طالب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية رئيس دائرة شؤون اللاجئين د. احمد أبو هولي دولة البرازيل بإعادة تمويلها لوكالة الغوث الدولية "الأونروا"، الذي تراجع في العام 2020 الى 75 الف دولار ثم توقف في العام 2021 لافتا الى ان البرازيل وصلت مساهماتها السنوية للأونروا قبل العام 2019 الى 7.5 مليون دولار .
واشار د. أبو هولي خلال لقائه مساء اليوم مع السفير البرازيلي لدى دولة فلسطين أليساندرو كاندياس في مقر مكتب التمثيل البرازيلي في مدينة رام الله الى ان دولة البرازيل كانت من الممولين الرئيسيين لدى وكالة الغوث الدولية وانضمت الى عضوية اللجنة الاستشارية لوكالة الأونروا في العام 2014، كأول دولة من أميركا اللاتينية.
وقال: "نتطلع من البرازيل ان تكون في مقدمة الدول المانحة والممولة للأونروا"
وأشاد د. أبو هولي بالعلاقة المتينة التي تربط الشعبين الفلسطيني والبرازيلي ودعم الشعب البرازيلي ومناصرته للقضية الفلسطينية لنضال شعبنا الفلسطيني للخلاص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة كاملة وعاصمتها القدس، والتي تجسدت في حملات المناصرة والدعم من الشعب البرازيلي للشعب الفلسطيني في يوم التضامن العالمي مع الشعب الفلسطيني .
ووضع د. أبو هولي السفير البرازيلي "كاندياس" في صورة الأوضاع المعيشية الصعبة للاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية في ظل استمرار ازمة الاونروا المالية وتداعيات جائحة كورونا وارتفاع معدلات البطالة والفقر وانهيار العملات المحلية والتدهور الاقتصادي وارتفاع أسعار السلع الأساسية في بعض الدول المضيفة وتداعيات الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة
وأوضح د. أبو هولي خلال لقائه من القنصل بأن 1.9 مليون لاجئ فلسطيني يعتمدون بشكل رئيسي على المساعدات النقدية والغذائية المقدمة من الاونروا واعتبارها المصدر الرئيسي لدخلهم وشريان الحياة لهم موزعين في مناطق عملياتها الخمسة مؤكداً بأن توقف المساعدات وتقليصها سيزيد من تفاقم الأوضاع الإنسانية داخل المخيمات الفلسطينية.
وتطرق د. أبو هولي الى آخر المستجدات للوضع المالي المتأزم في ميزانية وكالة الغوث الدولية ومخرجات المؤتمر الدولي للمانحين للحصول على تمويل مستدام ومتعدد السنوات للأونروا، والذي نجح في تقديم تبرعات بقيمة 614 مليون دولار لميزانية الأونروا في فترة بين عامين حتى خمس أعوام.
وأكد د. أبو هولي على الدور الحيوي الذي تقوم به الاونروا في خدمة ما يزيد عن 5.6 مليون لاجئ فلسطيني وعلى استمرارية عملها إلى حين إيجاد حل عادل لقضية اللاجئين الفلسطينيين طبقاً لما ورد في القرار 194.
واستعرض د. أبو هولي اعتداءات حكومة الاحتلال على الأرض الفلسطينية المحتلة وانتهاكها للقانون الدولي في ظل استمرار جرائمها وسياساتها العنصرية غير الشرعية ضد المدنيين الفلسطينيين، عبر القتل العمد، والاستيطان ومصادرة الأراضي والضم التدريجي للأراضي الفلسطينية المصنفة (ج)، واجراءات التطهير العرقي في احياء القدس، ومحاولاتها السيطرة على أملاك أهالي القدس في الشتات من خلال مشروع التسوية.
واشار الى ان البرازيل من أولى الدول التي اعترفت بالدولة الفلسطينية على حدود الأراضي التي احتلتها إسرائيل عام 1967، وعاصمتها القدس الشرقية، في كانون الأول 2010 والذي فتح الباب امام دول أمريكيا اللاتينية من الاعتراف بالدولة الفلسطينية.
وثمن موقف البرازيل الرافض للاستيطان ومصادرة الأراضي وسياسات حكومة الاحتلال التي تقوّض فرصة حل الدولتين، مذكراً بموقف البرازيل التاريخي برفضها في العام 2015 المصادقة على اعتماد السفير الاسرائيلي في برازيليا كونه يقطن في مستوطنة غير شرعية قائمة على الأراضي المحتلة العام 1967، مشيداً بمواقف البرازيل التاريخية للقضية الفلسطينية.
من جهته اكد السفير البرازيلي "كاندياس" على دعم بلاده للقضية الفلسطينية وفقاً لقرارات الشرعية الدولية ورفض بلاطه للخطوات أحادية الجانب التي تقوض حل الدولتين وتبدد الجهود المبذولة لأحياء عملية السلام في المنطقة.
واكد على ضرورة تخفيف معاناة اللاجئين في المخيمات الفلسطينيين وتحسين حياتهم، من خلال تطوير المخيمات واستمرار الخدمات التي تقدمها وكالة الغوث الدولية علاوة على تطوير قطاع الشباب والرياضة في المخيمات الفلسطينية
وشدد على أهمية تعزيز العلاقات الفلسطينية البرازيلية وتطويرها على مختلف الصعد بما في ذلك إقامة الأنشطة الثقافية والرياضية وتبادل الخبرات .
كما واكد على تعزيز سبل التعاون مع دائرة شؤون اللاجئين والتنسيق معها لتنفيذ مشاريع حيوية داخل المخيمات تساهم في تخفيف معاناتهم بما لا يتعارض مع تفويض الاونروا علاوة على استمرار الاتصالات واللقاءات لبلورة رؤية مشتركة لتعزيز التعاون المشترك بما يصب في خدمة القضية الفلسطينية واللاجئين الفلسطينيين في المخيمات الفلسطينية.