- د.أحمد لطفي شاهين
- كاتب مختص في شؤون المعتقلين الفلسطينيين
شاب فلسطيني معتقل منذ عام 2002 ومحكوم بالسجن 7مؤبدات و50عاما شقيق ل.شهيد وأربعة أشقاء معتقلين محكومين بالمؤبد ايضا..
مناضل فلسطيني عنيد من الذين آمنوا بأن الأرض تنادي أبنائها فاستجابوا لندائها ..
من مواليد مخيم النصيرات في قطاع غزة 1972م عانى وعائلته مرارة اللجوء والتشرد اثر نكبة سنة 1948م وتكررت هجرته وعائلته من قطاع غزة الى مخيم الامعري في مدينة البيرة ليكبر هناك ويتمكن من زيارة ارض اجداده المحتلة فتتحرك الثورة داخله لينتقم من العدو الصهيوني الذي سلب ارض اجداده ...
واستمر في مقارعة الاحتلال حتى هذه اللحظة وهو على سرير المرض اذ وصل عمره الان 49 عاماً فقط قضى معظمها في سجون الاحتلال او مطاردا قابضا على بندقيته وسكينه وحجارة ارضه المحتلة انتمى ناصر أبو حميد الى حركة فتح في شبابه المبكر، وشارك في نشاطاتها الوطنية، وكان من كودارها في الانتفاضة الأولى، ونشط في استهداف عملاء الاحتلال في إطار مجموعات فتحاوية سرية مثل مجموعة ” الأسد المقنَّع ” في رام الله، ومنها اخذ لقبه الحالي..
أفرج عنه الاحتلال من سجونه عام 1994م إثر توقيع اتفاق القاهرة بين منظمة التحرير ودولة الاحتلال، ولكن الحرية لم تنسيه رفاق دربه في السجون الصهيونية حيث استعاد نشاطه داخل حركة فتح وفي مؤسساتها التنظيمية، وأصبح من قادة كتائب شهداء الأقصى في الضفة الغربية خلال الانتفاضة الثانية، ومن قادة الحركة الفلسطينية داخل المعتقلات، حيث مثَّل المعتقلين في أكثر من محطة مواجهة مع إدارة مصلحة السجون الصهيونية.
لقد عانى كثيرا منصور أبو حميد أثناء مسيرته النضالية؛ إذ اعتقله الاحتلال أول مرة عندما كان يبلغ من العمر ثلاثة عشر عامًا، وأصابه إصابة بالغة عام 1990، وطارده، وحاول اغتياله أكثر من مرة، واعتقله برفقة أخيه نصر في مخيم قلنديا في الثاني والعشرين من نيسان/أبريل عام 2002م ورافق اعتقاله الاعتداء عليه وإصابته إصابات بالغة، وتعرض لتحقيقٍ وتعذيب قاسي جداً ، وحكم عليه بالسجن سبع مؤبدات وثلاثين عامًا، كما أنه شقيق الشهيد عبد المنعم أبو حميد المعروف بصائد الشاباك، واشقاؤه : (نصر) محكوم بخمسة مؤبدات، و(شريف ) محكوم بأربعة مؤبدات، و(محمد) محكوم بمؤبدين وثلاثين عام، و(إسلام) محكوم بمؤبد وثمانية سنوات، ولقد هدم الاحتلال الصهيوني منزل العائلة خمس مرات، ومنع أمه من زيارته لسنوات، وقد أُطلِقَ على والدته لقب خنساء فلسطين وسنديانة فلسطين، في حين توفي والده وهو داخل السجن، ولم يتمكن من المشاركة في تشييع جثمانه، والآن يعيشُ المعتقل البطل ناصر أبو حميد في ظروف صحية غاية في التعقيد، حيث يعاني من السرطان وامراض اخرى .
هذا الثائر الفتحاوي العنيد لم يُعطي لنفسه أو عائلته أي فرصة لالتقاط النفس بل منذ اللحظة الأولى لانطلاقته نحو الحياة ومنذ أن أصبح شبلاً قرر أن يكون في مقدمة العمل الفدائي الفلسطيني في مواجهة المُحتل.
لن اطيل بالكلام اكثر فهذا الفدائي تعجز الكلمات عن وصف نضالاته وصموده وتضحياته وتضحيات امه الصابرة المرابطة تلك الأم العظيمة التي تعتبر مدرسة نموذجية في النضال والإصرار والتحدي حيث قدمت أبناءها فداءً للوطن ولم تتراجع ولم تطلب يوماً من أحد التراجع بل كانت هي من تحثهم على العمل الوطني والنضال والتضحية وصولاً الى الهدف السامي الذي ضحى ابناء شعبنا من أجل الوصول اليه وهو تحرير فلسطين وطرد الاحتلال والعيش بحرية وكرامة في ظل دولة مستقلة وعاصمتها القدس الشريف وان نعيش الحياة الكريمة كباقي شعوب الأرض.
ان المطلوب الآن من الجميع بلا استثناء هو وقفة جادة من قبل كل القوى الوطنية والاسلامية والفعاليات الشعبية حتى لا نستقبل ناصر ابو حميد شهيداً، بل يجب أن يخرج من السجن للعلاج وأن نستقبله بطلاً حراً منتصراً ، وأن يتحرر هو وكل ابناء شعبنا من تلك المعتقلات الصهيونية لأن إدارة سجون الاحتلال تعمل على جعل هذه السجون مقبرةً للأحياء ..
وكفانا صمتا وكفانا مشاهدات لعذابات المعتقلين مابين مرض او اضراب عن الطعام لحد الموت او قمع السجون او اهانة وتعذيب ونحن نتفرج ..
يجب ان ننتصر للمعتقلين وان نتحرك على كافة الأصعدة .. وإن لم ننتصر نحن للنساء المعتقلات وللابطال والأطفال المعتقلين الذين يضحوا بزهرات شبابهم من أجل أن نحيا نحن بكرامة لكي ننتصر اليوم قبل الغد،،،، فمن سيتحرك؟ ومتى ستحرك؟ ...
يجب توحيد الجهود لنخوض معركة فاصلة مع هذا المحتل ولنصطف جميعاً قيادةً وشعباً ومؤسسات من أجل التخلص من ويلات هذا المحتل وإرغامه على الانسحاب والتسليم بحقوقنا المشروعة كلها وليس فقط تحرير ابناء شعبنا من براثنه ... اذكركم ختاما بمقولة غسان كنفاني ثوروا فلن تخسروا سوى القيد والخيمة الله ينصرك يا ناصر ابو حميد ..
الله يلهمك القوة والصبر والتحدي والصمود نراهن عليك يا ناصر ولابد ان نساعدك في كسب الرهان ضد الصهاينة من خلال استمرار الفعاليات والمظاهرات والتصريحات والاشتباكات وصولا الى تحريرك وتحرير كل المعتقين وتحرير الارض المحتلة.
جميع المقالات تعبر عن وجهة نظر أصحابها وليس عن وجهة نظر وكالة قدس نت