أفادت هيئة البث الإسرائيلية "كان 11"، مساء الاربعاء، بأن سلاح الجو الإسرائيلي يعتزم إطلاق تدريب عسكري واسع بمشاركة عشرات الطائرات الحربية في محاكاة لهجوم في إيران.
وذكر الهيئة بأن التدريب المكثف سينظم في الربيع المقبل، وسيتم خلاله تدريب عشرات الطائرات المقاتلة على التحليق فوق البحر المتوسط باتجاه الغرب، إلى مسافات تحاكي تنفيذ هجمات في إيران.
وكان رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، قد قال في التاسع من تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي، إن "الجيش يكثف استعداداته لهجوم محتمل على المنشآت النووية الإيرانية".
وخلال مشاركته في جلسة للجنة الشؤون الخارجية والأمن في الكنيست، شدد كوخافي على أن "الجيش الإسرائيلي يُسرع من التخطيط العملياتي والاستعداد للتعامل مع إيران، والتهديد النووي العسكري".
وتحاول إسرائيل تصوير أن المفاوضات النووية فشلت ووصلت إلى طريق مسدود، في نهاية الأسبوع الماضي، وأن الوفود التي شاركت في هذه المفاوضات عادت إلى عواصمها ولم تعد إلى فيينا لمواصلتها.
لكن يبدو أن هذه "التقديرات" الإسرائيلية نابعة من مسعى إسرائيلي للتأثير على المفاوضات من خلال محاولة إملاء جدول زمني. فقد عادت الوفود إلى عواصمها من أجل التشاور، فيما أكد متحدثون أن المفاوضات ستستأنف.
هذا ويتوجه وزير الجيش الإسرائيلي، بيني غانتس، الليلة، إلى العاصمة الأميركية، واشنطن، لمواصلة الحملة الإسرائيلية الضاغطة، في محاولة لإفشال مفاوضات النووي التي تُستأنف يوم غد، الخميس، في فيينا، منعا لإحياء الاتفاق الموقع عام 2015 بين إيران والقوى الدولية.
ويلتقي غانتس خلال زيارته إلى الولايات المتحدة، كلا من وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، ووزير الدفاع، لويد أوستن، وذلك بالتوازي مع الاجتماعات المتوقع استئنافها في فيينا بين القوى الدولية وإيران حول مشروع طهران النووي.
ويعتزم وزير الجيش الإسرائيلي توجيه تحذيرات للجانب الأميركي تعيد التأكيد على "المخاوف" التي يبرزها الخطاب الإسرائيلي بأن إيران باتت قريبة من أن تتحول إلى "دولة عتبة" نووية.
وسيضغط غانتس على المسؤولين في واشنطن، في محاولة لحض البيت الأبيض على السعي للتوصل إلى اتفاق جديد مع طهران يأخذ بعين الاعتبار "نفوذها الإقليمي"، ومسألة صواريخها الباليستية.
وخلال الاجتماعات المزمع عقدها مع المسؤولين في إدارة الرئيس جو بايدن، سيشدد غانتس "على ضرورة استنفاد كل الضغوط على إيران قبل التوصل إلى اتفاق وأثنائه (خلال عملية التفاوض) وبعده (التوصل المحتمل لاتفاق مع طهران)".
كما سينقل غانتس الرؤية الإسرائيلية بضرورة "زيادة الضغط على طهران في المجالات العسكرية والاقتصادية والسياسية"؛ غير أنه، بحسب موقع "واينت"، وفي حين لا يعتزم وزير الأمن الإسرائيلي مطالبة الأميركيين بمهاجمة أهداف إيرانية، سيؤكد للأميركيين على ضرورة "إظهار القوة" في التعامل مع إيران و"زيادة التواجد (العسكري) في المنطقة".
من جانبه، يواصل رئيس الموساد، دافيد برنياع، اجتماعاته مع المسؤولين الأمنيين الأميركيين، إذ استعرض أمام نظرائه في واشنطن مواد استخباراتية جديدة حول تطورات برنامج إيران النووي ونفوذها الإقليمي والدولي، بحسب "واينت".
وفي بيان صدر عن البنتاغون، جاء أن وزير الدفاع الأميركي سيبحث غدا مع نظيره الإسرائيلي، "الهواجس المشتركة حيال استفزازات إيران"، وأضاف أن "الملف الإيراني يكون دائما على طاولة أي مباحثات بين وزير الدفاع ونظيره الإسرائيلي".
وتابع "شراكتنا مع إسرائيل ثابتة ونبحث دوما التفوق العسكري النوعي لإسرائيل في المنطقة"
.وأفاد المحلل العسكري في صحيفة "هآرتس"، عاموس هرئيل، أمس الثلاثاء، بأن وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس سيسعى إلى حض الإدارة الأميركية على دراسة إمكانية تشديد ضغوط العقوبات على إيران. "وفي إسرائيل، هناك من يوصي أمام الولايات المتحدة باستعراض قوة إقليمية، مثل شن هجمات ضد ميليشيات إيرانية في أنحاء الشرق الأوسط".
ورأى هرئيل أن "الاحتمالات بأن يتبنى الأميركيون هذه التوصية تبدو ضئيلة. وفي جميع الأحوال، الحديث المكثف حول إمكانية هجوم عسكري إسرائيلي ضد المنشآت النووية تبدو حاليا أنها غير ضرورية. وثمة شك إذا كانت لدى إسرائيل قدرة فعلية لشن هجوم يؤخر البرنامج النووي الإيراني لسنوات، حتى عندما استعدت لذلك بين الأعوام 2009 و2013. وستمر سنوات إلى حين يكون الخيار العسكري الإسرائيلي ضد النووي واقعيا، إذا حصل هذا أصلا. وعندما يتحدثون (في إسرائيل) عن قوائم شراء أسلحة بمليارات الدولارات – مروحيات، صواريخ اعتراضية للقبة الحديدية – فإنها ليست ذات علاقة بالهجوم".
وفيما تحدث موظفون أميركيون إلى صحافيين حول عدم التقدم في محادثات فيينا، الأسبوع الماضي، إلا أنهم أوضحوا أيضا، وفقا لهرئيل، أنه "بالرغم من أن المسؤولين الإسرائيليين الذين سيزورون واشنطن، الأسبوع الحالي، سيستقبلون باحترام، إلا أن المتفاح موجود بأيدي طهران وليس بأيدي إسرائيل. وإذا ليّن النظام الإيراني مواقفه، فسيتم توقيع اتفاق (نووي جديد)، بالرغم من التحذيرات الإسرائيلية".