- اللواء د. محمد أبوسمره
- رئيس تيار الاستقلال الفلسطيني
ماحدث في الجامعة العربية الأميركية في مدينة جنين بالضفة الغربية الفلسطينية المحتلة، من شجارٍ عنيف ودموي، نتج عنه مقتل شاب فلسطيني في عمر الورود، على أعتاب التخرُّج من كلية التمريض، واصابة ثلاثةإخرين أحدهم جراحه خطرة للغاية، أمر في غاية الخطورة، ويدق عالياً ومدوياً ناقوس الخطر والتحذير من الكارثة.. الكارثة التي تتهددنا جميعاً من أقصى جنوب الوطن المحاصر، إلى أقصى شمال الوطن المُحتل..
وماحدث هو نتيجة طبيعية لتنامي وتصاعد خطاب الكراهية والعنف والتخوين والتكفير و( الدَّعشَنة) في صفوفنا، ممن هم خطرٌ علينا جميعاً، وهو خطابٌ طارئٌ غريب مستجد على مجتمعنا وشعبنا وواقعنا الكفاحي والسياسي والفصائلي ..
ورغم أنَّ جميع جامعات الوطن في كافة المحافظات، شهدت منذ مطلع الثمانينات مئات الشجارات العنيفة الحزبية والفردية، ونتج عنها إصابات وكسور ومشاكل اجتماعية وسياسية وحزبية وفصائلية كبرى، وتم الكشف لاحقاً عن أنَّ جميع مشعليها ومفتعليها هم عملاء وأدوات للعدو الصهيوني المجرم الذي يغتصب أرضنا ووطننا ويرتكب مالاحصر له من الجرائم بحق شعبنا الفلسطيني البطل الصامد المرابط، ويغتال رموزنا وقادتنا وكوادرنا ، ويُعدِم شبابنا وبناتنا على مرأي ومسمع من العالم أجمع ووسائل الإعلام، إلا أنَّها المرة الأولى التي يُقتل فيها طالب جامعي فلسطيني داخل أو في محيط الحرم الجامعي…
إنَّها كارثة ومصيبة كبرى بكل المقاييس والمعايير والحسابات.. وعلينا جميعاً، جميعاً بلا إستثناء أن نتوقف مع أنفسنا، وأمام أنفسنا لنعيد تقييم حساباتنا فوراً، واستخلاص العِبَر فوراً مما حدث، قبل فوار الأوان…
وعلينا أن نعترف جميعاً، دون أية مواربة أنَّه منذ الانقسام اللعين الملعون البغيض الأسود المقيت، ومنسوب العنف الإجتماعي والعشائري والعائلي والأُسري، والطلابي في المدارس والمعاهد والجامعات، والفصائلي والحزبي والسياسي عموماً، هو في تصاعد مستمر..
إنتبهوا أيها القوم..
نحن في خطرٍ شديدٍ جداً ..
وهناك من يُشعل النيران في صفوفنا ومدارسنا وجامعاتنا ومعاهدنا ومؤسساتنا ومساجدنا وكنائسنا وأحياءنا وحوارينا وأزقتنا وبيوتنا…
أيها القادة والمسؤولين والعلماء والمثقفين والمفكرين والباحثين والكتاب والإعلاميين..
أيها القوم..
أيها الناس..
أيها الشعب والفصائل والأحزاب والقوى والفعاليات والوجهاء والمخاتير ..
ياكل الناس
فلسطين كلها في خطر ..
ومجتمعنا في خطر، وقضيتنا في خطر.. والمشروع الوطني الفلسطيني كله في خطر..
جميعنا في خطر..!!
ولاحول ولاقوة إلا بالله العلي العظيم.
اللهم قد بلغت.. اللهم فاشهد.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت