- بقلم : سري القدوة
الثلاثاء 7 كانون الأول / ديسمبر 2021.
ما تنفذه حكومة الاحتلال بتنكرها لكل مبادئ عملية السلام وسعيها الدائم لتدمير حل الدولتين، وما تقترفه آلتها العسكرية من مجازر بشعة ومخالفة للقيم الاخلاقية والإنسانية، وللمبادئ الاساسية لحقوق الانسان والقانون الدولي واتفاقيات جنيف، وما تقوم به من اعتداءات وتقتيل للأبرياء من نساء وأطفال وشيوخ، واستهداف للطواقم الطبية وسيارات الإسعاف والمراكز الصحية والمستشفيات، واستهداف الطواقم الاعلامية، وتهديم للبيوت وتدمير شامل في البنية التحتية، وشبكات الكهرباء، والطرق، والمياه والصرف الصحي والأراضي الزراعية، ولدور العبادة من مساجد وكنائس، وتشريد مئات آلاف الأسر عن بيوتها، وإبادة عائلات كاملة، وتهجير أحياء كاملة، وتدمير لمراكز الايواء للنازحين الفلسطينيين التابعة للأمم المتحدة، هو مخطط لاغتيال الطموحات الوطنية للشعب الفلسطيني وتدمير بناه الثقافية والاجتماعية والاقتصادية .
انهاء الاحتلال وإعطاء ومنح الشعب الفلسطيني حقوقه، والتزام الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بما عليهم من واجبات ومسؤوليات تجاه حماية الشعب الفلسطيني، هو مفتاح الاستقرار والسلام في المنطقة وان الامم المتحدة والمجتمع الدولي مطالبين بضرورة تحمل مسؤولياتهم تجاه الكارثة الانسانية بحق ابناء شعبنا في قطاع غزة وفقاً لمبادئ القانون الانساني الدولي .
استمرار حالة الصمت العربي وعدم الاكتراث الدولي امام هذه المجازر البشعة والممنهجة والمخالفة للمبادئ الاساسية لحقوق الانسان والاعراف الدولية، وحان الوقت الي ضرورة محاسبة الاحتلال ومعاقبة المجرمين امام المحاكم الدولية والى متى سيسمح للترسانة العسكرية الاسرائيلية الاستفراد بالشعب الفلسطيني والى متى سيبقى العالم يلتزم حالة الصمت امام ما ترتكبه حكومة الاحتلال وكأنها دولة فوق القانون ؟!
كنا قد حذرنا المجتمع الدولي من ادعاءات حكومة الاحتلال الكاذبة في شنها لهذا العدوان الدموي المبيت والممنهج، والذي يستهدف الارض والشعب الفلسطيني باكمله، ويستهدف بالأساس تقويض الحكومة الفلسطينية وإفشال المصالحة الوطنية وحل الدولتين وتصفية القضية وشطب حقوق الشعب الفلسطيني في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة بعاصمتها القدس .
الجهود التي تبذلها القيادة الفلسطينية لوقف هذا العدوان البربري والتدميري ودور الوفد الفلسطيني في الجزائر تحضيرا للقمة العربية المقبلة التي تستضيفها العاصمة الجزائرية وضرورة قيام الدول العربية بدور أكثر فاعلية لإحياء مسار التفاوض بين فلسطين وحكومة الاحتلال على أساس المعايير الدولية المعروفة ومقررات القانون الدولي من اجل انهاء اطول احتلال يعرفه العالم وتعزيز الجهود التي تعبر عن ارادة الشعب الفلسطيني والتي تحمل مطالب فلسطين لضمن اليات الاجماع الوطني المتمثلة بوقف العدوان وأهمية الحفاظ على المواقف العربية المبدئية فيما يتعلق بتطبيق حل الدولتين وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود عام 1967.
حكومة الاحتلال ترتكب المزيد من المجازر بحق الشعب الفلسطيني وان الاوضاع التي يعيشها شعبنا في القطاع جراء العدوان البربري هي اوضاع كارثية وفي ظل هذا الدمار بات اهلنا في القطاع هم في أمس الحاجة إلى ضرورة مشاركة الجميع والعمل في كل الاتجاهات من خلال تقديم المساعدات الانسانية والاغاثية للمواطنين والأسر المنكوبة بما يسهم في التخفيف من معاناتهم ويعمل على تماسك النسيج الاجتماعي وتعزيز الصمود .
اهمية الحفاظ على الوحدة الوطنية وتعزيزها التي تجسدت في مواجهة العدوان الاسرائيلي الهمجي والصمود في وجهه الاحتلال من خلال الجهود السياسية المكثفة للقيادة الفلسطينية والتي تأتي في المقام الاول ولا مجال للتشكيك بوحدة الصف الفلسطيني وقدرة شعبنا علي استنهاض حالة التوحد والوحدة والعمل علي اعادة بناء المؤسسات الفلسطينية والإنسان الفلسطيني القادر علي حماية وطنه واستقرار فلسطين .
سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت