- معتز خليل
توقفت كثيرا مع تقرير صحيفة يديعوت أحرونوت في عددها الأسبوعي الأخير بالأمس الجمعة ، والذي أشار إلى أن الحرب الإسرائيلية على غزة حملت بين حين وآخر، فرصة لاستخلاص الدروس والعبر، وتفادي الأخطاء التي يقع فيها الجيش بين كل غزة وآخر، لاسيما في ضوء ما باتت تمتلكه المقاومة من قدرات عسكرية وإمكانيات قتالية تشكل تحديا لآلة الحرب الإسرائيلية.
اللافت هنا في هذا التقرير أنه شرح سيناريوهات الضربات الإسرائيلية حال القيام بها ، حيث قالت الصحيفة أن المعطيات العسكرية الإسرائيلية اشارت إلى أن عملية توجيه ضربات جوية إلى أهداف في قلب غزة سيتخللها الكثير من الإجراءات، والمخاطرة الكبيرة؛ لأن المقاومة باتت تحوز مضادات للطيران الإسرائيلي، وهو ما كشفت عنه المواجهات الأخيرة، ما قد يعني أن أجواء غزة قد تصبح محرمة على الطيران الإسرائيلي من جهة، ومن جهة أخرى يطرح ذلك تساؤلات في منتهى الدقة حول جدوى سلاح الجو وحده لتحقيق أهداف العدوان، مع تحييد باقي الأسلحة؛ لعدم قدرتها على خوض معركة برية مع المقاتلين الفلسطينيين.
وتقول الصحيفة أن اتخاذ قرار بتنفيذ قصف جوي تجاه أي من الأهداف القتالية داخل غزة، يستغرق بضع ساعات، لكنه في الوقت ذاته يطرح شكوكا كبيرة حول مدى القدرة على القضاء على حماس من الجو فقط، وهو ما تعلمه جيدا غرفة التخطيط التي تتابع عن كثب عملية الهجوم التابعة لقيادة المنطقة الجنوبية في رئاسة الأركان، حيث تجتمع مجموعة الضباط والجنود حول الطاولة تحاكي إجراءً لإعداد هدف لشن هجوم في قطاع غزة، كما فعلت مئات المرات في العام الماضي.
عموما تشير المعطيات الإسرائيلية إلى أن تنفيذ أي عدوان على غزة يشمل تنسيقا بين وحدات الاستخبارات والنار والجو، ويتم تشغيل هذه الوحدات المشتركة في مقر القيادة بمدينة بئر السبع جنوباً، والغرض هو إنشاء بنك جديد للمواقع المستهدفة، من خلال التعرف عليها، واحدا تلو الآخر، وإحالة المعلومات من مصادر مختلفة، ومن جميع مجالات الذكاء البصري، والتنصت والجواسيس والمخابرات، ثم يتم الانتقال إلى التخطيط التشغيلي على أرض الواقع.
بالعادة، تستغرق عملية قصف مواقع في غزة بضع ساعات، ويُطلب من الضباط والجنود الموجودين في مركز النار أن يتلقوا التعليمات استعدادا لخوض ساعة حرب صغيرة، وأي خطأ يرتكبونه قد يؤدي للتصعيد، فضلا عن كون الجيش مهتما بمهاجمة وتدمير البنية التحتية، مثل مخارط صنع الصواريخ، وليس استهداف المسلحين الموجودين داخل الموقع؛ خشية من رد فعل المقاومة، وهناك حالات استثنائية تتعلق بعدم قدرة الجيش على الوصول لبعض الأهداف على الأرض.
عموما فإن هذا التقرير يؤكد بالفعل أن الإسرائيليين سيفكرون كثيرا ان حاولوا ضرب غزة ، والأهم أن اندلاع حرب إسرائيلية ضد القطاع سيقابل برد عنيف يتوقعه الاحتلال الآن
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت