- د. هاني العقاد
ليس خطيراً استقبال رئيس وزراء الكيان في دبي بهذه الطريقة ,وليس خطيراً اصطفاف حرس الشرف الاماراتي امامه ,وليس خطيراً جلوسه مع كبار رجال الدولة بمستوي خطورة اشعال شعلة (الحانوكا) في دبي ,وخطورة انتاج فيلم يشوه نضال الاسري الفلسطينيين , الخطورة تكمن هنا في محاولات ضرب الالتفاف الشعبي العربي حول قضية فلسطين ورفضه التطبيع بكل أشكاله وقبول الاحتلال لفلسطين علي ما هو عليه , مخططات يعتقدوا انها ستقتل كل انتماء لفلسطين او توقف كل نضال لأسير حر يسابق الزمن ليكسر القيد وينجب حرية ويقهر المحتل، خطط تنفذ لوجهة واحدة وبأدوات صهيونية متعددة لذات الهدف . كتابة سيناريو (فيلم اميرة) والصندوق الذي مول انتاج هذا الفيلم الموسادي الحقير , واشعال شعلة (الحانوكا) اليهودية في دبي احتفاء بعيد التقويم العبري الذي يصادف بين الاسبوع الأخير من نوفمبر والاسبوع الأول من ديسمبر كل عام وهو عيد يحتفل فيه اليهود احياءً لذكري تدشين الهيكل الثاني المزعوم في القدس عام 164 قبل الميلاد, عادات يهودية تمارس علي ارض العرب في هذا العيد اشعال الشمعدان الثماني المسمى( حانوكياه) بعد غروب الشمس بحيث يتم اشعال شمعة واحدة كل ليله لمدة ثمانية أيام وفي دبي اديت طقوس يهودية وصلوات تلموديه. اما في دولة الاحتلال فان اليهود يستغلوا هذا العيد لتسير قوافل من المتطرفين الصهاينة لاقتحام المسجد الأقصى والحرم الابراهيمي الشريف وكان رئيس كيانهم (حاييم هرتسوغ ) قد اقتحم المسجد الابراهيمي في الخليل بذات الموعد والساعة التي اشعلت فيها شمعة (الحانوكاه) في دبي.
لا اعرف ان كان المطبعين من الإماراتيين وأصدقاء اليهود يعرفوا شيئا عن هذا العيد ام لا ,ولا اعرف ان كانوا يعرفوا ان هذا عيد مزعوم ليس لمناسبته أي تاريخ لان هيكلهم مزعوم فلا هيكل اول ولا ثاني ولا تاريخ لهم في عاصمتنا الإسلامية المقدسة قدس العرب ,قدس التاريخ ,قدس الكرامة والشرف, قدس محمد وعيسي والانبياء عليهم الصلاة والسلام ,ولا اعرف ان كان مشعلو الشمعدان اليهودي يعرفوا ان هذا اعتراف منهم بحق اليهود في القدس وبالتالي حقهم في تدمير المسجد الأقصى وهدم قبة الصخرة المشرفة وإقامة هيكلهم المزعوم , المصيبة ان كانوا يعرفوا واعتبروا هذا من ثقافة التسامح الديني والمصيبة الأكبر ان كانوا يعتبروا هذا من باب الكرم العربي ونوع من اصالة اهل الامارات, الحقيقة انني أحاول ان اجد مقاربات لأسباب تكون منطقية استطيع من خلالها ان ابرر فعلة الإماراتيين الشنيعة هذه فلم اجد , فلا اعتقد ان هناك أسباب تحت أي منطق قد تبيح شيئا محرما وهو نصب الشمعدان اليهودي الثماني على ارض عربية او على أي مبني بارض عربية حتي لو اعترف اليهود بحق الفلسطينيين في دولة وعاصمتها القدس.
التطبيع مع بقاء الاحتلال وتدنيس المقدسات وانتهاك حرمات القدس وقبة الصخرة وتنفيذ مخطط التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى تهيئة لهدمه وإقامة هيكلهم المزعوم جريمة بحق الإسلام والعروبة والتاريخ والشرف العربي , جريمة تكبر يوما بعد يوم في بيت يقال انه كان بيت العرب ,المخيف ان التطبيع لم يتوقف عند علاقات دبلوماسية واتفاقات اقتصادية وسياحية وصحية بل بات يتعدى المنطق السياسي لكل اتفاق وكأن ارض الامارات أصبحت كلها ارضاً لليهود او كان دبي علي وجه الخصوص أصبحت مستوطنة صهيونية كبيرة بفعل اتفاق ابرهام الذي جعل العرب المطبعين خداما للصهيونية بلا ثمن والثمن ليس اكثر من رضا الصهاينة وحمايتهم , لم يعد في الطريق شيء بعد افتتاح الكنس اليهودية والصلاة المشتركة وزواج اليهود بإمارتيات وفتح باب التجنس لهم واستئجار أراضي وانشاء قواعد عسكرية واشعال الشمعدان فوق بعض المباني الإماراتية , ولون ازرق يكسوا برج خليفة الذي اعتقدنا انه برج العرب لكنه بعد ان تدنس بأقدام اليهود وعلمهم الأزرق يحتاج الي امطار مائة عام لكي يطهر ...!!, ماذا تبقي من عروبتكم أيها العرب في الامارات...؟ ان تنطقوا باللغة العبرية وتخلعوا العقال والكوفية وترتدوا (الكيباة) اليهودية...!! وتتمتموا على حجارة صماء وتدسوا في فتحات الجدران رسائل للإلهة وتزعموا ان الله سمع دعائكم واستجاب لكم واصبحتم شعب الله المختار.
كل ما يجري من تهويد وتطبيع وتغريب لثقافة الامة العربية هو من ذات المخطط الابراهيمي لكي تقبل الامة العربية اليهود بكراهيتهم وحقدهم للفلسطينيين بهتافاتهم الداعية " الموت للعرب" .لعل ذلك الفيلم المشبوه الذي جاء نتيجة عمل مأجور وإنتاج تطبيعي (مصري اماراتي اردني) دفعت تكاليفه إنتاجه من خزينة لا تعترف الا بالسلام علي الطريقة الابراهيمية وهو من أدوات تجسيد اتفاق ابرهام الاجرامي الذي يعتقد من خلاله اليهود انهم سيحولون العالم العربي الي واحة يهودية يتحكموا فيها بكل شيء حتي انفاس الحكام المتربعين علي عروش لا يستطيعوا حمايتها بأنفسهم , الهدف من هذا الفيلم الخطير هو ضرب نضال اسرانا البواسل وكفاحهم من اجل حريتهم وامتداد نسلهم وهو يهدف لأنهاء حياة الاسري بالسجون والمعتقلات الصهيونية والا يكون لهم امتداد بطولي لا من نسل ولا من اهل, لكن ما يثلج صدورنا ان الشعب العربي الأردني شعب حي يؤمن بكل قضايا الصراع واولها قضية الاسري ,كشف المؤامرة ,وكشف الجريمة وثار وطالب بوقف الفيلم وسحبه من الترشح للأوسكار . انا أؤمن ان ردة فعل النقابات والهيئات الوطنية بالأردن جاء نتيجة للانتماء الأردني الحقيقي لقضية الامة، قضية فلسطين واؤمن ان العاصفة التي هاجت في وجه من حاولوا دس هذا الفيلم بالدراما العربية تنم عن وعي حقيقي بكل الدسائس التي تهدف الي تخريب وشق صفوف الشعوب العربية التي تؤمن بعدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني والانتماء للنضال الفلسطيني من اجل التحرر من الاحتلال وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت