- سهيله عمر
للاسف الشديد هناك ظاهره انتشرت على منصات اليويتيوب اليوم وهي ظاهره المتاجره بالاعراض خاصه من قبل الرجال.
وسأضرب مثال على قضيه رائجه لليوم، لكن السيناريو يتكرر بنفس الطريقه. وستكون اعراض العائلات عرضه للمتاجره على صفحات اليوتيوب.
من ابرز قضايا الراي العام التي طفت مؤخرا على اليوتيوب ودارت حوارات وخلافات وصراعات حولها بين كافه فئات الشعب العربي هي قضيه رجل مصري تزوج من امراه اكثر من ١١ عام وانجب منها ثلاث اطفال. وكان يسافر ويعمل بالخارج من دون اصطحاب زوجته. وعاد واستقر واتته رسائل ان زوجته تخونه. وبدا الشك يستخوذ عليه ورفع قضيه زنا ضد زوجته والمشتبه انها على علاقه به. واكتشف من خلال تحاليل البصمه الوراثيه في الطب الشرعي ان الاطفال الثلاثه ليسوا ابناءه. وهرب المتهم الرئيسي بانه شريكها بالزنا. كما هربت الزوجه بالاطفال من حكم الزنا. فلم يتاح اعاده التحليل للاطفال مع الزوج او التحليل مع المتهم الرئيسي انه شريك بالزنا. وتم رفض طلب الزوج بانكار النسب لانه القاعده الشرعيه تقول " الطفل للفراش وللعاهر الحجر". واستانف وتم مطالبته باللعان فاقسم باللعان انه واثق ان الابناء ليسوا ابناءه. كما قبلت المحكمه بطلب من محامي الزوجه ان يعاد التحليل بلجنه ثلاثيه للتاكد ان نتائج التحاليل السابقه ليس بها خطأ. وتم تحديد ثلاث مواعيد بمصلحه الطب الشرعي الا ان الزوجه هاربه بالاطفال ولم ترسل الاطفال للتحليل. ورفعت الجلسه للحكم. ووضع القضاه في حرج فمن الصعب انتزاع النسب من ثلاث اطفال بسبب تحليل بصمه وراثيه لم تسمح الزوجه باعادته للتحقق من دقه النتائج. فارتأوا اعطاء الزوجه فرصه اخرى واحاله الاطفال والزوج مجددا للطب الشرعي. ولكن المتوقع ان لا ترسل الزوجه الاطفال للتحليل مجددا ومن ثم يبقى القضاه في حرج.
وبما ان الازمه تمس مستقبل اطفال سيتم نفي النسب عنهم. فايضا استفطبت هذه القضيه شريحه لمناصره الزوجه، ومحاوله الترويج انها بريئه وان تحاليل الطب الشرعي للبصمه الوراثيه قد يكون بها خطأ ولا يمكن الاعتماد عليها لانكار النسب. بل هذه الشريحه هي من شجعت الزوجه على عدم مثول الاطفال لتحليل اللجنه الثلاثيه خشيه اثبات التهمه عليها. اي انها تتحكم ايضا في معرفه الحقيقه ومسار القضيه. وقد يكون هناك اجنده وراء هذه الشريحه للتشكيك بالطب الشرعي المصري. او قد يكون هناك خشيه من تغيير احكام انكار النسب فيتاح انكار النسب بناء على التحاليل مما سيتسبب في تضرر كثير من الاطفال الذين قد يكونوا قد اتوا نتيجه خيانه زوجيه.
في الدول الاجنبيه قضايا انكار واثبات النسب تتم بسهوله. الاب البيولجي له الصلاحيه العليا بالنسب سواء كان الابن بعلاقه شرعيه او غير شرعيه. الام تعترف بالاب والاب يتم اجباره بالتحليل ويتم اثبات النسب لابيه البيولجي حتى او رفض الاعتراف به بناء على اثبات التحليل بابوته للطفل.
اما في حالات الخيانه الزوجيه في الوسط الشرقي العربي، فمن الصعب بل المحال ان تعترف الزوجه بالخيانه لان ذلك يمس بسمعه عائلتها. وستعمد حتما للانكار واخفاء الاطفال للهروب من التحاليل كما حدث في هذه القضيه. وكافه القوانين في الدول الاسلاميه تحرم العلاقات اللاشرعيه وتاخذ بالقاعده الشرعيه "الطفل للفراش "، وانه لا يجوز انكار النسب بعد اقراره من الزوج عند الولاده حتى لو اكتشف من خلال التحاليل بعد سنوات انهم ليسوا من صلبه.
ومن وجهه نظري ارى هنا انه يجب ان يكون المرجعيه للايه القرءانيه:
" ادْعُوهُمْ لِآبَائِهِمْ هُوَ أَقْسَطُ عِندَ اللَّهِ ۚ فَإِن لَّمْ تَعْلَمُوا آبَاءَهُمْ فَإِخْوَانُكُمْ فِي الدِّينِ وَمَوَالِيكُمْ ۚ وَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ فِيمَا أَخْطَأْتُم بِهِ وَلَٰكِن مَّا تَعَمَّدَتْ قُلُوبُكُمْ ۚ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحِيمًا (5)
بما معنى انه طالما لم يعرف من ابيهم فالاصل هنا ان يبقى نسبهم للزوج ويصبحون مواليه وهو وليهم ويعاملهم بالحسنى. اي ان الدين فتح المجال للنسب بناء على التبني او فراش الزوجيه طالما الاباء مجهولون. كما لا يجوز ان يتم هدم حياه اطفال وتغيير نسبهم بعد ان تم اثبات نسبهم. وهؤلاء الاطفال هم عزوه وثروه لاي عائله او عشيره يجب ان تعتز بهم وتحافظ عليهم. فلا تعلم اي من ابناءك خير لك.
مع ان القضيه في اروقه القضاء وهو الفيصل. ولا يمكن لاي شخص في الكون ان يبدي رايه في قضيه حساسه كهذه تمس اعراض عائلات ومستقبل اطفال. لكن تجد ان هناك اموال ضخمه ضخت على هذه القضيه على مدار عامين، سواء على اليوتيوبرز الذين فتحوا منصاتهم لمناقشه هذه القضيه لساعات طويله على مدارااليوم، او على الدعم الذي يصل من خلال السوبر شات لليوتيوبرز، اوالدعم لمحامي القضيه، او لاطراف القضيه سواء الزوج او الزوجه والاطفال.
وحذى حذو هذا الزوج اخرين بعد ان وجدوا العمليه مربحه. حيث ياتي رجل يشتكي من خيانه زوجته اليه ويدعي ان بعض من ابنائه او جميعهم ليسوا من صلبه ويطالب بانكار النسب. وتتكالب عليه المنصات ليعرض قضيته عندهم بما ان قضايا الخيانه الزوجيه تصبح ترند في لمح البصر ويديرون لايفات لاشهر طويله بحجه المطالبه بتغيير القانون ليسمح بانكار النسب بناء على اللعان وتحليل البصمه الوراثيه اذا اثبت ان أي من الابناء ليسوا من صلب الزوج. ويتربحون عبر السوبر شات بفتح حوارات حول القضيه. وتفيض الاموال من كل دول العالم عبر التحويلات بحجه التعاطف مع الزوج ودعمه ودعم المنصات التي تتناول القضيه. ومن ثم تتولد ايضا منصات اخرى داعمه للزوجه من منطلق الستر ورفض التشهير والمتاجره بالاعراض والتعاطف مع الاطفال. وتنشأ فتن وانقسامات وصراعات على منصات اليوتيوب بحجه هذه القضايا بينما الهدف هو التربح واجندات مشبوهه.
ما ذنب الاطفال وهم لا ذنب لهم. كل ذنبهم انهم تواجدوا بين طرفين اب يتاجر بشرفه والشرف عنده مقياسه كم سيجني من ارباح، وام الله وحده يعلم ان كانت مذنبه او لا. بمنطق العقل هل يوجد رجل في الدنيا يتقبل ان يجعل من نفسه سلعه تباع علي منصات ربحيه بحته. هل يوجد رجل في الكون يتفاخر انه كان يستغفل سنوات طويله من زوجته. بالمنطق لا.
بل كثيرا ما نسمع عن انتحار فتيات بسبب فبركه صور خادشه لهن او محاوله خدش سمعتهن. افلا يعوون خطوره انتهاك اعراض النساء على منصات التواصل الاجتماعي.
وهذا يدق ناقوس الخطر ان اصبحت اعراض المسلمين عرضه للمتاجره على منصات اليوتيوب.
كلمه الفصل في الاسلام انه يحرم انتهاك الاعراض. من اخطأ هناك قضاء ورب يحاسبه.
((يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلا تَجَسَّسُوا وَلا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ))
" إِنَّ ٱلَّذِينَ يَرْمُونَ ٱلْمُحْصَنَٰتِ ٱلْغَٰفِلَٰتِ ٱلْمُؤْمِنَٰتِ لُعِنُواْ فِى ٱلدُّنْيَا وَٱلْءَاخِرَةِ وَلَهُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ "
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت