غادر الوفد الأمني المصري قطاع غزة، يوم الإثنين، بعد زيارة استمرت لمدة 24 ساعة، التقى خلالها قيادتي حركة حماس والجهاد الإسلامي.
وقال مصدر فلسطيني مُطّلع، لوكالة "الأناضول"، إن وفد المخابرات المصرية، المكوّن من 4 شخصيات، غادر قطاع غزة، عبر معبر بيت حانون "إيرز".
وأوضح المصدر أن الوفد الأمني المصري التقى، في لقاءين منفصلين، بقيادتي حركتي حماس والجهاد الإسلامي في غزة، دون الإفصاح عن التفاصيل.
وأشار المصدر أن مباحثات الوفد المصري تطرقت لعدد من الملفات أبرزها جهود تثبيت التهدئة في قطاع غزة، وإعادة إعمار ما دمّره العدوان الأخير في مايو/ أيار الماضي.
كما أجرى الوفد، الذي تزامن دخوله القطاع مع دخول وفد هندسي آخر عبر معبر رفح ، زيارة تفقدية لعدد من المشاريع التي تقودها مصر في غزة، ضمن جهودها في إعادة الإعمار.
وأفادت مصادر لقناة "لميادين"، بأنّ "الوفد المصري غادر إلى تل أبيب وسينقل ردود حركة حماس في قضية الأسرى والإعمار".
وأشارت مصادر القناة إلى أنّ "حماس أبلغت المصريين رفضها محاولات ربط الإعمار بصفقة الأسرى"، وذلك لأنّها "ترى أنّ الحل يكمن بدفع الثمن المطلوب لتنفيذ صفقة التبادل وفق الرؤية التي قدمتها".
وأضافت المصادر أنّ "حماس أبلغت المصريين أن استمرار سياسة المماطلة ستؤدي إلى تفجير الأوضاع"، مؤكّدةً أنّ "الوضع في غزة يغلي بنحو متسارع، وقد تكون أمام خطوات تصعيدية خلال وقت قصير".
هذا وكشف عضو المكتب السياسي، المتحدث باسم حركة "حماس"، مشير المصري (أبو بكر) أهم ما بحثه الوفد الأمني المصري في قطاع غزة قائلاً "لا شك أن علاقة حركة حماس مع الأشقاء في مصر مستمرة، وزيارة الوفد المصري لقطاع غزة تأتي في إطار استمرار هذه العلاقة وتعزيز جوانبها، وخاصة فيما يتعلق بدور مصر في التهدئة وملف إعادة الإعمار، نعتقد أن هناك حالة هروب من قبل العدو الصهيوني من تحمل المسؤولية، والاتجاه لإنهاء الحصار المفروض على قطاع غزة، ومن هنا كان تحذير المقاومة الفلسطينية بأن استمرار تجديد الحصار وحرمان الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من أبسط مقومات الحياة، سيكون له تداعيات خطيرة".
وأضاف أبو بكر في حوار مع وكالة "سبوتنيك" الروسية : "وكذلك تمت مناقشة دور مصر فيما يتعلق بملف إعادة الإعمار، والمطالبة بضرورة الإسراع بإنجازه، المطلوب من مصر الإيفاء في الوعود، باعتبار الأشقاء في مصر هم وسطاء في ملف التهدئة، ويدركون أن حالة التباطؤ والتلكؤ التي يمارسها العدو الصهيوني وغيره من الأطراف، في مسألة إعادة الإعمار، تدفع الأمور باتجاه الهاوية، ونحن تلقينا جملة من الوعود من الأشقاء في مصر، نتمنى الإسراع في إنجازها، وبخاصة على صعيد الإعمار، والانسيابية بالحركة البشرية والتجارية، باعتبار مصر تمثل منفذا روحيا لقطاع غزة، والأمر الثالث هو في ممارسة ضغط حقيقي على السلطة وحركة فتح لدفعهم إلى المصالحة والوحدة الوطنية بعد التنازلات والمرونة التي قدمتها حركة حماس".
وحول ما تقوم به الحركة لكسر الحصار قال أبو بكر: "لاشك أن حركة حماس بحكم أنها تقود الحكومة في قطاع غزة، تعمل على أكثر من مسار واتجاه بغية تعزيز مقومات الصمود لدى الشعب الفلسطيني والعمل على كسر حلقات الحصار، سواء من خلال توفير مقومات الحياة عبر تعزيز العلاقة مع مصر في بعدها التجاري، والأمر الثاني هو أن نمارس الضغط على العدو الصهيوني لإنهاء الحصار على قطاع غزة، وتجلى ذلك عبر مسيرات العودة وكسر الحصار والضغوط التي تمارسها قيادة الحركة مع المقاومة الفلسطينية، مثل إدخال المنح المالية والمساعدات لصالح قطاع غزة والمطالبة المستمرة لقيادة السلطة في رام الله، بضرورة إنهاء العقوبات الإجرامية المفروضة على قطاع غزة، والتي طالت مؤخرا أسر الشهداء والجرحى والأسرى، ومن هنا حركة "حماس" تتحرك بروح وطنية مشتركة مع كل قوى وفصائل الشعب الفلسطيني في القطاع للعمل على توفير حياة كريمة لشعبنا الفلسطيني، وأن تكون دوما وثيقة لتعزيز صموده في مواجهة الاحتلال والتحديات الكبرى التي يمر بها شعبنا".
وبخصوص دور مصر في المصالحة الفلسطينية أضاف أبو بكر: " حركة حماس تقدمت للأشقاء في مصر مؤخرا برؤية متكاملة حول موضوع المصالحات، تبدأ بإعادة بناء القيادة الوطنية المشتركة، وترتيب البيت الفلسطيني، بدءا من منظمة التحرير الفلسطينية، وحركة حماس كذلك سارعت بالترحيب في الجهد الجزائري المبذول باتجاه تقريب وجهات النظر، وكذلك بمبادرة الرفاق في الجبهة الشعبية التي صدرت مؤخرا، نعتقد بأن حركة حماس ذهبت بكل اتجاه كفيل بدفع عجلة المصالحة قدما، وقدمت تنازلات كثيرة ومرونة عالية بغية تحقيق الوحدة الوطنية، إدراكا من الحركة وانطلاقا من المسؤولية الوطنية بأن تعزيز الوحدة الوطنية واستعادة اللحمة الفلسطينية هو مقوم أساسي من مقومات مشروع التحرير، لنتفرغ لمواجهة العدو المشترك لشعبنا ولأمتنا وهو العدو الصهيوني، أعتقد أن مصر تدرك أكثر من غيرها مدى التنازلات والمرونة التي قدمتها حماس في هذا الاتجاه".
وعلق أبو بكر على تنكيل إسرائيل بالأسيرات الفلسطينيات بقوله: "التنكيل بالأسيرات هو تجاوز لكل الخطوط الحمر، والعدو يرتكب جريمة مركبة في ذلك، جريمة الأسر، وجريمة التنكيل بالأسيرات، وبالتالي هذا استفزاز لمشاعر شعبنا وأمتنا ومقاومتنا الباسلة، والمقاومة لن تصمت وستبذل كل ما بوسعها للدفاع عن الأسيرات في سجون الاحتلال، وعلى العدو الصهيوني أن يكف عن هذه الحماقة، وأن يدرك أن المساس بمشاعر شعبنا، والاعتداء على أعراضنا هو جريمة سيدفع ثمنها.
وتأتي زيارة الوفد مع تحذيرات أطلقتها حماس والجهاد الإسلامي، السبت الماضي، من انفجار الأوضاع بغزة بسبب "المماطلة والتسويف في رفع الحصار (المستمر للعام الـ15 على التوالي).
كما تأتي الزيارة بعد أقل من أسبوع على إعلان اللجنة المصرية لإعمار قطاع غزة، (تابعة للحكومة المصرية)، انتهاء المرحلة الأولى من إعمار غزة بإزالة الركام، وبدء المرحلة الثانية منها والمكوّنة من 6 مشاريع.