- بقلم .. د. ميلاد جبران البصير
في الساعات القليلة الماضية تركنا خلفنا عام ٢٠٢١ والذي جلب لنا الكارثه تلو الاخرى على المستوى الصحي وعلى المستويات السياسية والاجتماعية والاقتصادية فكان شوقنا كبي أن نتخلص وبأسرع وقت ممكن من هذا العام محاولين أن نحصر الاضرار التي جذبها معه على مجتمعنا الفلسطيني وعلى قضيتنا العادله.
مع بدايه هذا العام الجديد والذي نتأمل ان يجلب لنا الامال والظروف المناسبه لتحقيق اهدافنا وطموحاتنا بتحقيق وبناء دولتنا المستقلة على ترابنا الوطني وعاصمتها القدس.
مع بدايه هذا العام الجديد والذي يبدو أنه مكمل للاعوام السابقه لا بد لنا نحن كشعب وكقيادة وفصائل أن نتوقف لحظه لاعاده النظر في الكثير من المعايير والقيم والمعادلات الاقليمية والدولية والفلسطينية ايضا لاجراء تغير جذري في بعض مساراتنا النضاليه وذلك لكي لا تسبقنا عجلة التاريخ ونبقى سجناء بعض المعادلات والتوازنات الاقليمية والدولية لذلك يتوجب علينا وضع رؤية استراتيجية جديدة لمواصلة مسيرتنا النضالية والتي يجب أن تشمل ما يلي :
اولا: إعادة النظر في تركيبه مجتمعنا الفلسطيني بكافه شرائحه الاجتماعية والدينية والفصائلية لأن ما حدث في الاوانا الاخيره هو تمزيق هذا المجتمع وعلى عده اصعده ، النعرات الدينية بروز دور العشائر والقبائل فأصبح المختار اهم من المحكمة مجتمعنا في امس الحاجة لبناءه على أسس وطنية وشمولية يجب ايجاد عامل مشترك يوحد جميع ابناء شعبنا في المدن والقرى وفي المخيمات وفي الشتات ، إن هذا العامل المشترك هو مشروعنا الوطني وفلسطينيتنا.
ثانيا: إعادة النظر في دور المثقف الفلسطيني والذي هو حاليا ولأسباب عده مهمش من قبل صناع القرار حيث يشعر في الاحباط مثله مثل الكثير من ابناء شعبنا ، إن المثقف الفلسطيني حاليا غائب عن الساحة الفلسطينية للاسف ولكننا الان في امس الحاجه إلى هذا الدور والذي كان له اهميته ولعب دورا بارزا في الماضي ، هذا الدور لا يمكن اهماله وتركه وعدم الاهتمام به وتهميشه لأنه هو الذي سيبلور لنا رؤيا جديدة بما يدور في داخل مجتمعنا الفلسطيني وبما يحيط بنا على المستوى الاقليمين يجب وبطريقه ملحه النظر في كيفية إعادة هذا الدور الحيوي للمثقف الفلسطيني وفي كيفية انخراطه واندماجه في المؤسسة الرسمية علميا وعمليا، ويجب توفير وضمان كل الشروط والوسائل والفرص لكي يستعيد المثقف الفلسطيني في الساحة دوره ويتحمل مسؤليته وليقدم ابداعاته كما اعتدنا على مر السنين بهذا الخصوص .
ثالثا: الجميع يعلم في التغيرات الاقليمية والعالمية والوطنية التي حدثت وما زالت تحدث ، تغيرات جذريه سياسيا واقتصاديا وعلاقات توازن حيوبوليتيك مختلفة كليا عن المعادلات التي اعتدنا عليها في السنوات الماضية، اليوم لا يمكننا نحن الفلسطينيون أن نعيش على مدخرات وارباح الماضي، مضى الزمن الذي كانت تعتبر به قضيتنا الفلسطينية قضية محورية في العالم العربي والاسلامي ، للاسف الشديد ليس كذلك هي الان . عالميا يواجه العالم كارثه فايروس كورونا وأوروبا والتي كانت تدافع وتذكر الجميع في حق الشعب الفلسطيني بتقرير مصيره واقامه دولته المستقله على اساس الشرعيا الدوليا والقانون الدولي هي الآن طامسه في مواجه الكورونا ولا يوجد لديها الطاقة او الارادة لتكريسها لقضيتنا فهي تحاول ان تقلل عدد الوفيات اليومية والتي تصل إلى الالف يوميا من بين مواطنيها حيث أن السيطرة او على الاقل تخفيف حده هذا الوباء اصبح من اهم اولوياتها .
كما يقول المثل لكل حقبا رجالها لا يوجد رجال ونساء لكل الحقبات لذلك يجب وضروري ضخ دماء جديدة وشابه في مؤسساستنا الوطنية ، فهذه التغيرات التي حصلت والتي هي الآن تتغير في عالمنا العربي وفي اوروبا تطلب منا وبطريقة ملحه إعادة النظر وفي رسم أسس جديدة وعلاقات جديدة مع الاحزاب الاوروبية الجديدة ومع محيطنا العربي والذي كنا وما زلنا نعتبره البعد التاريخي والاقليمي لقضيتنا الفلسطينية.
إن الاحزاب التاريخية الاوروبية والتي كنا نعرفها وكان لنا علاقات جيده معها ، اليوم تقريبا لا يوجد لها وجود على ارض الواقع فولدت احزاب وحركات سياسية ولا تعرف عن قضيتنا شيئا ، من هذا المنطلق يتوجب علينا إعادة النظر بدور سفاراتنا قي هذه الدول والدور الذي يمكن ان تلعبه ويجب إعادة النظر في دور الجاليات المحوري والتي كان لها دورها التاريخي في تأسيس وترسيخ العلاقت مع الاحزاب الاوروبية مكرسه لها الوسائل والموارد المالية وغيرها للقيام بواجبها والتي اثبتت انها تملك القدرات والمعرفة والخبره بذلك فجالياتنا تتكون من كوادر وخبراء يحظون في مراكز عملية واجتماعية ومهنية في جميع الدول الاوروبية.
رابعا" على المستوى العربي، ما يحدث علنا وما سيحدث في الاشهر القادمو علنا ايضا واذا اخذنا بعين الاعتبار ما حدث وسيحدث ايضا سرا ايضا لا يبشر بالخير بالنسبو لنا نحن الفلسطينيون ، اصبح واضح للجميع أن محوريا قضيتنا الفلسطينيا بالنسبه للانظما العربية ومؤسساتها كالجامعة العربية اصبح ليس له وجود ومن هذا المنطلق يتوجب علينا رسم خطه ورؤية تسمح لنا ولقضيتنا ان تبقى حيه بين الشعوب والاحزاب العربيا على الاقل لأن الخطر الذي نواجهه هو خطر محدق وواقعي لأن هذا العام الجديد سيجلب لنا الكثير من المفاجأت الغير متوقعه. لذلك إعادة النظر في علاقاتنا وتحالفاتنا الاقليميه اذا اردنا أن تبقى قضيتنا وكما يقول المثل الصيني : ليس مهم ما هو لون القط المهم انه سيأكل الفار.
خامسا: الجبهة الداخلية ، نحن الشعب الوحيد الذي عنده دولتين ( غزه والضفو ) وفي نفس الوقت الشعب الذي ليس له دولو ، فالانقسام الداخلي اصبح لا يطاق ولا يمكن السكوت عنه وعليه لأن هذه السياسة كان ثمنها باهضا على كافه ابناء شعبنا وعلى قضيتنا بشكل عام ، هذا التقسيم يفقدنا مصداقية على الساحة الداخلية والاقليمية فعملية الاحباط التي يعيشها الكثير من ابناء شعبنا في الداخل والخارج ما هي الا بداية العد التنازلي لنا ولقضيتنا فعملي انهاء الانقسام اصبح مطلب شعبي وجماهيري ووطني للحفاظ على قضيتنا وعلى مسيرتنا النضالية، فاجراء الانتخابات المحلية كان حدثا مهما ورائعا رغم بروز الدور العشائري والقبلي ففي العديد من القرى لم يتم التصويت بل تم الاتفاق بين العائلات والقبائل وما يترتب عليه من نتائج في قيادة إوداره تلك القرية أو تلك المدينة، اجراء الانتخابات التشريعية والرئاسية ايضا اصبح في غاية الضروره والالحاح لأن بها يتم تجسيد المصداقيا والشرعيا الفلسطينيا على المستوى الداخلي والاقليمي والعالمي، تفعيل واعاده تأسيس منظمن التحرير الفلسطينين ومؤسساتها لتشمل جميع الفصائل الفلسطينية بدون استثناء كونها حامية المشروع الوطني الفلسطيني وكونها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني في جميع اماكن تواجده.
ممارسه الديمقراطية ليس فقط على شاشات التلفاز بل على ارض الواقع حيث أي قرار وطني ومصيري يجب اتخاذه بطريقة جماعية وديمقراطية بمشاركة الائتلاف الحاكم وفصائل المعارضه بدون الانفراد لشخص أو فصيل في اتخاذ قرارات مصيريه لنا ولقضيتنا.
واخيرا وبمناسبة انطلاقة حركة التحرير الوطني - فتح نهنئ الاخوة والرفاق في فتح وعلى رأسهم الرئيس ابو مازن واعضاء اللجنة المركزية بهذه المناسبة للتأكيد على المضي قدما في مسيرتنا النضالية جنبا الى جنب حتى تحرير فلسطين وقيام دولتنا الفلسطينية على ترابنا الوطني وعاصمتها القدس .
* عضو اللجنة المركزية لجبهة النضال الشعبي الفلسطيني -ايطاليا.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت