رابطة علماء فلسطين وهيئة الزكاة الفلسطينية تنظمان المؤتمر الدولي الأول فريضة الزكاة في مواجهة حصار غزة

نظمت رابطة علماء فلسطين وهيئة الزكاة الفلسطينية، المؤتمر الدولي الأول بعنوان: فريضة الزكاة في مواجهة حصار غزة، بمشاركة نخبة من أبرز العلماء والمختصين، وسط حضور عدد كبير من العلماء وأساتذة الجامعات ونواب المجلس التشريعي، وطلبة العلم الشرعي والدعاة والخطباء، ومخاتير العائلات ووجهائها ورجالات الإصلاح، وعدد من السيدات.

وذلك يوم الأربعاء 8/12/2021 في قاعة فندق الكومودور بمدينة غزة.

وشارك في الجلسة الافتتاحية للملتقى أ. د. نسيم ياسين رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر ورئيس رابطة علماء فلسطين، و د. علاء الدين الرفاتي رئيس مجلس أمناء هيئة الزكاة الفلسطينية، و د. أحمد بحر النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي الفلسطيني، ود. محمود الزهار عضو المجلس التشريعي، وبكلمة مسجلة أ. د. علي القره داغي الأمين العام للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين.

أكدوا خلال كلماتهم على أهمية فريضة الزكاة، وأنها سميت بهذا الاسم لأنها تزيد المال الذي أخرج منها وتبارك فيه، وأشاروا أن للزكاة فوائد قيمة تعود بالنفع والفائدة على الفرد والمجتمع، لكونها تقضي حاجة الفقراء، وشددوا على أن حصار غزة المفروض منذ ما يقارب خمسة عشر عاماً نجم عنه آثار اقتصادية واجتماعية غاية في التعقيد، وأن غزة بأمس الحاجة لدعم أهلها ومساندتهم وتعزيز صمودهم في وجه هذا المحتل الغاصب.

هذا وقد شمل المؤتمر أربعة محاور رئيسة تناولت الحديث عن:

دور الجهات الرسمية في تعزيز وتنمية أموال الزكاة ألقاها أ. أسامة اسليم مدير الإدارة العامة للزكاة في وزارة الأوقاف، نيابة عن رئيس لجنة متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة.

وكذلك دور مؤسسات المجتمع المدني في تعزيز وتنمية أموال الزكاة ألقاها النائب د. سالم سلامة نيابة عن رئيس تجمع المؤسسات في قطاع غزة، وألقى ورقة أخرى النائب د. يونس الأسطل عضو رابطة علماء فلسطين.

وكذلك دور القطاع الخاص في تعزيز وتنمية أموال الزكاة ألقاها د. ناجي البطة رجل الأعمال.

وكذلك دور منظمات الزكاة الدولية في تعزيز وتنمية أموال الزكاة ألقاها بكلمة مسجلة د. أسامة أبو بكر الأمين العام لمنظمة الزكاة العالمية.

وخلص المؤتمر إلى مجموعة من التوصيات، تلاها النائب د. يوسف الشرافي رئيس الدائرة العلمية بالرابطة وهي:

أولاً/ قيام مؤسسات الأوقاف والتعليم والإعلام وغيرهم من المؤسسات المهمة؛ بترسيخ خلق الإنفاق في سبيل الله ورفع مستوى وعي المسلمين بأهمية الزكاة ومكانتها في الإسلام وأحكامها ووجوب أدائها، بدءًا بالزكاة للمكلفين ثم الصدقات.

ثانياً/ تشكيل لجنة في هيئة الزكاة الفلسطينية للتواصل مع القطاع الخاص لتعزيز ثقافة إخراج الزكاة وتشجيعهم على ذلك على الوجه الصحيح ودون تهاون في حصر الموجودات التي تجب فيها الزكاة.

ثالثاً/ نوصي بتطوير هيئة الزكاة الفلسطينية، وذلك من خلال إنشاء لجنة لتوحيد قاعدة بيانات المستفيدين في قطاع غزة لتوحيد بياناتهم في برنامج يوزع على المؤسسات، لتديرَ بكل وضوح وشفافية تلك الأموال من حيث تحصيلها وإيداعها وصرفها واستثمارها بالطرق الشرعية والرقابة على حركتها وطرق استثمارها وتقدم بيانات ومعلومات واضحة حول كل ذلك، لتعزيز الثقة بين المزكي والجهات المسؤولة والمستفيدة.

رابعاً/ تشكيل لجنة علمية شرعية من الفقهاء والمختصين الاقتصاديين لمعالجة الأمور المعاصرة المتعلقة بالزكاة عن طريق البحوث والدراسات اللازمة، ورفع توصياتها للجهات التنفيذية المعنية، تعالج جمعها وصرفها وجميعَ المسائل المتعلقة بها.

خامساً/ توحيد إدارة أعمال الزكاة تحت عنوان واحد في قطاع غزة يضبط أعمالها الإدارية والمالية وأنشطتها الاجتماعية وبرامجها الإغاثية، ويقوم بالإشراف ومتابعة مشاريعها على نحو يحقق الاستدامة المالية لمصارف الزكاة.

سادساً/ قيام مؤسسات المجتمع المدني غير المنتجة بتوجيه المؤسسات المنتجة للتعاون مع هيئة الزكاة الفلسطينية سواء بدفع الزكاة إليها أو الصدقات أو بتشغيل بعض الأموال لصالحها، للوصول إلى حالة تكاملية بين هذه المؤسسات لتقديم أفضل خدمة لأبناء شعبنا.

سابعاً/ التركيز على المشاريع الصغيرة التي تحيل المحتاجين إلى منتجين بتوفير آلات الإنتاج والكسب للقادرين عليه فتسهم أموال الزكاة في التنمية البشرية وتمنع من بقاء الفقراء عالة على المجتمع.

ثامناً/ ضرورة أن يعمل المسلمون جميعاً في أنحاء العالم كافة على ترسيخ العقيدة الإسلامية الخالصة وتطبيق أحكام الشريعة الإسلامية الغراء في بلادهم، والعمل بجد للإيتاء بفريضة الزكاة وتوجيهها إلى فلسطين والقدس وقطاع غزة لمواجهة الحصار المفروض علينا منذ خمس عشرة سنة.

تاسعاً/ ندعو علماء الأمة للقيام بواجبهم والوقوف عند مسئولياتهم في توعية الشعوب العربية والاسلامية بوجوب نصرة أهلنا المحاصرين في قطاع غزة بكل الوسائل الممكنة وخاصة بإخراج الزكاة والصدقات، والتي تمثل فريضة شرعية وواجباً اجتماعياً وإنسانياً.

عاشراً/ نناشد ولاة الأمور في الدول العربية والإسلامية، والتي لم تنشأ فيها مؤسسات الزكاة ضرورة إنشاء وتشجيع قيام مؤسسات مستقلة للزكاة، وذلك لما لها من آثار طيبة على المجتمعات والأفراد، وتوجيه هذه المؤسسات لدعم المحاصرين والمستضعفين في فلسطين.

حادي عشر/ ضرورة تحقيق المقاصد الأساسية للزكاة، والاهتمام بشراء أدوات الإنتاج وإعطائها للفقراء والمساكين حتى لا يكونوا عالة على غيرهم.

ثاني عشر/ دعوة المؤسسات والأفراد بضرورة توجيه أموال زكواتهم وخدماتهم وتبرعاتهم إلى غزة باعتبار ما تمثله من أمل لهذه الأمة في استعادة مجدها وتحرير أرضها ودحر المحتل عن أرضها.

ثالث عشر/ إنشاء أمانة عامة أو اتحاد لمؤسسات الزكاة تشترك فيه الدول الإسلامية لتنظيم جميع شؤون الزكاة في أنحاء العالم كافة، وعقد المؤتمرات العلمية وورش العمل واختيار أحد البلدان مقراً لها، وتكون القضية الفلسطينية حاضرة على أجندة هذا الاتحاد.

 

المصدر: وكالة قدس نت للأنباء - غزة