حتى يشفى المرور من أوجاعه ؟!

بقلم: خالد أحمد

خالد أحمد
  • خالد أحمد

منذ أزيد من شهرين هناك حركة نشطة وعمل دؤوب تقوم به إدارة شرطة المرور والنجدة في المحافظات الجنوبية للوطن من أجل ضبط الحالة المرورية المتردية التي أستطيع القول عنها بأنها وصلت لدرجة يمكن أن نطلق عليها انفلات مروري ،وهنا لا أحمل المسئولية  إلى طرف بعينه فالكل يتحمل المسئولية جراء التهاون على مدار سنوات طوال أوصلتنا إلى ما نحن فيه الآن فمن يتفحص نوعية المخالفات التي وصل عددها للمئات خلال هذه الفترة يجدها مخالفات من الدرجة الأولى والتي تفضي جميعها للموت  كالسواقة بدون رخصة قيادة مروراً بقطع الإشارة الضوئية وصولاً للسير عكس اتجاه السير وقيادة المركبة بدون لوحة أرقام ،وجميع هذه المخالفات بالمناسبة ليس لها علاقة بالوضع الاقتصادي الصعب اللهم باستثناء السيارات "البودي" التي لا تحمل أية أوراق ثبوتية .

وخلال هذه الفترة تواصلت مع مدير إدارة شرطة المرور والنجدة  العميد تامر شحادة عبر الرقم المجاني الذي خصصته وزارة الداخلية لتلقي استفسارات المواطنين ،واقتراحاتهم وشعرت خلال حديثي معه أنه رجل صادق وقلت له بالحرف الواحد إن حسن النوايا لا يكفي ،ويجب تسيير دوريات شرطة على طول طريق صلاح الدين ،وضرورة أن يكون هناك تنسيق وتعاون بينكم وبين الحواجز الأمنية المنتشرة في كافة الطرقات لما له من أثر إيجابي في ذلك ،وحتى يشعر المواطن بأن لها جدوى ،وتطبيق  القوانين في الوقت علينه على أصحاب الدراجات النارية والتوكتوك ،وحتى عربات الكارلو ،وعدم التهاون معهم لما يشكلانه من خطر على سلامة المجتمع .

 

 

 

 

وفي هذا المقام أقول بكل صدق بأن المخالفات ووضع مركبات من مخلفات الحوادث على الطرق لا يكفي ؛ بل أرى في تغليظ عقوبة من يقود المركبة بدون رخصة قيادة ،ومن يقطع الإشارة الحمراء كحجز المركبة على سبيل المثال ،وتحويل سائقها للمحاكمة يرافق ذلك حملة توعية شاملة بحوادث السير عبر الإعلام المرئي ووسائل التواصل الاجتماعي ونشر مواد تثقيفية وتوزيعها في المساجد والنوادي والجامعات والمدارس وعلى السائقين أنفسهم ،والتنبيه على  خطباء المساجد بالتنويه لهذا الأمر في خطب الجمعة ، كذلك لابد من نشر أفراد شرطة داخل المدن وعدم تواجدهم في أماكن محددة ؛ بل من المفيد تغيير مواقعهم باستمرار حتى يشعر جميع السائقين بأن هناك رقابة ومتابعة حثيثة لهم ،ومن الأهمية بمكان دعم الشرطي في الميدان وأن يكون هناك قرار سياسي من أعلى المستويات بذلك ،وتقديم كل ما من شأنه أن يساهم في نجاهم في هذه المهمة الشاقة مع ضرورة متابعة الأمر على مدار العام وأن لا يكون موسمياً.

وهنا أذكر بالفتوة الشهيرة التي  أطلقها سماحة الشيخ عكرمة صبري قبل أربع سنوات ،وأكد خلالها "إن عدم الالتزام بتعليمات السير فإن السائق يكون آثماً شرعاً"، بل وأعتبر فضيلته من لا يلتزم بتعليمات السير وما ينتج عنها من إزهاق لأرواح الركاب "فإن السائق في هذه الحالة توجه له تهمة "القتل العمد" وإذا توفي السائق نفسه في هذه الحالة فإنه يعد "منتحراً".

كما لا يفوتني أن أتوجه بالشكر لوزارة المواصلات على حملة تخفيض رسوم السيارات بكافة أنواعها ورخصة القيادة ،وتوفير لوحات أرقام حديثة يصعب تزويرها وتلفها بما يساهم في ضبط الحالة المرورية  بكل تأكيد .

 

المصدر: -

جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت