- المحامي علي ابوحبله
توافقت آراء محللَين سياسيَين ، على أن لقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس مع وزير الدفاع الإسرائيلي بني غانتس، الثلاثاء، لن ينجم عنه أي اختراق في العملية السياسية المتوقفة، ولن يتجاوز سقف "تحقيق تسهيلات في الجانب الإنساني".
وتتعلق بحوانب انسانيه وزيادة بطاقات في اي بي بحسب تصريحات وسائل اعلام عبريه وبراي مراقبون سياسيين ان لقاء "عباس غانتس" لن ينجح في فتح ملفات سياسيه تمهد للعوده الى طاولة المفاوضات وان تركيبة حكومة الائتلاف الصهيوني لا تسمح بذلك خشية انهيار الائتلاف الحكومي وان الاجتماع لم يسفر عن اي نتائج ملموسه تحول دون انفجار الوضع نتيجة تداعيات عدوان المستوطنين والتوسع الاستيطاني وتهويد القدس ، اذا اخذنا علما ان تعليمات قيادة جيش الاحتلال باطلاق النار الحي ضد الفلسطينيين من راشقي الحجاره او مجرد الاشتباه وهذا يعطي دلاله ان سلطات الاحتلال لن تغير من سلوكها الاجرامي بحق شعبنا الفلسطيني وبحسب حسين الشيخ رئيس هيئة الشؤون المدنيه : اللقاء كان بمثابة الفرصة الأخيرة قبل الانفجار، ومكتب غانتس: ناقشنا مختلف القضايا الأمنية والمدنية .
وبحسب ما تسرب عن الاجتماع أن الرئيس عباس تطرق للاستيطان واعتداءات المستوطنين والقدس الا أن غانتس تهرب من استحقاقات العمليه السياسيه واضفى الاعلام الاسرائيلي على ان أغلب الملفات التي جرى تداولها ذات جوانب إنسانية واقتصادية وهذا على حساب الملف السياسي حيث ان الاداره الامريكيه تسير على نفس نهج حكومة اوباما التي دفعت بالمسار الاقتصادي على حساب المسار السياسي والحقوق الفلسطينيه حيث تتمسك حكومة بينت لابيد بشعار الامن مقابل الاقتصاد اضافة الى ان التركيبة اليمينية المتطرفة للحكومة والبرلمان في إسرائيل، لا تمنح أي أمل، في إمكانية استئناف عملية السلام. وبينما تقول السلطة الفلسطينية، إن اللقاء كان بمثابة "الفرصة الأخيرة قبل الانفجار" قالت بيان صادر عن مكتب غانتس إن اللقاء بحث "تعزيز التنسيق الأمني ومنع الإرهاب".
في المقابل، خلا بيان مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، من أي إشارة تفيد بأن الاجتماع بحث قضايا سياسية، حيث قال إن اللقاء ناقش "مختلف القضايا الأمنية والمدنية". وأضاف البيان: "استمر الاجتماع قرابة ساعتين ونصف الساعة، وأبلغ وزير الدفاع رئيس السلطة نيته مواصلة تعزيز إجراءات بناء الثقة، وأكد الوزير الاهتمام المشترك في تعزيز التنسيق الأمني والحفاظ على الاستقرار الأمني ومنع الإرهاب والعنف".
وعلق وزير الخارجية الإسرائيلي يائير لابيد، على اللقاء الذي جمع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ووزير الدفاع الإسرائيلي بيني غانتس، قائلا إنه "مهم لأمن إسرائيل ومكانتها الدولية". وقال لابيد في تغريدة على "تويتر": "الاجتماع بين غانتس وأبو مازن مهم لأمن إسرائيل ومكانتها الدولية. التنسيق الأمني والمدني مع السلطة الفلسطينية ضروري لأمن إسرائيل ويقودها وزير الدفاع بشكل مسؤول ومهني".
وهذا التصريح تاكيد على حصر الاجتماع بالتنسيق الامني والتسهيلات وهذا يؤكد ان اسرائيل تركز على الجوانب الاقتصاديه على حساب السياسه وأن أي تفكير فلسطيني في الذهاب باتجاه فتح أفق سياسي، لن يكون مجديا وهذا يعيدنا لاجتماعات اولمرت عباس حيث اجتماعات غانتس عوده لنقطه البدايه ولن يكون من المجدي التعامل مع هذه الحكومه "كون الحكومة الإسرائيلية الحالية، خليط من الأحزاب المتناقضة، وغير قادرة على اتخاذ قرار الذهاب باتجاه فتح آفاق عملية تفاوضية جديدة". وتسيطر أحزاب اليمين المتطرف، على الحياة السياسية في إسرائيل، رغم خلافاتها العميقة، وتُشكل أغلبية داخل البرلمان، على حساب أحزاب الوسط واليسار التي ضعفت كثيرا خلال العقد الأخير.
أن حكومة بينت لابيد الحالية "تلعب لعبه مزدوجه مستغله الانقسام الفلسطيني : تفتح خط تواصل مع السلطه الفلسطينيه بالضفة من خلال بوابة غانتس، وعلاقته الشخصية مع بعض الرموز الفلسطينية، وفي نفس الوقت تفاوض حركة حماس في غزة عبر البوابة المصرية من أجل إحداث اختراقات فيما يتعلق بصفقة تبادل الأسرى".
والتهدئه ومحاولة ترسيخ الانقسام الجفرافي وفق رؤيا واستراتجية اليمين لتدمير رؤيا الدولتين وان حكومة الائتلاف الصهيوني تعتقد انها تحقق نجاح واختراق فيما يتعلق بالمتغير الفلسطيني وهي في وضعيه استراتجيه مريحه بسبب الانقسام الفلسطيني وكل الدلائل والمؤشرات " أن الإدارة الديمقراطية، بزعامة جو بايدن، لا تعطي الملف الفلسطيني أي اهتمام". وهي التي دفعت الى هذا الاجتماع وعجز الاداره الامريكيه عن فتح قنصليه في القدس لرفض بينت والان الاجتماع الذي رتبت له امريكا عقب زيارة مستشار وزير الخارجيه الامريكي هو للتغطيه عن هذا العجز ويرجّح أن تكون الإدارة الأمريكية "ترتب أوراقها الإستراتيجية بالمنطقة وتمهد للاتفاق بشان النووي الإيراني، بعيدا وعلى حساب القضية الفلسطينية".
على الفلسطينيين ان يدركوا جيدا وان لا يقعوا في اخطاء الماضي بضرورة ترتيب البيت الفلسطيني وتوحيد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام كاولويه تقتضيها مقتضيات المرحله الراهنه لمواجهة مخطط ما يخطط له اليمين الصهيوني لادارة الصراع في ظل الانقسام وهذا ما تكشف عنه لقاءات عباس غانتس ومحادثات حماس عبر البوابه المصريه
وهنا مكمن المخاطر التي تتهدد القضيه الفلسطينيه اذا اخذنا علما ان سبب وقفت المباحثات السياسية بين الفلسطينيين وإسرائيل، منذ عام 2014، يعود الى جراء رفض إسرائيل وقف الاستيطان، وعدم قبولها بمبدأ "حل الدولتين".
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت