوك تعزز مفاهيم النزاهة والشفافية في بناها الداخلية، وتأتي الورشة بدعم من منظمة الامم المتحدة للطفولة يونسيف .
وفي سياق متصل نظمت الشبكة ورشة عمل بالتعاون مع Build Palestine حول تجنيد الاموال من الافراد والتمويل الجماعي جرى خلالها تعريف المشاركين والمشاركات بالتطورات التي شهدها هذا المجال الواسع خلال السنوات القليلة الماضية، واهمية مواكبة هذه التطورات خصوصا في ظل انتشار فيروس كورونا والتراجع الكبير الذي طرأ على تمويل المؤسسات، والاثار الناجمة عن الاوضاع الاقتصادية في العديد من بلدان العالم، واللجؤء لمنصات التواصل الاجتماعي والعمل عن بعد بسبب الجائحة وشاركت لمى عمرو، وميس كحيل من Build Palestine اهم المحاور المتصلة بتجنيد الاموال عن بعد خصوصا من الافراد، وطرق الاحتفاظ بصلات وثقة عالية ازاء هذه المسالة الحساسة، والتعريف بطرق التمويل الرقمي للحصول على افضل النتائج باقل جهد ممكن، كما جرى استعراض التحديات التي تواجه العمل الاهلي في هذا الاطار، والترويج للمؤسسة، وفكرتها وعكس رؤيتها، والحفاظ على مصداقية عالية بين مختلف الاطراف والاستثمار الامثل للعلاقات للوصول للمنصات العالمية، وحضر الورشة 22 مشاركة ومشارك من التخصصات والمرافق القريبة في اطار عمل المؤسسات الاهلية .
فيما تركزت ورشة اخرى على اهمية توطين الخدمة الانسانية، واوصت بضرورة الضغط على جهات التمويل لتعزيز بيئة عمل الداخلية للمؤسسات الاهلية من خلال تلبية احتياجات المجتمع الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة وربط المساعدة الانسانية بالتنمية، وحقوق الانسان، كما خرجت توصيات في ختام الورشة التي عقدت عبر نظام زوم باهمية موائمة القوانين المحلية مع القوانين الدولية ذات العلاقة، والعمل وفق الحاجات الطارئة والحاجات الثابتة بناء على خصوصية الواقع الفلسطيني تحت الاحتلال، فيما اوصت باهمية العمل على تعزيز انظمة الشفافية النزاهية، وهيكلة المؤسسات في اطار تحسين مستوى الاستجابة للاحتياجات الطارئة خصوصا للفئات الاكثر تضررا على المستوى الاجتماعي او الجغرافي في المناطق المصنفة ج وكذلك الاكثر فقرا، وتشهد ارتفاعا عاليا في معدلات البطالة، والمتعطلين عن العمل .
وشارك في الورشة 30 مشاركة ومشارك من مختلف قطاعات الشبكة ومؤسساتها، واشتملت عرض العديد من الاوراق التي تناقش قضية توطين الخدمة الانسانية من زوايا عديدة لا سيما الاهتمام الدولي بها، وكذلك اهمية وصول الخدمة للمستفيدين، خصوصا وقت الازمات والكوراث، وبناء الخطط طويلة المدى للتعاطي معها وفق الاحتياجات، وتحسين وتطوير خطط الاستجابة بهذا الشأن، وتم خلال النقاش التاكيد على الطابع المحلي للعمل الانساني وربطها بالمساءلة والشراكات مع الجهات الدولية اضافة لتطوير القدرات واستثمار الموارد المتاحة البشرية والمالية بشكل ناجع، وايضا العمل على وضع التدخلات وفق الخطط المعدة طويلة او قصيرة الامد بما يعزز العمل الجماعي في اطار تعزيز العمل الاهلي الفلسطيني .