أكد مركز فلسطين لدراسات الأسرى بأن سلطات الاحتلال صعدت خلال العام الماضي من استهداف النساء والفتيات الفلسطينيات بالاعتقال والاستدعاء التحقيق، حيث رصد المركز (178) حالة اعتقال، وهي تشكل نسبة ارتفاع بنسبة 32% عن العام الذي سبقه.
وأوضح مركز فلسطين إن الاحتلال يستهدف النساء والفتيات الفلسطينيات بكافة فئاتهن، ولم يستثنى القاصرات، وكبار السن، والصحفيات، والمريضات، والجريحات وكذلك الأسيرات المحررات بهدف ردعهن عن المشاركة في أية نشاطات سلمية أو مقاومة أو مجتمعية داعمة لشؤون القضية الفلسطينية ومناهضة سياسته الاجرامية حتى لو كان بمجرد الكتابة والتعبير عن الرأي على مواقع التواصل الاجتماعي، ومنعهن من الرباط في المسجد الأقصى للدفاع عنه.
الباحث "رياض الأشقر" مدير المركز قال إن سياسة اعتقال الفلسطينيات هي سياسة قديمة بدأت مع بدايات الاحتلال لفلسطين، ولم تقتصر على حقبة معينة، لكنها تصاعدت خلال انتفاضة الأقصى تحت حجج وذرائع مختلفة، وشكل من أشكال العقاب الجماعي، وفي أحيان كثيرة تم اعتقالهن بهدف الابتزاز والمساومة لإجبار أقربائهم المطلوبين على تسليم أنفسهم، أو للضغط على المعتقلين لتقديم الاعترافات والمعلومات.
اعتقال المسنات
وكشف الأشقر ان الاحتلال اعتقل عدد من السيدات كبار السن منهن الدكتورة "شذى مصطفى عودة" 60عاماً، وهي المدير العام لمؤسسة لجان العمل الصحي في الضفة الغربية، وتعاني من أمراض السكري والضغط والقولون العصبي، كذلك السيدة " سعدية سالم فرج الله 65 عاما من الخليل بعد الاعتداء عليها بالضرب المبرح قرب الحرم الابراهيمي بحجة محاولة تنفيذ عملية طعن، كما اعتقلت المسنة "فاطمة خضر"، 65 عاماً من بلدة بيت حنينا، شمالي مدينة القدس، حيث تم التحقيق معها في مركز شرطة القشلة لعدة ساعات، قبل إطلاق سراحها بشرط إبعادها عن المسجد الأقصى، فيما استدعت المسنة سميرة السويطي" 69 عاماً والده الشهيد "فادي ابوشخيدم" من القدس.
اعتقال القاصرات
وبين الأشقر ان الاحتلال اعتقل خلال العام الماضي عدد من القاصرات أصغرهن الطفلة المقدسية "نفوذ حماد"، 14 عاماً، اعتقلت عقب اقتحام مخابرات الاحتلال لمدرستها في حي الشيخ جراح، إضافة الى زميلتها الطفلة "إسراء غتيت" 15 عاماً ووجهت لهما سلطات الاحتلال تهمه محاولة تنفيذ عملية طعن.
كذلك اعتقلت الطفلة روند عبد الهادي الحموري (15 عاما)، من مدينة الخليل بعد توقيفها على حاجز أبو الريش العسكري المقام على المدخل الرئيسي للبلدة القديمة غرب الحرم الإبراهيمي الشريف، كما اعتقلت الفتاة "رؤى رويضي"، 16 عاماً، اعتقلت أثناء تواجدها على مدرجات باب العمود، وسط مدينة القدس المحتلة، بعد ان اعتدى عليها بالضرب والدفع على الارض.
بينما اعتقلت الفتاة "منار قندس" 17 عاماً من جنين بعد استدعائها لمقابلة المخابرات، وكانت اعتقلت والدتها وفاء قندس قبل عشرة أيام، واعتقلت الفتاة " ناريمان كعابنه" (17 عاما)، اعتقلت مع والدتها "سحر كعابنة " من بلدة العوجا قضاء مدينة أريحا، وأفرج عنهم بعد أسبوع من الاعتقال مقابل غرامة مالية قيمتها 1000 شيكل.
اعتقال الاسيرات المحررات
اعادت سلطات الاحتلال خلال العام 2021 اعتقال عدد من الاسيرات المحررات من سجون الاحتلال بينهن الأسيرة المحررة "نهيل ابو عيشة" من الخليل اعتقلت، وأمضت 4 شهور في سجون الاحتلال قبل إطلاق سراحها، كانت أمضت سابقاً 33 شهرا في سجون الاحتلال، والأسيرة المحررة منى قعدان" من جنين، اعيد اعتقالها وتعرضت للتعذيب والعزل لمدة 27 يوماً، ولا تزال موقوفة، وهي أسيرة سابقة اعتقلت عدة مرات وأمضت ما مجموعه ثماني سنوات في سجون الاحتلال.
كما اعادت اعتقال المحررة شروق محمد البدن (27 عاما) من بيت لحم، ولم يمض أقل من 6 شهور على الافراج عنها من سجون الاحتلال، وصدر بحقها قرار اعتقال إداري لمدة أربعة أشهر، والأسيرة المحررة إحسان دبابسة (33 عاماً) من الخليل اعيد اعتقالها من أمام المسجد الإبراهيمي، وأطلقت سراحها بعد يومين، وهي أسيرة سابقة كانت أمضت 4 سنوات في سجون الاحتلال.
اعتقالات متنوعة
واشار الأشقر الى ان الاعتقالات بين النساء طالت عدد من زوجات وشقيقات الأسرى والشهداء من بينهن السيدة "غدير عدنان قراريه" من جنين زوجه الأسير "مالك فشافشه"، واعتقال السيدة "هيام الرجوب" زوجة الأسير "سليم رجوب" من الخليل، واعتقال "باسمة عارضة" 35عاماً، من جنين وهي شقيقة الاسير "محمود عارضة" أحد ابطال نفق الحرية، كما اعتقلت المواطنة "شريهان شوكة"، 33 عاماً، من مدينة بيت لحم، للضغط على زوجها "حسن شوكة" لتسليم نفسه، و اعتقال "صابرين زيود" من جنين وهي زوجة الاسير "محمد زيود" .
فيما اعتقلت عدد من الإعلاميات والناشطات منهن الإعلامية "نسرين سالم " خلال تغطيتها للمواجهات في باب العامود، والصحفية المقدسية "منى القواسمي" كما اعتقلت مراسلة قناة الجزيرة جيفارا البديري، بعد الاعتداء عليها بالضرب، وأطلق سراحها بعد ساعات، واعتقلت الكاتبة والروائية "شمس مشاقي"، من منزلها في نابلس وأطلقت سراحها بعد 10 أيام من التحقيق، واعتقال الناشطة والصحافية "صابرين دياب" من منزلها في بلدة طمرة في الجليل المحتلّ، واعتقال الكاتبة والشاعرة المقدسية رانيا حاتم، عضو رابطة للكتّاب والأدباء الفلسطينيين.
اعتداء همجي
وكشف الأشقر ان الاسيرات الفلسطينيات في سجن الدامون تعرضن في الرابع عشر من ديسمبر، لاعتداء همجي غير مسبوق بعد رفض الاسيرات النقل من غرفة 11 الى غرفه اخرى، حيث أقدمت الإدارة على قطع الكهرباء عن القسم بالكامل والدخول بقوات للقمع وأُخرجت الأسيرات من الغرفة بالقوّة وتم الاعتداء عليهن بالضرب وتوزيعهن على باقي الغرف، وفى اليوم التالي تم اقتحام القسم مجدداً بعد قطع الكهرباء، وتم مصادرة الأدوات الكهربائية من الغرف والبلاطة والتلفزيون والراديو ونقل خمس أسيرات للعزل.
كما أجرت الادارة تنقلات للأسيرات بكافة الغرف بالقوة والإجبار عن طريق سحلهن والاعتداء على بعض الأسيرات بالضرب وخلع حجابهن وشد شعرهن وأصبن بإصابات خفيفة وكدمات، بالإضافة لإصابة الاسيرة " إيمان فطافطة " بحالة اغماء.
كما فرضت عدة عقوبات على الاسيرات تمثلت بإغلاق القسم بالكامل وحرمانهن من الاستحمام لمدة 3 أيام حيث ان الحمامات خارج الغرف، كما قامت الإدارة بمحاكمة الأسيرات محاكم عقابية غيابية، بمنع الكنتينا والزيارة لمدة شهرين، كما تم عزل ثلاث أسيرات خارج سجن الدامون وهن: منى قعدان ومرح بكير فى عزل الجلمة وشروق دويات في عزل جلبوع، وبعد تصعيد من قبل الاسرى وتهديد بالدخول في إضراب وتصاعد الأحداث في سجن نفحة اثر اقدام الأسير يوسف المبحوح على تنفيذ عملية طعن لضابط أمن انتقاماً للأسيرات قامت الإدارة بإعادة الاسيرات المعزولات الى الأقسام، وفتحت القسم، وإعادت الأجهزة الكهربائية التي تمت مصادرتها خلال عملية القمع.
أوضاع قاسية
وأفاد الأشقر بان عدد الاسيرات وصل حتى نهاية العام 2021 الى 34 أسيرة بينهن 19 أسيرة محكومات بأحكام مختلفة، منهن 8 أسيرات محكومات بالسجن ما يزيد عن 10 سنوات، أعلاهن حكما الأسيرتين شروق دويات من القدس وشاتيلا ابوعياد من أراضي 48 ومحكومات بالسجن لمدة 16 عاماً.
وهناك اسيرتين تحت الاعتقال الإداري دون تهمه وهن "ختام السعافين" من رام الله، و"شروق البدن" من بيت لحم، وتعتبر الاسيرة " ميسون موسى الجبالي " من بيت لحم هي عميدة الاسيرات واقدمهن ومعتقلة منذ يونيو 2015 ومحكومة بالسجن لمدة 15 عاماً.
وتواصل سلطات الاحتلال انتهاك حقوق الأسيرات الفلسطينيات، حيث يقبعن في ظروف معيشية صعبة، ويتعرّضن خلالها للاعتداء الجسدي والإهمال الطبي، وتعاني الاسيرات من نقص حاد في الأغطية والملابس الشتوية وأجهزة التدفئة، حيث تحرمهن إدارة السجن من شراء أجهزة التدفئة والأغطية، وتتعمد ادارة السجون اذلال الاسيرات بعرضهن على المحاكم في فترات متقاربة وتأجيل محاكمتهم بشكل غير مبرر لعشرات المرات لفرض مزيد من التنكيل والنقل التعسفي لهن، كما تعاني الاسيرات من عمليات الاقتحام المستمرة والتي ينفذها عناصر شرطة رجال، حيث طالبت الاسيرات بضرورة استبدالهم بعناصر نسائية حفاظا على الخصوصية.
ولا تزال إدارة السجون تماطل في تركيب هاتف عمومي في اقسام الاسيرات، وتحرمهم من التواصل مع العالم الخارجي ومعرفة أخبار عائلاتهم وخاصه أنهن محرومات من الزيارة منذ أكثر من عام ونصف، كذلك تمارس الإهمال الطبي بحق الاسيرات وترفض توفير طبيبة نسائية مختصة في عيادة السجون لرعاية الأسيرات، وتمنع إدخال الكتب الثقافية أو العلمية، وكذلك المشغولات اليدوية كالمطرزات وغيرها.