عقدت مؤسسة سوا مؤتمرها السنوي السابع عشر امس الثلاثاء تحت عنوان "الجائحة المزدوجة" ( العنف الجنسي في ظل كوفيد19) وذلك في فندق الكرمل بمحافظة رام الله. وبحضور عدد من الاخصائيين في مجال الصحة النفسية والعنف الجنسي، وناشطين اجتماعيين، وبحضور عدد من ممثلي الوزارات المحلية.
وقالت المديرة العامة لمؤسسة سوا اهيلة شومر ان عنوان المؤتمر "الجائحة المزدوجة" جاء نتيجة وقع الجائحة واثرها الكبير، بحيث ان اجراءات الحجر الصحي كان لها اثر على كل شخص منها السعيد ومنها التعيس ومنها المفجع حيث ان ما لاحظناه هو ازدياد حالات العنف الواردة لمركز الاستماع 121 بثلاثة مرات.
واستعرضت شومر الاحصائيات بحسب منظمة الصحة العالمية والتي تشير الى تعرض امرأة واحدة من كل ثلاثة نساء للعنف الجنسي من شريك حميم ، كما تطرقت الى بعض الارقام التي اشار اليها الجهاز المركزي للاحصاء الفلسطيني في نتائج مسح العنف خلال فترة كوفيد 19.
واكدت شومر على ضرورة تخطي مرحلة الإنكار وايجاد منظومة متكاملة لتوفير الحماية للاطفال والنساء.
ومن جانبها تحدثت عبير عبد الحليم المعالجة النفسية والمختصة في علاج ضحايا العنف الجنسي عن العنف وابعاده واسقاطاته على الاسرة الفلسطينية وقالت ان نسبة العنف الجنسي زادت في العالم بأسره سواء بالاعتداء على الزوجات او بين افراد الاسرة واضافت ان الصعوبات الاقتصادية هي العامل الاساسي في العنف اضافة الى الاغلاق وفرض القيود على الحركة.
ومن جانبه تحدث الخبير في علم الاجرام الدكتور وليد حداد عن الاعتداءات الالكترونية في ظل كوفيد19 وتحدث عن التطبيقات العديدة التي ظهرت على الساحة ومن الصعوبة السيطرة عليها، واضاف حداد اننا في ظل كورونا قمنا بالسماح لإولادنا باستخدام هذه التطبيقات، وان المتحرشيين والمعنفيين لائموا انفسهم على هذا الوضع مما رفع عدد الافراد والاطفال الذين تعرضوا للتحرش والاستغلال الجنسي واكد حداد على اهمية موضوع التربية والقدوة لإولادنا.
وفي السياق نفسه تحدث المستشار القاننوني لمؤسسة سوا جلال خضر عن كيفية استخدام التكنولوجيا في خدمة المرأة وحمايتها من العنف وقال ان مؤسسة سوا هي اسعاف اولي لمساعدة الضحايا بعد حدوث الاعتداء سواء من خلال الخط المجاني 121 او خدمة الارشاد عن طريق الدردشة، لذلك قمنا بتطوير هذه الوسائل من خلال اطلاق تطبيقsawa121 الذي يتيح للجمهور بكبسة واحدة ان يتصل بنا مباشرة او يقوم بعمل دردشة نصية اضافة الى الاتصال بالشرطة او الاسعاف، واضاف خضر ان التطبيق يتيح للنساء اللواتي يتعرضن للتحرش في الاماكن العامة بكبسة زر ايضا ان يتم تحديد اماكن التحرش على خارطة التحرش.
واضاف خضر بامكان اي شخص يقوم بتحميل التطبيق مشاهدة الخارطة ومعرفة الاماكن التي يكثر فيها التحرش، واضاف ان الهدف من التطبيق هو التوجه للسلطات المختصة لخلق سبل تعاون تساعد على ان نجعل كل شوارع فلسطين امنة في كل الاوقات، كما يستطيع المستخدم اخذ استشارة طبية مجانية بالصوت والصورة من خلال ايقونة طبيبك بعد حجز موعد مع الطبيب.
ومن جانبه تحدث الطبيب النفسي والمعالج بالنطق الدكتور سامي رحال عن التأثيرات النفسية للعنف (تاء التعنيف) وقال معظم ضحايا العنف من النساء وتطرق لفروقات بالتأثيرات النفسية للضحية بين الرجال والنساء، وان النساء تتوجه بشكل اكبر لتقلي المساعدة، واضاف رحال ان وقع العنف ايضا بين الذكور والنساء يختلف. واضاف ان نسبة العنف القائم على النوع الاجتماعي في فترة كورونا زادت 30 بالمئة في العالم وانا اعتقد ان ما خفي اعظم لان هذه الارقام فقط لمن كان لديه القدرة والجرأة على التبليغ.
يذكر ان مؤسسة سوا هي مؤسسة اهلية تأسست عام 1998 لتوفير الدعم والحماية والارشاد الاجتماعي لضحايا العنف، وتناهض كافة وتعمل على مكافحة العنف ضد النساء والأطفال وتقدم الدعم النفسي لضحايا العنف .