- سهيله عمر
في الاونه الاخيره ظهرت للراي العام نزاعات على الحضانه بين نساء سواء فلسطينيات او غير فلسطينيات تزوجن من رجال فلسطينيين بالخارج وانفصلن عنهم. واختار بعض منهم العودة بالابناء لداخل فلسطين سواء الضفه او غزه من دون توافق مع الام. وتبدا الزوجه رحله المعاناه للمطالبه بارجاع ابناءها وحضانتهم.
ولا ننسى ان نشأه اي طفل في دوله اجنبيه امر صعب وان كان الام والاب عربيان. اولا لان الطفل سينشا في بيئه ذات عادات وتقاليد غربيه بعيده عن الاسلام وسيتطبع به.ا ثم انه لن يجيد الكتابه والقراءه باللغه العربيه. وان كان يعيش في دوله عربيه فهو سيعيش مغتربا بها دون حقوق المواطن في تلك الدوله خاصه بالتعليم والعلاج. وهذه من اسباب لجوا الاباء لاخذ اولادهم لفلسطين بدون توافق مع الام.
لجات الكثير من هذه النساء للضغط في الانترنت للمطالبه بتنفيذ حكم الحضانه وتسفير الاطفال اليهن. وبالعاده يرفض الاباء تسفير الاطفال لانه سيحرم منهم. وتقع السلطه في الحرج ما بين حق الاب بالولايه وعدم السماح بتسفير الاطفال الا باذنه، وبين مطالبه الام بالحضانه وان كان ذلك خارج نطاق فلسطين وفق قرار قضائي، وبين حق الاطقال في النشأه بوطنهم .وتلجان لاعلامين لهم جيوش الكترونيه ليخلقوا ضغط اعلامي على السلطه لتنفيذ حكم الحضانه وتسفير الاطفال بكافه الاساليب. وصراحه ذهلنا من الطرق التي تتبعها الام والاعلامي المروج لقضيتها. وهذه بعض منها:
1. قد تلجا الام والاعلامي المحتضن لقضيتها لترويج شائعات ان الاب وعائلته يؤذون الاطفال. تاره يروجون انهم قد يقتلوا الطفل او يزوجوا الفتاه القاصر وغير ذلك من الشائعات التي لا يصدقها عقل. لكنهم يعتقدون انهم يضغطون لتنفيذ قرار الحضانه وتسفير الاطفال.
2. قد تلجا الام والاعلامي المتبني لقضيتها بالمطالبه بسجن الزوج واقرباءه الذين يساعدون بايواء الاطفال، او لمجرد الشك انهم يخفون علمهم بمكان الزوج والاطفال للضغط على الزوج. وهذا ظلم لعائله الزوج. فما ذنبهم بالقضايا الشخصيه لابناء العائله. وهذا حتما يخلق فتنه في مجتمعنا الفلسطيني؟؟ هل يعقل ان تصبح عائلات عرضه للملاحقه بحجه قضيه حضانه.
3. قد تلجأ الام والاعلامي المتبني لقضيتها بموجه من التحريض والتشهير ضد كل من لا يساعدهم من اصحاب القرار لتفيذ قرار الحضانه وتسفير الاطفال. وهذا يخلق فتنه في مجتمعنا الفلسطيني.
4. قد تلجا الام والاعلامي المتبني لقضيتها بمطالبه الناس باعطاء اي معلومات عن مكان الزوج والاطفال عبر النت لارسال شرطه التنفيذ لتنفيذ حكم الحضانه وتسفير الاطفال. اي كمن تطالب الناس بتعقب بعضهم. وهذا يخلق مشاكل بين العائلات.
وحتى لا يقال انني اتحدث عن فراغ. هذا فيديو لاعلامي اردني لجات اليه ام عربيه تقيم في دوله اوربيه يتباهى به بحبس اربعه من عائله الزوج في فلسطين للضغط عليه لتسليم الطفل
shorturl.at/yALR5
والغريب انه بعد ان تنجح الام في تحقيق هدفها وتسفير الاطفال وحضانتهم تصبح مشهوره ولها جيش الكتروني. وقد تبدا للاستثمار من خلال النت وتبني قضايا نساء واجهن نفس قضيتها لمعالجتها بنفس الاسلوب. والاغرب ان المستهدف دائما فلسطيني داخل نطاق فلسطين. فاي صدفه هذه ؟
هذا بعض الذي لاحظته في وسائل التواصل الاجتماعي في هذه القضايا. قد يكون الهدف جوهره طبيعي هو نزاع على الحضانه ومن حق الام قي الحضانه ولو بخارج فلسطين. لكن هذا النزاع يخلق فتن عميقه بمجتمعنا الفلسطيني ويجعل فلسطين عرضه لاصحاب الاجندات التي تتعمد استغلال تلك القضايا وتضخيمها لتشويه المجتمع الفلسطيني وافتعال فتن بحجه النزاع على الحضانه.
الجيوش الالكترونيه والهشتاجات هي سلاح ذو حدين. قد يتم استخدامها للمطالبه لحل قضيه انسانيه. لكن ايضا قد يتم استخدامها للابتزاز وملاحقه ابرياء تحت مسمى قضايا انسانيه.
ولكن ايضا نجد من الناحيه الاخرى ان كثير من الرجال يتعمدون التعنت بحرمان الام من الحضانه ومجرد التواصل مع الاطفال لاسباب انتقاميه. كأن تكون هي من طلبت الطلاق او الخلع. ولهذا يرفضون تنفيذ قرار حكم الحضانه وتسفير الاطفال. فكثيرا ما تجد انه اذا خلعت زوجه نفسها تنشا مشاكل بين الزوجين بعد هذا الخلع لان الرجل يشعر بالمهانه. قد ينتقم الرجل بحرمان الزوجه من الاطفال او بخدش سمعتها. فانتبهوا يا نساء، فاليكن الخلع اخر حل لانه قد تتعرضن لمشاكل مع الزوج. وانا اقترح الصلح بين الزوجين بعد الخلع والتوافق على كافه الامور التي تخص الاطفال قبل ان يتفاقم الخلاف ويصبح الاطفال ضحيه هذه الصراعات.
اما عن تعقيبي الخاص حول قضايا الحضانه مع مغتربات. لا املك الا ان اتحدث بالمنطق. عندما يكون الفلسطيني لاجيء او مغترب يعلم انه غير مستقر بالمكان الذي هو فيه حتى لو حمل جنسيه البلد. الفلسطيني بالفطره محروم من وطن مستقل ولا يرى وطنا الا فلسطين. وفلسطين دوله تحت الاحتلال اي لها وضع سياسي بمنتهى التعقيد. لذا كثير من الفلسطينيين يلجأون للزواج من فلسطينيات من نفس منطقتهم داخل فلسطين حتى يتجنبوا مشاكل الحضانه لدى الطلاق ويصبح بمقدوره ان يستقر مع ابناءه داخل فلسطين اذا انفصل عن زوجته لدى اضطراره مغادره البلد المغترب بها. وكثير من الفلسطينيين يرفضون تزويج بناتهم بالغربه خوفا ان ابنته قد تعاني في تلك البلد اذا تطلقت، فتحرم من ابنائها اذا عادت فلسطين. وكثير من الفلسطينين يتحملون اي مشاكل في حياتهم الزوجيه ويتفادون الطلاق من اجل الاطفال.
وكما نوهت مسبقا ان نشأه اي طفل في دوله اجنبيه امر صعب وان كان الام والاب عربيان. اولا لان الطفل سينشا في بيئه ذات عادات وتقاليد غربيه بعيده عن الاسلام وسيتطبع بها . ثم انه لن يجيد الكتابه والقراءه باللغه العربيه. وان كان يعيش في دوله عربيه فهو سيعيش مغتربا بها دون حقوق المواطن في تلك الدوله خاصه بالتعليم والعلاج والعمل.
ومن ثم الحل الافضل ان يدرس الرجل والمراه جيدا قبل الزواج كافه الاحتمالات الممكنه وان يتفقوا معا ما مصير الاطفال اذا وقع الطلاق. فكما يقال الوقايه افضل من العلاج.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت