حذرت عائلة الأسير هشام أبو هواش، المضرب عن الطعام في السجون الإسرائيلية منذ أكثر من أربعة شهور رفضا لاعتقاله الإداري، يوم الأربعاء، من تعرض حياته للخطر بعد التدهور الكبير الذي طرأ على حالته الصحية، محملة الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة ابنها.
واستعرضت العائلة في مؤتمر صحفي عقدته أمام بلدية دورا، الوضع الصحي لهشام بعد التدهور الكبير الذي طرأ على حالته الصحية بعد مرور 128 يوما من إضرابه عن الطعام، ووصوله إلى حالة صحية حرجة للغاية، معتبرة أن ما يحدث مع هشام هو عملية قتل ينفذها الاحتلال ببطء، ويتجاهل الحالة الصحية الحرجة التي وصل إليها بحسب التقرير الطبي لأطباء من أجل حقوق الإنسان، والتي طالبت بضرورة نقل هشام إلى مستشفى مدني مؤهل للتعامل مع هذه الحالة، إلا أن سلطات الاحتلال ترفض ذلك وتمنع دخول أطباء منذ أكثر من أسبوع لمعاينة حالته الصحية.
وحملت العائلة الاحتلال بكافة مستوياته المسؤولية الكاملة عن حياة ابنها، محذرة من احتمال إقدام الاحتلال بالاستفراد بهشام، واستخدام القوة لإخضاعه للتنويم وحقنه بالفيتامينات من أجل السيطرة على وضعه الصحي وكسر إرادته، الأمر الذي يشكل خطرا على حياته.
وقال شقيق الأسير عماد أبو هواش : إن مندوب الصليب الأحمر أبلغنا الليلة الماضية أن هشام متوقف منذ 48 ساعة عن تناول الملح، وهو أمر خطير من شأنه أن يؤدي إلى تعفن في الأمعاء، وتوقف وظائف القلب عن العمل وهذا يشكل تهديدا جديا على حياته، ويسبب الموت المفاجئ.
وأضاف: إننا نخشى أن يقدم الاحتلال على تغذيته قصرا، وحقنه بالمغذيات بالقوة، الأمر الذي يرفضه هشام بالمطلق ويشكل تهديدا حقيقيا على حياته، محملا الاحتلال المسؤولية الكاملة عن حياة شقيقة، ومطالبا المجتمع الدولي ومؤسسات حقوق الإنسان بسرعة التدخل والوقوف عند مسؤولياتها لإنقاذ حياة شقيقه.
هذا وكانت قوات الاحتلال قد اعتقلت أبو هواش البالغ من العمر (40 عاما) من بلدة دورا جنوب الخليل في الـ27 من شهر أكتوبر/ تشرين الأول العام الماضي، وأصدرت بحقه ثلاثة أوامر اعتقال إداري مدة كل أمر 6 أشهر، وتم تخفيض الأمر الأخير من (6-4) أشهر قابلة للتمديد.
المعتقل أبو هواش متزوج وأب لخمسة أطفال، وتعرض للاعتقال عدة مرات سابقا، حيث بدأت مواجهته للاعتقال منذ عام 2003 بين أحكام واعتقال إداري، وبلغ مجموع سنوات اعتقاله (8) سنوات منها (52) شهرا رهن الاعتقال الإداري.
هذا ويواصل الأسرى في سجون الاحتلال الإسرائيلي، يوم الأربعاء، خطواتهم الاحتجاجية، وذلك رفضا للهجمة الممنهجة التي تشنها إدارة السّجون بحقّ الأسيرات والأسرى في سجن "نفحة"، وتحديدًا في قسم (12)، وللمطالبة بإنهاء معاناة الأسير هشام أبو هواش المضرب عن الطعام منذ 128 يوما.
وقال نادي الأسير، في بيان، أن هذه الخطوات تتمثل بإغلاق كافة الأقسام، وإرجاع وجبات الطعام، منوها إلى أنه في حال واصلت إدارة السّجون تصعيدها، فإن مستوى المواجهة سيكون مفتوحا، ويتجه نحو كل الخيارات، وذلك بعد أنّ تنصلت من إعلانها إنهاء عزل الأسيرات، ورفع العقوبات عنهن.
ولفت نادي الأسير إلى أنّه وحتّى اللحظة لا تتوفر معلومات عن مصير الأسرى في قسم (12) الذين واجهوا عملية قمع واسعة، حيث تم إخراجهم إلى ساحة السّجن "الفورة"، وتم تكبيلهم وإبقاؤهم لساعات متواصلة في البرد القارس، والاعتداء على مجموعة منهم بالضرب، وكذلك عزل مجموعة أخرى، وتحويل غرفهم إلى زنازين، بعد أن جرّدتهم من كافة مقتنياتهم.
من الجدير ذكره، أنّ إدارة سجون الاحتلال نفّذت عمليات قمع متتالية بحقّ الأسيرات على مدار أيام، رافقها عمليات تنكيل ممنهجة واعتداءات غير مسبوقة، وعزل ثلاث منهن، وفرض مجموعة من العقوبات بحقّهن.
وتصاعدت الهجمة بعد عملية قمع واسعة نُفّذت بحقّ أسرى سجن "نفحة" وذلك بعد مواجهة جرت بين الأسير يوسف المبحوح وأحد السّجانين.
وحمّل نادي الأسير، إدارة سجون الاحتلال المسؤولية الكاملة عن مصير الأسرى والأسيرات، وطالب كافة جهات الاختصاص بالتحرك العاجل لوقف هذه الهجمة وطمأنة عائلات الأسرى عن ذويهم، وعلى رأسهم الصليب الأحمر الدوليّ.
يذكر أن عدد الأسرى بلغ حتى نهاية شهر تشرين الثاني نحو (4550) أسيراً من بينهم (32) أسيرة، و(170) قاصراً، ونحو (500) معتقل إداري.