- علي بدوان ... عضو اتحاد الكتاب العرب
ياعين ابكي حزينة، شهداء فوق أراضينا،
تلك كانت مطلع انشودة عند تشييع الشهداء في مخيم اليرموك
الشهدء الذين سقطوا على أرض فلسطين انطلاقاً من شمال لبنان والجولان ..الخ.
ضحايا غرق قوارب الموت، ثمانية من لاجىء فلسطين في سوريا، سقطوا غرقاً أثناء محاولتهم الوصول إلى اليونان،
هم شهداء ايضاً،
استشهدوا، وهم ينتظرون نجاتهم وسط الجوع والبرد على أمل لم الشمل.
عالم تكلّست مشاعره،
وقد باتت طُرق الموت، هروب من الموت بالموت،
الأمل والهجرة... قصة البحث عن امل متجدد يعيد اليهم الابتسامة، يعيد لهم الامل من جديد، لكن قدر الله كان ان يكونوا الى جوار ربهم رحمة الله عليهم جميعاً...
الشهداء الغرقى ليسوا أرقاماً بل أقماراً ...ولكل قمر منهم قصة وحكاية قصة مع الحياة والخذلان...
ثمانية لاجئين من الفلسطينيين في سوريا، استشهدوا يوم 24/12/2021، وهم :
"روند محمد العائدي" ابنة مخيم اليرموك، "محمد كامل عجاج" (38 عاماً) وهو طبيب أسنان من سكان مشروع دمر في دمشق، و "أحمد يوسف محمد" مواليد مخيم جرمانا ١٩٦٥، "عبد الكريم اسماعيل"، وابنته "آلاء عبد الكريم إسماعيل" من مخيم السيدة زينب بريف دمشق، "حيان صوان" من سكان ركن الدين بدمشق"، و"أبو دياب" من مخيم جرمانا، و"أنس" من مخيم درعا.
استشهدوا، والشهادة هنا بمعناها الأعلى في سعيهم للحياة، استشهدوا غرقاً في بحر (إيجه) بالقرب من جزيرة (ميرميجاس) اليونانية، وذلك أثناء محاولتهم الوصول إلى الدول الأوربية، بحثاً عن حياة أفضل ...
وكان قارب يقل 88 مهاجراً غير نظامي غرق يوم الجمعة ٢٤/١٢/٢٠٢١ وسط بحر إيجة بالقرب من جزيرة ميرميجاس اليونانية، ما أسفر عن وفاة 16 شخصاً بينهم نساء وشيوخ وأطفال،
ليس فصل الشتاء وارتفاع منسوب الموج، ولا جشع المهربين، أو سمك القرش، مسؤول عن جريمة القتل غرقاً، لأناس حالمين،
في العام 2021 وحده غدر بحر ايجة بـــ 2500 حالم ٍ بلقمةِ طعام ٍ ونسيم حرية، ذلك وفق إحصاءات المفوضية السامية للاجئين، فتحوّل بحر ايجة الى عار انسانية القرن قرننا المستباح ..
وقبل عدة أعوام، كان المتوسط، وجزيرة (لامبيدوزا) حيث نحو 400 شهيد وشهيدة ضحايا الغرق،
الموت يشدّ، وهم يشدّون، مات الموت، ولم تمت فلسطين...
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت