شهدت شوارع مخيم اليرموك، قرب العاصمة السورية دمشق، عرساً وطنياً احتفاء بإعادة إفتتاح مقرات الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين، بعد إعادة ترميمها وتأهيلها لتستعيد وظيفتها في خدمة أبناء المخيم وقضاياهم الوطنية والاجتماعية والثقافية وغيرها.
حضر الحفل المئات من أبناء المخيم والمخيمات المجاورة، وفي مقدمهم قيادات العمل الوطني، وصف من قادة الأحزاب السورية والعربية وممثلي السلك الدبلوماسي في سوريا، وحشد من ممثلي اللجان والاتحادات والمؤسسات الشعبية في المخيمات الفلسطينية.
وفي أجواء من الفرح، قصت القيادات الفلسطينية مجتمعة الشريط معلنة افتتاح المقر الرئيس للجبهة الديمقراطية في مخيم اليرموك، الذي استقبل في قاعاته الفسيحة ومكاتبه الزائرين مرحباً، حيث اطلعوا على الإنجاز الذي تحقق بالسرعة القصوى، وبما يحمله من معاني على الإصرار على إعادة الحياة إلى مخيم اليرموك، ليستعيد موقعه في الخارطة الوطنية الفلسطينية، عاصمة للشتات الفلسطيني.
هذا ما عكسته كلمات التهنئة التي ألقيت في قاعة الشهيد خالد نزال، التي استعادت رونقها بعد إعادة ترميمها، وتزويدها بكل المستلزمات التقنية لعقد المؤتمرات والاجتماعات الشعبية والوطنية، بما في ذلك تزويدها بالطاقة الشمسية حلاً لأزمة الطاقة في البلاد.
فهد سليمان نائب الأمين العام، رحب بالجميع في «بيت الجميع» في المقر الرئيس للجبهة الديمقراطية وقدم الشكر والامتنان إلى كل من أسهم في العمل لإعادة الحياة إلى مخيم اليرموك، بما في ذلك القيادة السورية وعلى رأسها الرئيس بشار الأسد، ومؤسسات م.ت.ف، وسفارة فلسطين في دمشق.
وأكد فهد سليمان أن الرجوع إلى المخيم خطوة سياسية استراتيجية كبرى، فالمخيم هو حاضنة الشعب الفلسطيني فيه ينمي هويته الوطنية، ويعزز تماسكه المجتمعي، ويمارس دوره السياسي والنضالي، في التمسك بحق العودة والالتحام مع مقاومة أهلنا في المناطق المحتلة.
وقال فهد سليمان: في مخيم اليرموك ووري آلاف الشهداء الثرى ومنهم قادة كبار خلدهم التاريخ الوطني، وعلى تراب اليرموك المقدس سارت مسيرات النضال والكفاح، وصنعت أمجاد البطولة، فلا عجب أن نتمسك بالمخيم، فهو الوطن المعنوي للاجئين إلى حين العودة إلى الوطن الحقيقي فلسطين. وأكد فهد سليمان أن هذا ليس من شأنه أن يضعف انتماءنا إلى الحالة العربية أو أننا قطريون، فنحن عرب بالأصالة، وعرب بالمصلحة الوطنية أيضاً.
الدكتور طلال ناجي، الأمين العام للجبهة الشعبية – القيادة العامة، قدم عرضاً لمسيرة مأساة اليرموك، بعد أن عبث فيه الإرهابيون فساداً ودماراً وقتلاً ولفت إلى أن عدوان الإرهابيين لم يقتصر على مخيم اليرموك وحده بل طال كافة المخيمات الفلسطينية في سوريا، بما يؤكد أن الإرهابيين كانوا يخططون ويعملون لمؤامرة خسيسة تطال قضيتنا وحقوقنا. وأكد ناجي أننا حين قاتلنا الإرهابيين إلى جانب الجيش العربي السوري، وقدمنا مئات الشهداء، فإنما قاتلنا دفاعاً عن قضيتنا الوطنية، فضلاً عن دفاعنا عن سوريا وعروبتها.
وقدم ناجي الشكر والامتنان إلى الدولة السورية ورئيسها الدكتور بشار الأسد، التي تحملت مسؤولياتها في العمل على إعادة الحياة لمخيم اليرموك، كذلك الشكر الموصول إلى م.ت.ف والرئيس الفلسطيني محمود عباس، وكافة النشطاء الذين لعبوا دوراً مهماً في هذا المجال.
مانيا بيطاري، عضو قيادة التنظيم الفلسطيني لحزب البعث العربي الإشتراكي، قدمت هي أيضاً صورة لما عانته سوريا في مقاومتها حروب الإرهابيين والدول الغربية والرجعيات العربية ضدها، وانتصارها على أعدائها، وإصرارها على إعادة بناء البلاد، وإخراجها من أزمتها واستعادتها لموقعها العربي والإقليمي وفي المعادلات الدولية، واحتضانها للقضية الفلسطينية.
وقدمت بيطاري التهنئة لأبناء المخيم والشكر للقيادة السورية، وعلى رأسها الرئيس الدكتور بشار الأسد.
المهندس محمود الخالد، رئيس اللجنة الهندسية والفنية المسؤولة عن إعادة تأهيل شوارع المخيم ومؤسساته، وقد أشرف أيضاً على إعادة ترميم المقر وتزويده بكل المتطلبات الضرورية ليستعيد دوره، أكد على أن رجوع الأهالي إلى المخيم هو وحده ما يعجل في إعادة ترميم أو إعادة بناء منازله المتضررة والمتهدمة، وإعادة بناء مؤسساته الخدمية المطلوبة وبنيته التحتية بما يؤمن الاستقرار للسكان.