- بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بعد أن خذلتها الولايات المتحدة الامريكية وجعلت من دولها الهشة فريسةً سهلة للقوى الأجنبية المحيطة وتنظيماتها الإرهابية الطائفية التي تدين بولائها للأمبرطوريات ذات الأطماع التاريخية في الوطن العربي , والتي ما فتئت يوماً تنهش جسد العروبة بهدف إلحاقه كذيل رخيص وضعيف لممالكها الممتدة الأطراف في مراحل تاريخية ربحت فيها بعض الجولات وخسرت في منازلات فاصلة رفعت من شأن العرب والعروبة... وبعد كل جولات الإبتزاز الرخيص الذي مارسته الحكومات الأمريكية ونهبها ثروات وكل إمكانات الأقطار العربية تحت ذريعة حمايتهم من تهديدات محتملة لدول مجاورة , ومن ثم تركهم عراة أمام التهديدات الحقيقية والمبرمجة مما دفع بعض تلك الدكتاتوريات للهرولة صوب دولة الإحتلال العبرية ( القاعدة العسكرية المتقدمة للقوى الإستعمارية في الوطن العربي), بهدف طلب النجدة وحماية عروشها من جملة الأخطار المحدقة منها الخارجي ومنها الداخلي رغبة منهم في البقاء على سدة الحكم يقتاتون على أرواح الفقراء ودماء الكادحين من أبناء أمتنا العربية , وخصوصاً بعد أن تعرت جنوبهم وإنكشفت ظهرانيهم جراء إنخراطهم في مؤامرات دولية وإقليمية معادية إستهدفت رأس القوى الوطنية والقومية في الوطن العربي , والتي شكلت رأس حربة في الدفاع عن قضايا الأمة المصيرية وقضيتها المركزية( فلسطين) , وعمقاً إستراتيجيا للأمن القومي العربي على مدار عقود خلت , وكذلك منارة شامخة تضيء دروب الثوار الذين عبروا الوعر والأشواك في سبيل نهوض أمتهم وتحررها ووحدتها على طريق إستعادة دورها الرسالي التاريخي ومكانتها المتقدمة بين الأمم .
لقد هرولت الدكتاتوريات العربية نحو الدولة العبرية وهي في قمة إنكشاف حقيقتها كدولة مارقة تقودها عصابات إرهابية لا تحترم القوانين والمواثيق الدولية وتمارس القتل والإبادة للإنسانية جمعاء وكل أشكال التطهير العرقي العنصري , إضافة لكل أشكال القمع والحصار وسرقة الأراضي الممارسة بحق الفلسطينيين والتصعيد الجنوني لسياسة الإستيطان والتهويد في الوقت الذي تعيش فيه دولة الإحتلال ذروة أزمتها الوجودية وتنكسر هيبتها بفعل مقاومة يقودها أطفال فلسطين الذين جعلوا من أجسادهم الطرية الندية متاريس كالجبال وقنابل موقوته توقف زحف عجلاتهم ومجنزراتهم وبلدوزراتهم وكل ماكنات وأدوات الإستيطان والتهويد , وتنفجر في وجه جنودهم وجيشهم المهزوم المذعور أمام جبروت وعظمة أشبالنا الصغار وزهراتنا فلذة أكبادنا الذين سطروا أروع الملاحم البطولية وإنموذجاً يحتذى على مستوى العالم كله بما قدموا من إبداع نضالي وإزاء جسامة التضحيات التي أبهرت البشرية كلها وجعلت منهم أيقونة الزمان والعصر الذي نعيش .
خلاصة القول : إن ما أقدمت عليه الحكومات العربية الدكتاتورية من خطوات تطبيعية مع الاحتلال الصهيوني البغيض لن يفيد في إطالة عمرها وتسيدها على المشهد العربي في ظل تنامي الوعي الشعبي العربي نحو قيم الحرية والديمقراطية ومقاومة المشاريع المعادية وكل قوى الإستعمار والإحتلال الاّيلة للسقوط والزوال في المنظور القريب , وهذه تشكل مدعاة حقيقية لكل القوى الوطنية والقومية والإسلامية للإرتقاء ببرامجها التشاركية وتجاوز كل المصالح الحزبية والأنانية الضيقة نحو شراكة نضالية وبرامج فاعلة وضاغطة تقودنا نحو كنس الاحتلال وكل أشكال الإستعمار وتطيح بكل الدكتاتوريات التي تعيق مسيرة أمتنا نحو الوحدة والتحرير الكامل والشامل والعميق.
بقلم : ثائر محمد حنني الشولي
بيت فوريك – فلسطين المحتلة
كانون أول – 2021م
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت